البنك المركزي التركي يقدم زيادة أقل في أسعار الفائدة  

أنقرة: أعلن البنك المركزي التركي، الخميس 21ديسمبر2023،عن رفع أسعار الفائدة بشكل أقل مما كان عليه في الأشهر السابقة، مما يشير إلى أنه يقترب من نهاية تشديد السياسة النقدية في الوقت الذي يكافح فيه التضخم في خانة العشرات.

ورفع البنك سعر الفائدة بمقدار 2.5 نقطة مئوية إلى 42.5 في المائة. وهذا بالمقارنة مع ارتفاع بمقدار خمس نقاط في الأشهر السابقة.

وأشار البنك إلى أن رفع أسعار الفائدة سيبدأ في التباطؤ وأن دورة التشديد ستكتمل "في أقرب وقت ممكن".

وقال البنك في بيان "في ضوء تقييم أن التشديد النقدي قريب بشكل كبير من المستوى المطلوب لتحديد مسار مكافحة التضخم، خفضت لجنة (السياسة النقدية) وتيرة التشديد النقدي". 

وأضاف: "سيتم الحفاظ على التشدد النقدي طالما كان ذلك ضروريا لضمان استقرار الأسعار بشكل مستدام".

أصبحت أسعار الفائدة في تركيا الآن هي الأعلى منذ عقدين من حكم الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقد اتخذ أردوغان، الذي أعلن نفسه عدواً لأسعار الفائدة المرتفعة، منعطفاً كاملاً بعد فوزه في الانتخابات في مايو/أيار.

وقام بتعيين فريق جديد من الاقتصاديين الداعمين للسوق، بما في ذلك وزير المالية محمد شيمشك ومحافظ البنك المركزي حافظ جاي إركان، الذي يتمتع بخبرة في وول ستريت.

وسمح أردوغان لعملة الليرة بالضعف بينما وعد بأن الفريق الجديد سيعالج سنوات من الأزمة الاقتصادية.

وبلغ التضخم على أساس سنوي 61.98 بالمئة في نوفمبر بعد أن لامس 85 بالمئة في أكتوبر 2022.

ويتوقع البنك المركزي أن تبلغ أسعار المستهلكين ذروتها في مايو/أيار من العام المقبل عند ما يتراوح بين 70 و75 بالمئة. وقال أردوغان في وقت سابق هذا الشهر إن التضخم سيظل مرتفعا حتى يونيو حزيران.

وتصدرت إركان عناوين الأخبار عندما قالت لصحيفة تركية يومية يوم السبت إنها خرجت من سوق العقارات في إسطنبول بسبب التضخم المتفشي، مما لم يترك أي خيار أمام المديرة المالية السابقة سوى العودة للعيش مع والديها.

وقالت السيدة البالغة من العمر 44 عاماً، وهي مديرة تنفيذية كبيرة سابقة في شركات مالية أمريكية تولت منصبها في يونيو/حزيران: "لم نجد منزلاً في إسطنبول. إنه مكلف للغاية. لقد انتقلنا للعيش مع والدي".

- امتحان -

وقال اقتصاديون إن رفع الفائدة بمقدار خمس نقاط بنفس حجم الأشهر الثلاثة الماضية كان سيحظى بشعبية كبيرة، لكن ذلك كان بمثابة أمل أكثر من التوقعات.

وكان ارتفاع يوم الخميس بمقدار 2.5 نقطة متوافقا مع التوقعات.

وقال كاجري كوتمان، المتخصص في السوق التركية في بنك KNG Securities الاستثماري ذو الدخل الثابت، في مذكرة: "من المؤكد تقريبًا أن هذا لن يكون آخر ارتفاع في أسعار الفائدة في هذه الدورة".

وأضاف كوتمان: "لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لكبح التضخم، لكن سوق السندات متفائلة بأن تركيا تسير على المسار الصحيح".

"كانت السندات التركية من بين الأقوى أداءً بين الاقتصادات الكبرى خلال الشهر الماضي."

وذكرت وسائل إعلام تركية أن سيمشك وأركان سيسافران إلى نيويورك في يناير للقاء المستثمرين.

وأشار بارتوش ساويكي، محلل السوق في شركة Conotoxia fintech، إلى أن البنك المركزي من المقرر أن يوقف دورة التشديد قبل الانتخابات المحلية في مارس.

وعلق ساويكي قائلا: "العام التالي سيضع استقلال البنك المركزي وتصميمه على الالتزام بموقف أكثر تشددا على المحك".