سياسات التجارة الحرة تثير توترات خلال مؤتمر المناخ في دبي  

أ ف ب-الامة برس
2023-12-04

 

 

نشطاء يرفعون لافتات ضد الوقود الأحفوري خلال احتجاج في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي في 4 كانون الأول/ديسمبر 2023 (أ ف ب)   خلال مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ يأتي القادة للترويج لخططهم الوطنية لخفض الانبعاثات وتوجيه الأموال إلى الطاقة المتجددة، ولكن ماذا لو كانت هذه الجهود تضع البلدان النامية في وضع غير مؤات؟ هذا ما تطرحه الاقتصادات الناشئة في محادثات كوب28 في دبي مع بروز توترات حول سياسات "التجارة الخضراء".

في الجلسات العلنية والخاصة، تم الإعراب عن مخاوف بشأن السياسات المناخية "الحمائية" التي وإن خفضت الانبعاثات في بلد ما فإنها قد تجعل من الصعب على دولة أخرى بيع سلعها أو الوصول إلى تكنولوجيا الطاقة النظيفة.

قال رئيس البنك الدولي أجاي بانغا خلال فعالية حضرها رؤساء وزراء ورجال أعمال ودبلوماسيون في دبي "يمكن أن يكون للوائح التجارة عواقب غير مقصودة، ويتعين علينا أن نفكر قليلاً في الأمر".

تنقسم الدول بشأن أفضل السبل للتعامل مع العدد المتزايد من النزاعات التجارية المتعلقة بالمناخ، وهي مسألة لم تناقش مطلقًا في اجتماعات مؤتمر الأطراف. وقالت نغوزي أوكونجو-إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية إن المنظمة تلقت نحو 18 ألف شكوى بشأن السياسات الخضراء. لكن صناع السياسات المناخية يتجاهلون قضايا التجارة في أكثر الأحيان.

تقدمت البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا بطلب لإضافة مسائل تقلقها "بشأن التدابير الأحادية والقسرية المتعلقة بتغير المناخ" إلى جدول أعمال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين. وإن لم يُستجب لطلبها، فإن هذه المسائل وجدت طريقها على أي حال إلى مناقشات المؤتمر الذي استضاف الاثنين "يوم التجارة" الأول على الإطلاق في محادثات المناخ.

في الغرف الخلفية وفي الأروقة، سلطت الخلافات حول التجارة الخضراء الضوء على ما يقول الخبراء إنه قد يتحول إلى نقطة شائكة رئيسية في مفاوضات المناخ المستقبلية إذا لم تُعالج.

وقال ألدن ماير من مركز الأبحاث E3G لوكالة فرانس برس بعد حلقة نقاش حول هذا الموضوع في دبي "لقد صارت قضية ساخنة للغاية".

- "لا للتمييز" -

رافقت الشكاوى بشأن سياسات المناخ "الحمائية" دعوات لحوالى 200 دولة في مؤتمر الأطراف لإعادة النظر في قواعد التجارة من حيث صلتها بالسباق العالمي لإزالة الكربون من الاقتصادات وتحقيق أهداف الانبعاثات.

ويقول المراقبون إن ضريبة الكربون الحدودية الجديدة على الواردات إلى الاتحاد الأوروبي هي نقطة حساسة بشكل خاص نظرًا لما لها من  تأثير على البلدان الفقيرة، وخصوصا في إفريقيا.

وانتقدت الصين هذا المشروع بشدة ودعت في دبي إلى وضع معايير تجارية متفق عليها عالميا. وقال مبعوث المناخ الصيني شيه تشنهوا خلال فعالية حضرها بانغا وشخصيات أخرى سياسية رفيعة المستوى، "يجب أن نسمح للمنتجات التي تلبي هذه المعايير بالدخول إلى السوق والاتجار بها بحرية، وعدم وضع أي حواجز".

ترغب بعض الدول النامية بمعالجة هذا الخلاف التنظيمي في مؤتمرات الأطراف لأنها تتعلق بسياسات المناخ المحلية. ولكن الدول الغنية ترى أن محادثات المناخ غير مناسبة لمثل هذه المداولات، وأن مكانها في منظمة التجارة العالمية.

وقال تريفور ساتون، مدير الأبحاث في مركز ييل للقانون والسياسات البيئية، المشارك في مؤتمر دبي، إن عدم معالجة هذه الخلافات قد يؤدي إلى "ظهورها وتفاقمها في اجتماعات أخرى"، علمًا أنها نقطة ساخنة كذلك بين الدول الغنية.

أثار قانون خفض التضخم الذي يشكل ركيزة سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن المناخية، قلق الحلفاء في أوروبا وآسيا. فقد خصص القانون مليارات الدولارات لتكنولوجيا الطاقة المتجددة والإعفاءات الضريبية عن السيارات الكهربائية والبطاريات الأميركية الصنع، ما أثار المخاوف من عدم تمكن شركات الطاقة النظيفة وشركات السيارات في الاتحاد الأوروبي من عبور المحيط الأطلسي.

- "ليست مقايضة" -

قال مراقبون إن الاعتقاد بأن الدول الغنية تحمي صناعاتها على حساب الجميع يهدد بإضعاف الثقة التي هي عنصر حاسم في مؤتمرات الأطراف حيث يتم اتخاذ القرارات بتوافق الآراء.

وقالت ريبيكا غرينسبان، مسؤولة التجارة بالأمم المتحدة الاثنين في مسرح فخم في مقر انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ المترامي الأطراف "إذا فُقدت الثقة، فإن الكثير من الدول ستعتقد أن الأمر مجرد إجراءات حمائية... وعقبة أمام مشاريعها التنموية".

في هذه الأثناء، حثت دول الجنوب، البلدان الأكثر ثراءً على الوفاء بوعودها بدفع تكاليف تأثير ظاهرة الاحترار المناخي.

وقالت ليدي ناكبيل من حركة الشعوب الآسيوية حول الديون والتنمية لوكالة فرانس برس "يجب أن يكون هناك برنامج مدروس على نحو أفضل لتغيير قواعد التجارة. نظام لا يميز ضد الجنوب، بل في الواقع يسرِّع عملية التخضير العادل لكوكبنا".

وقالت أوكونجو-إيويالا إن التجارة الخضراء تمثل فرصة "وليست مقايضة ...  علينا أن ننهي الفقر ونعزز مستويات معيشة الناس في الوقت نفسه الذي نتجه فيه نحو التحول الأخضرز والتجارة أساسية في ذلك".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي