مدير الوكالة الدولية للطاقة تدعو إلى تمويل تحول الطاقة في دول الجنوب لمكافحة الاحتباس الحراري  

أ ف ب-الامة برس
2023-12-15

 

 

المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول في مكتبه في باريس في 14 أيلول/سبتمبر 2023 (ا ف ب)   

أشاد المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول الجمعة 15ديسمبر2023، بتبني دول العالم التخلي عن الوقود الأحفوري خلال مؤتمر كوب28، معتبرا أن الجميع بات قادرًا على مساءلة الحكومات وقطاعات النفط والغاز في ما يتعلق بسياسات الطاقة الخاصة بها.

في مقابلة مع وكالة فرانس برس، رأى بيرول أن مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب28" في دبي لم يتناول تمويل تحول الطاقة في دول الجنوب وهو أمر أساسي لمكافحة الاحتباس الحراري العالمي.

سؤال: كيف تنظر إلى هذا الاتفاق؟

جواب: فور صدور القرار، هنأتُ (رئيس مؤتمر كوب28) سلطان الجابر وكلّ الدول التي عملت جاهدة من أجل تحقيق هذه النتيجة.

أهمّ ما في الأمر هو أن مئتي دولة اتفقت على اتجاه نظام الطاقة العالمي. من الآن فصاعدًا سيتوجب على الحكومات وقطاع الطاقة والاستثمارات (...) أن تقول بوضوح ما الذي ستفعله لتسريع التحول بعيدًا من الوقود الأحفوري في السنوات الست المقبلة. والآن سيكون من حق الجميع أن يسألوا رئيس شركة نفطية أو رئيس حكومة كيف ستساهم هذه القرارات في هذا التحرك. إنها نقطة أساسية وأنا سعيد بوصولنا إليها.

حددنا خمسة شروط لنجاح (مؤتمر الأطراف). ثلاثة منها تم قبولها، وهي مضاعفة النمو في الكفاءة في استخدام الطاقة وزيادة الطاقات المتجددة ثلاثة أضعاف وتراجع استخدام الوقود الأحفوري. تمت مناقشة مسألة الميثان. ما ينقص إلى حد كبير هو كيفية مساعدة الدول النامية على تمويل تحولها إلى الطاقة النظيفة.

سؤال: لا يضع هذا الاتفاق مسارًا محددًا. كيف يُمكن أن يُترجم في الواقع؟

جواب: أعتقد أنه يُعطي إشارة لا لبس فيها إلى المستثمرين مفادها: إذا واصلتم الاستثمار في الوقود الأحفوري، فقد تتعرضون لمخاطر تجارية جسيمة. إنها أيضًا إشارة للمستثمرين الى أن الطاقات النظيفة أكثر ربحية مما يمكن لكثيرين أن يتصوروا.

ليس سكان لندن أو باريس وحدهم من يطلقون ناقوس الخطر بشأن تغير المناخ: يزداد عدد الناس في كل مكان من نيودلهي إلى جاكرتا الذين يرون ارتباط ذلك بالوقود الأحفوري وسيمثل ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لقطاع المحروقات والمستثمرين فيه.

سؤال: تُسلطُ الضوء عادة على نقص التمويل للطاقات الخالية من الكربون في البلدان النامية. هل ترى أي تحرك في هذا الاتجاه؟

جواب: إنها مشكلة كبيرة. في اتفاق باريس (في العام 2015)، وصلت الاستثمارات العالمية في الطاقات النظيفة إلى ألف مليار دولار. هذا العام، وصلت إلى نحو ألفَي مليار. لكن هذا التقدّم يتعلق بالاقتصادات المتقدمة والصين: فالاستثمارات في سائر أنحاء العالم ثابتة، صفر نمو! إنها مشكلة يواجهها الجميع: حتى لو وصلت أوروبا مثلًا إلى صفر انبعاثات، سيراوح تغير المناخ مكانه في حال حافظت الانبعاثات في الدول الأخرى على مسارها الحالي. الانبعاثات ليس لديها جواز سفر! هذا كان العنصر المفقود من مؤتمر كوب28.

سؤال: هل سيكون هذا الموضوع أكبر قضية خلال كوب29؟

جواب: سيكون هذا التمويل أولوية رئيسية للوكالة الدولية للطاقة في مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب29" (المحتمل أن يُعقد) في باكو. في ما يخصّ كيفية وضع الآليات المناسبة بدءًا بوسائل خفض تكلفة رأس المال وصولا إلى توفير تمويل ميسر من جانب المؤسسات الدولية... سوف نقترح سلسلة من التوصيات.

سؤال: يرد تسريع اللجوء إلى الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة بين المشاريع الكبرى للدول. هل العالم يسير على الطريق الصحيح؟

جواب: لسنا على الطريق الصحيح. السؤال الآن هو كيف سيُترجم هذا الهدف إلى إجراءات ملموسة في الدول.

سؤال: أعرب خبراء عن استيائهم من صمت مؤتمر الأطراف بشأن المواد البلاستيكية التي تستهلك النفط وغياب الإشارة إلى الغاز كطاقة انتقالية. هل يمثل ذلك مشكلة؟

جواب: لا نرى أن الغاز سيسمح لنا بتحقيق هدف إبقاء الاحترار عند 1,5 درجة مئوية. يجب أن يخفّ وبسرعة. لكن تختلف الحالات، فأوروبا ليست إفريقيا مثلًا.

لكن بالنسبة الي، المعلوم هو أن مئتي دولة وقعت وثيقة لتقول وداعًا للوقود الأحفوري. الاتجاه واضح جدًا ولا طريقة لتغييره حاليًا: فات الأوان وانتهى الأمر! بالطبع يتم استخدام الطاقة في البتروكيميائيات. لكن كل شيء عبارة عن طاقة، ولن أحاول التمييز: نحن نتحدث عن نظام الطاقة وسنحاسب الأشخاص الذين لن يتخذوا قرارات تتماشى مع كوب29، وهذا واضح جدًا بالنسبة الينا.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي