ترقّب لترشيحات جوائز غولدن غلوب الساعية إلى فتح صفحة جديدة

ا ف ب - الأمة برس
2023-12-09

جائزة غولدن غلوب (ا ف ب)

يأمل منظّمو جوائز غولدن غلوب السينمائية أن يشكّل الإعلان عن الترشيحات لها الاثنين بداية عهد جديد يعيد إلى هذا الحدث بهاءه، في ظل انتقال ملكيته إلى جهة جديدة، وإعادة تشكيل لجنة التحكيم فيه جذرياً، وإسناد النقل التفلزيوني الحيّ له إلى محطة مختلفة، بعدما لحقت به سمعة سيئة في الأعوام الأخيرة.

وكانت حفلة توزيع هذه المكافآت السينمائية والتلفزيونية تستقطب العدد الأكبر من المتابعين بعد حفلة الأوسكار، وكانت تشكّل في العادة بداية قوية لموسم الجوائز السينمائية الأميركية.

لكنها فقدت بريقها وتراجعَ الاهتمام بها بفعل اتهامات بالعنصرية والفساد، واعتبر البعض في هوليوود إن الإصلاحات التي طُبقت لتصحيح الوضع طرحت مشاكل جديدة تتعلق بالأخلاقيات.

وكانت رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود (HFPA) طوال عقود تتولى تنظيم جوائز غولدن غلوب وإدارتها ومَنحها، وتضم الرابطة نحو مئة صحافي متخصص في شؤون الترفيه يعملون في وسائل إعلام أجنبية. وغالباً ما كانت الرابطة تتعرض للانتقاد من قبل المتخصصين في مجالي السينما والتلفزيون بداعي عدم احترافيتها وغياب الشفافية فيها.

وظهرت هذه الانتقادات التي كانت تتردد في الكواليس إلى العلن عام 2021، عندما أجرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" تحقيقاً في عمل الرابطة، كان أبرز ما كشفه عدم وجود أي أشخاص سود في صفوفها، وأن أعضاءها يتلقون هدايا فخمة.  

وتعرّضت الحفلة في السنة التالية لمقاطعة هوليوودية شاملة، ويسعى منظموها مذّاك إلى معالجة الوضع. 

وفي حزيران/يونيو الفائت، جرى الإعلان عن بيع جوائز "غولدن غلوب" لمجموعة من المستثمرين من القطاع الخاص، بينهم الملياردير الأميركي تود بوهلي، وحُلَّت رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود، واعتُمِدَت خطة جديدة لمحاولة ردّ الاعتبار إلى هذا الحدث السينمائي المهم.

تشكيك في صوابية الإصلاحات

وبموجب هذا الإطار الجديد، بات أعضاء الرابطة المنحلّة موظفين في شركة "غولدن غلوبز" الجديدة، يتقاضون أجوراً لقاء مشاهدة الأفلام والتصويت وكتابة المقالات لموقع المنظمة الإلكتروني، وهو وضع ينطوي على إمكان حصول تضارب مصالح.

فبين الملاّك الجدد أطراف أساسيون في القطاع، كشركة الإنتاج "بينسكه ميديا" التي تمتلك مجلتي "فراييتي" و"ذي هوليوود ريبورتر"، وشركة "إلدريدج" التي تمتلك حصة في شركة الإنتاج "إيه24" التي تنافس أفلامها باستمرار على الجوائز الهوليوودية.

ولاحظت صحيفة "إل إيه تايمز" في مقال أخيراً أنّ "ثمة أمراً غير مناسب في ما يتعلق بدفع أموال لأحد ناخبي جوائز غلوب للكتابة على موقع غلوبز الإلكتروني عن ممثل قد يرشحه لجائزة غولدن غلوب قد يتسلمها على مسرح احتفال للشركة التي يعمل لخسابها".

واعتبرت الصحيفة أن "النموذج الجديد يبدو وكأنه آلة علاقات عامة عملاقة".

 لكنّ الجهة الجديدة المنظمة لغولدن غلوب دافعت عن إصلاحاتها.

وشددت على أن دفع راتب قدره 75 ألف دولار للناخبين المقيمين في هوليوود يتيح وضع حد لنظام يعاني خللاً، كان فيه صحافيون لا يعملون في وظائف ثابتة ومعظمهم مستقلون، يتلقون في كثير من الأحيان هدايا فاخرة أو يُدعَون إلى رحلات صحافية يقيمون خلالها في فنادق فخمة على نفقة شركات الإنتاج، سعياً منها للتودد إليهم لكي يصوتوا لأفلامها.  

كذلك أضيف إلى الناخبين أكثر من 200 من غير الأعضاء الذين لا يحصلون تالياً على أي أجر، اختيروا من مختلف العالم توخياً لمزيد من الحياد. ويضم مجلس الإدارة الجديد خبراء مخضرمين في الصناعة كرئيس تحرير مجلة "فراييتي" السابق تيم غراي.

وأشاد غراي في آب/أغسطس بـ"التغييرات الكبيرة"، وقال "أعتقد أن الناس في هوليوود وفي كل أنحاء العالم سيكونون سعداء باستعادة النزاهة مع الحفاظ في الوقت نفسه على الطابع المسلّي".

"أوبنهايمر" و"باربي"

ويقام حفل توزيع جوائز غولدن غلوب المقبل في 7 كانون الثاني/يناير، وتنقله مباشرة محطة "سي بي إس" بعدما درجت "إن بي سي" لسنوات على تولّي هذه المهمة.

وستولي المحطة اهتماماً كبيراً بحجم المشاهدين الذي سيتابعون الحدث. ففي عام 2023، سجلت الحفلة أدنى نسبة مشاهدة في تاريخها، إذ بلغ عدد مشاهديها 6,3 ملايين فحسب، بعدما وصل إلى 18 مليوناً عام 2020، قبيل الجائحة. 

وسجّل هذا الرقم المنخفض أن حضور عدد من النجوم على السجادة الحمراء، كستيفن سبيلبرغ وكولين فاريل وميشيل يوه وبراد بيت، شكّل مؤشراً إلى استعداد جزء من هوليوود على الأقل لطي الصفحة. 

ويتوقع أن يحضر هذه السنة عدد من النجوم الكبار كليوناردو دي كابريو وإيما ستون وروبرت داوني جونيور وراين غوسلينغ. ويأمل المنظمون في ألا يحذوا حذو كيت بلانشيت التي قاطعت الحفلة في كانون الثاني/يناير الفائت.

أما على المستوى السينمائي، فيتوقع أن تشمل الترشيحات أبرز فيلمين خلال الصيف وهما "أوبنهايمر" للمخرج كريستوفر نولان في فئة أفضل فيلم درامي، و"باربي" لغريتا غيرويغ في فئة أفضل فيلم كوميدي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي