رغم القصف اليومي الرهيب : صانعة الخبز الفلسطينية في "مهمة إنسانية ووطنية" بخان يونس

وكالة أنباء العالم العربي - الأمة برس
2023-12-02

الفلسطينية أم خالد نصر تجلس أمام فرن طيني في خان يونس حيث تعد الخبز للنازحين من شمال غزة 30 نوفمبر تشرين الثاني 2023 ( AWP )غزة - لا تفارق الابتسامة وجه أم فلسطينية وهبت يومها لصنع الخبز ومنحه للقادمين إلى خان يونس في جنوب قطاع غزة، حيث عاش الفلسطينيون ولا يزالون مشقة نقص المواد الأساسية وقطع الكهرباء والماء منذ اندلاع الحرب الحالية مع إسرائيل قبل نحو شهرين.

وتقول أم خالد نصر البالغة من العمر 50 عاما إن يومها يبدأ بإيقاد أعواد صغيرة من الحطب مع قليل من الورق، قبل أن تضع مزيدا من الأغصان الجافة الكبيرة في فتحة فرن الطين الخاص بها. هنا يصبح الفرن جاهزا للخبز، لتبدأ مهمتها اليومية الشاقة في التطوع للخبز للنازحين الذين يتوافدون عليها تباعا من أماكن قريبة وبعيدة.

لا تدري الفلسطينية الباسمة كم رغيفا تخبز في كل يوم من أيام النزوح التي يعيشها مئات الآلاف ممن دفعتهم إسرائيل دفعا إلى جنوب وادي غزة منذ شنت حربها الجديدة على القطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، لكنها ترحب بمن تصفهم بأنهم ضيوفها وتغدق عليهم أيضا بعبارات المودة وبعض الأمثال الشعبية الفلسطينية التي تحث على الصبر والاحتمال انتظاراً للفرج.

وقالت لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "تصلني العائلات وهي في حيرة.. إلى أين يمكن أن تتوجه وكيف يمكن تدبير خبزها؟ فلا يوجد غاز للطهي ولا توجد أماكن للخبز، وكأنهم غرقى يبحثون عن قشة النجاة. ييسر الله أمورهم من خلالي وأقوم أنا بدوري الوطني وأنال الثواب في الدنيا والآخرة".

وأضافت "كلنا في أزمة خلال الحرب وبحاجة لمن يأخذ بأيدنا، ما يجعل من تقديم كل فلسطيني ما يملك من إمكانات وخبرات ضرورة تساهم ولو بسد ثغرة صغيرة للحاجات الكثيرة".

تعتبر وكأنها في مهمة إنسانية ووطنية تتطلب جل طاقتها للتخفيف من حاجة الناس ومعاناتهم، بعد أن قضوا قرابة 50 يوما في عوز وضيق قبل أن ينفرج الحال قليلا مع اتفاق الهدنة المؤقتة وبدء تدفق المساعدات.

الفلسطينية أم خالد نصر تجلس أمام فرن طيني في خان يونس حيث تعد الخبز للنازحين من شمال غزة 30 نوفمبر تشرين الثاني 2023 (AWP )

لا يتردد زوجها وأبناؤها الثمانية في مساعدتها لإنجاح مبادرتها الشخصية، سواء بحمل العجين والخبز مع القادمين لمنزلهم وترتيبه أو جمع الحطب من الأراضي الزراعية والمناطق القريبة ونقله إلى المنزل ثم العمل على تصغيره إلى قطع يمكن استخدامها بالفرن.

وبينما تتكفل بعض بنات أم خالد بتحمل أعباء المنزل اليومية من تجهيز الطعام والتنظيف وغسل الملابس وغيرها، يقف الذكور بجوارها لتلبية طلباتها في تغطية مكان الفرن لمنع تساقط المطر وتهيئة أرضيته.

ويقول ابنها الثلاثيني عبد الحكيم "الفلسطينيون في غزة زمن الحرب يتدافعون للمساعدة في كل شيء، ويدركون أنهم بجهودهم البسيطة ولو حتى بالكلمات يخففون من معاناة غيرهم، فالحرب تشملهم جميعاً والقصف لا يفرق بينهم".

الفلسطينية أم خالد نصر تجلس أمام فرن طيني في خان يونس حيث تعد الخبز للنازحين من شمال غزة 30 نوفمبر تشرين الثاني 2023 (AWP )

ويضيف "مبادرة أمي نموذج لمبادرات كثيرة تتشابه معها، فالنسوة يمكن أن يخبزن ويعالجن ويخففن من أوجاع الناس بكل الطرق، حالهن حال الرجال الذين يساهموا في كل جانب من جوانب الخير والعمل الإنساني".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي