جدال واسع.. احتلال جنوب لبنان وتدمير محور فيلادلفيا.. ما تداعيات تصريحات ليبرمان على إسرائيل؟

سبوتنيك - الأمة برس
2023-12-31

العلم الإسرائيلي (ا ف ب)

أثارت تصريحات رئيس حزب "يسرائيل بيتنو"، أفيغدور ليبرمان، بشأن احتلال جنوب لبنان، وتدمير محور فلاديفيا بين مصر وغزة، جدلا واسعًا في الساعات الأخيرة.

وطالب ليبرمان الحكومة الإسرائيلية بالسيطرة على الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني، بدعوى أن هذا الأمر سيمنح بيروت حكومة تمارس من خلالها سيادتها على الأراضي اللبنانية.

كما دعا إلى تدمير محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مقدرا سيناريو قد يغادر فيه نحو 1.5 مليون نسمة من سكان قطاع غزة نحو سيناء، طواعية.

وطرح البعض تساؤلات بشأن تصريحات ليبرمان وخطورتها، وإمكانية أن تشير لخطط إسرائيلية مستقبلية، وعن تداعياتها السياسية والأمنية في المنطقة.

اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري، والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن ليبرمان شخص أحمق أرعن يتم استغلاله عندما يكون خارج السلطة، وهو لم يتم استدعاؤه لحكومة الحرب والطوارئ الإسرائيلية، حيث تم تجاهله وهو يفعل العكس عندما يتولى مناصب رسمية، عندما كان وزيرًا للدفاع لم ينفذ أي من تهديداته ضد إيران ومصر التي كان يطلقها خلال وجوده في المعارضة.

وبحسب حديثه تصريحات ليبرمان تتحدث عن إعلان حرب على مصر، حينما يتحدث عن إزالة السور الفاصل بين غزة وسيناء وتسكين مليون ونصف المليون فلسطيني قرب العريش المصرية بأموال قطرية، وألا يتم إزعاج من يغادر من هؤلاء من غزة لسيناء، معتبرا أنها خطة متكاملة للتهجير.

واعتبر أن هذه الخطة ساذجة ولا يمكن تنفيذ حرف منها، بمعنى أن الجانب الإسرائيلي لا يمكن أن يختبر صبر مصر أكثر من ذلك، ولا يمكن أن يضحي بمعاهدة السلام، لا سيما وأن التحذيرات المصرية جاءت قوية وحاسمة وقالت مهما كانت النتائج نرفض هذه المخططات، لكن الحديث الآن عن حرب يشنها ليبرمان أو من يتبنى خطته ضد مصر.

وفيما يتعلق بالجزء الثاني الخاص بتهديدات ليبرمان للبنان، قال أنور إنه "لا قبل لجيش إسرائيل بمواجهة فصيل محاصر منذ 17 عاما ليست لديه إمكانيات، وقدرات محدودة وليس لديه ميناء أو مطار (في إشارة لحماس)"، مضيفا: "فماذا إن كان يتحدث عن استفزازات لحزب الله وفتح جبهة مع لبنان التي لديها صواريخ طويلة المدى، ودقيقة التوجيه".

وتابع: "الحديث حاليا عن 200 ألف مهجر من شمال وجنوب إسرائيل منذ 3 أشهر، تم إخلاؤهم من تجمعاتهم السكنية بسبب فشل الجيش الإسرائيلي في تأمينهم وفي حسم المعارك ضد حزب الله أو ضد حماس، لكن بعد دخول لبنان، سيكون الحديث عن ملايين، على الأقل مليون إسرائيلي آخر سيكونوا ضمن المهجرين داخليًا بسبب حماقات مثل تلك التي يطلقها ليبرمان ومجموعته.

ويرى أنور أن ليبرمان يحتاج إلى مصحة نفسية في ظل طريقة التفكير النفعية، والسياسية، لكنه خارج المنظومة وربما تكون تلك التصريحات مجرد استفزاز أو محاولة لتكييف الرأي العام الداخلي في إسرائيل، على أن المشكلة خارجية.

ومضى قائلًا: "يريد القول بأنه كان يمكن حل أزمة غزة لكن مصر لا تريد ولا ترغب، يحاولون تصدير المشكلة لمصر أو جهات أخرى من خلال شخص غير مسؤول وله تاريخ غير مشرف".

كسب الشارع اليميني

في السياق، قال محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، إن تصريحات ليبرمان بشأن لبنان واحتلاله أو بشأن المحور الفاصل بين غزة ومصر، مجرد هلوسات يريد من خلالها بعض الأهداف السياسية.

وبحسب حديثه يريد ليبرمان أن يظهر أمام الرأي العام الإسرائيلي بأنه يميني أكثر من اليمين الفاشي الموجود وأكثر من نتنياهو نفسه، وما هو إلا مزايدات على الحكومة اليمينية الفاشية الحالية، لكي يكسب ود اليمين الإسرائيلي.

وأكد أنه يسعى عمليا لكسب شعبية اليمين الإسرائيلي، خاصة أن إسرائيل قد تتجه بعد الحرب إلى انتخابات مبكرة، وليبرمان يريد أن يكسب شعبية أكثر، ويحصد مقاعد أكبر للمستقبل تمكنه من تشكيل الحكومة.

وأوضح أن هذه التصريحات لم يكترث لها أحد من مجلس الحرب الإسرائيلي، لأنها تتعارض مع الرأي العام الأمريكي وموقفه فيما يتعلق بتوسيع نطاق الحرب للجبهة الشمالية مع لبنان.

ويعتقد كنعان أن تصريحات ليبرمان لن يكون لها أي مكانة أو حيز في السياسة الإسرائيلية، أو لدى الرأي العام، ولن يأخذ بها صانعو القرار في مجلس الحرب الأمني السياسي الإسرائيلي.

وأوضح ليبرمان الذي شغل أكثر من منصب في وزارات إسرائيلية سابقة، منها وزارة الدفاع والمالية، أن أي ترتيب آخر في الجنوب اللبناني، بعيدا عن سيطرة إسرائيل على تلك المنطقة حتى نهر الليطاني، ستعيد بلاده إلى المكان نفسه خلال سنوات قليلة، على حد زعمه.

ويوم الأربعاء الماضي، قال ليبرمان، إن نحو مليون ونصف المليون من سكان غزة سيغادرون القطاع إلى سيناء المصرية، مشيرا خلال مقابلة مع صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية إلى أن ما جرى في قطاع غزة هو أن "المصريين حولوها إلى مشكلة إسرائيلية ولن نتمكن من التعامل مع مشكلة غزة بمفردنا"، على حد زعمه.

ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع راح ضحيتها، حتى الآن، أكثر من 21 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 54 ألفا آخرين، وفق سلطات القطاع الصحية، وتدمير البنية التحتية للقطاع، ووضعه تحت حصار كامل.

وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة.

وتجدد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة وعلى رأسها كتائب القسام التابعة لـحماس، منذ صباح يوم الجمعة الموافق الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعد انتهاء الهدنة التي امتدت بالمجمل، لـ7 أيام.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي