مؤتمر المناخ: ما معنى زيادة كفاءة الطاقة

ا ف ب - الأمة برس
2023-12-02

مسؤول إماراتي يسير تحت ألواح الطاقة الشمسية في محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية جنوب العاصمة الإماراتية أبوظبي في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

أساس التحول في مجال الطاقة والمناخ هو استخدام الطاقة المتوافرة لدينا على نحو أكثر كفاءة. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن هذا العامل المهم ما زال مهملًا إلى حد كبير، في حين ينتظر إطلاق دعوة السبت 2-12-2023 في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب28 لمضاعفة تدابير "الكفاءة" بحلول عام 2030 من 2% إلى 4%.

"كفاءة الطاقة": ما هي؟

إنها تعني استهلاك "طاقة أقل في مقابل الخدمة نفسها التي يقدمها جهاز أو تكنولوجيا"، كما يوضح مركز الدراسات المتخصص في مجال الطاقة إينرداتا Enerdata. ولكن لا ينبغي الخلط بينها وبين الاعتدال المرتبط بتغيير السلوك، لدى استعمال أجهزة التبريد أو التدفئة على سبيل المثال.

ترى الوكالة الدولية للطاقة أن تحقيق كفاءة استخدام الطاقة من شأنه السماح بقطع نصف الطريق نحو الحياد الكربوني في عام 2050: فهي تعد اللبنة الأولى في عملية التحول، أو "الوقود الأول". 

قال بريان ماذرواي، الخبير في هذا الموضوع في وكالة الطاقة الدولية، لوكالة فرانس برس إن "الحكومات لا توليها في كثير من الأحيان أهمية كافية". ومع ذلك، فهي ضرورية خلال العقد الحالي الحاسم لأننا "كلما زادت كفاءتنا في استهلاك الطاقة، قلّت حاجتنا إلى الاستثمار في الألواح الشمسية أو الطاقة النووية أو شبكات الاتصالات". 

أزمة 2022 هل هي نقطة تحول؟

عاد الموضوع ليُطرح بقوة في عام 2022 مع أزمة الطاقة وارتفاع أسعارها. 

وزادت الاستثمارات في تجديد المباني أو النقل العام أو البنية التحتية للسيارات الكهربائية العام الماضي بنسبة 16% مقارنة بعام 2021، لتصل إلى 560 مليار دولار. كذلك، باشرت أكثر من 25 دولة حملات توعية عامة. 

وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الأربعاء إلى أن عام 2023 شهد انعطافًا طفيفًا. فقد أدى التضخم وارتفاع أسعار الفائدة إلى تباطؤ الاستثمارات في الكفاءة، في حين تسببت درجات الحرارة القياسية في ارتفاع معدلات شراء مكيفات الهواء واستهلاك الكهرباء، من آسيا إلى تكساس. 

ومع ذلك، تعتبر الوكالة أن هذا الاتجاه ثابت، ولكنه غير كاف. فالتدابير موجودة لدى الدول التي تمثل ثلاثة أرباع الاقتصاد العالمي، والمعايير الصناعية آخذة في التطور. ولكن على نحو متفاوت وغير منتظم. 

يقول مدير الوكالة، فاتح بيرول إن في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، "يجب على الحكومات أن توافق على مضاعفة التقدم في مجال الكفاءة بحلول عام 2030، للانتقال من +2% سنويًا إلى +4%"، معتبرًا ذلك "إشارة" ضرورية للأسواق والمستثمرين والمصنعين. فالقضية لها أبعاد اقتصادية ومناخية، ومضاعفة الكفاءة تعني تجنب انبعاث 7 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل الانبعاثات الحالية لوسائل النقل. 

أين هي هوامش التقدم؟

"في كل مكان!"، هي الإجابة التي يعطيها الخبراء. على سبيل المثال، تمثل المباني التجارية والمكاتب والمباني التعليمية في فرنسا ثلث استهلاك الكهرباء في فصل الشتاء. وتفيد شركة ار تي إي" مشغلة شبكة الكهرباء عالية التوتر أنه يمكن لهذه المباني "توفير 20% من الاستهلاك من دون بذل جهود هائلة، مع القليل من الوعي والإدارة التقنية".

وتقول الوكالة الدولية للطاقة كذلك إن استخدام مصابيح LED في الولايات المتحدة في كل مصابيح الإضاءة من شأنه أن يوفر الطاقة اللازمة لتشغيل 3 ملايين سيارة كهربائية سنويًا، أو لتدفئة 2,6 مليون منزل مجهزة بمدافئ حرارية.

بدأ قطاع الصناعة الذي تضرر كثيرًا جراء تضخم أسعار الطاقة بالتحرك في هذا الاتجاه. ولكن الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه صعوبات أكبر علمًا أنها تمثل على مدى العقد المقبل 70% من الوفورات المحتملة في القطاع  الصناعي، أيضًا وفق الوكالة الدولية للطاقة. 

وتمثل مكييفات الهواء مسألة أخرى، إذ يتوقع "بحلول عام 2050، شراء 10 مكيفات هواء في كل ثانية. ولكن متوسط كفاءة مكيف الهواء الذي يتم شراؤه اليوم هو بنصف كفاءة أفضل مكيفات الهواء المتاحة"، وفق براين ماذرواي.

ما هو المسار الذي يجدر اتباعه ؟

يقول جان باسكال تريكوار، رئيس مجموعة شنايدر إلكتريك، الشركة الكبرى في مجال إدارة الطاقة، إن الجواب تكنولوجي. ويوضح أن "الرقمنة" و"استخدام الأجهزة ذاتية التشغيل" في المنازل تجعل من الممكن توفير 30% من الطاقة، خصوصا وأن المستخدم يراقب بذلك استهلاكه من كثب ويكون "مسؤولا" عن ذلك. ويضيف أن الأمر نفسه ينطبق عندما يكون الإنتاج لامركزي: "في أوروبا، إذا قمنا بتجهيز جميع الأسطح بألواح الطاقة الشمسية، يمكننا تقليل التأثير على احتياجات الكهرباء بنسبة 20%". 

إن التحدي المتمثل في زيادة الكفاءة كبير خصوصا في البلدان الناشئة والنامية التي ستسجل النسبة الأكبر من النمو السكاني المتوقع. وعليه يُتوقع أن تبني إفريقيا والهند 100 مليار متر مربع من المباني في السنوات الثلاثين المقبلة. 

يقول ماذرواي إن البناء ما زال يجري في كثير من الأحيان "بمستويات منخفضة جدًا من كفاءة استخدام الطاقة"، وسيكون سكان شاغلو هذه المباني أول من سيعانون جراء ذلك. ويضيف أن "حتى المعايير الأساسية التي لا تزيد بالضرورة من تكلفة البناء من شأنها أن تحدث فرقا كبيرا".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي