
منذ ما قبل الميلاد، كان فنّ الفسيفساء يُجمّل الأماكن ويُعبّر عن معتقدات دينية وثقافات... وتطوّر الفنّ على مر العصور. في الديكور الداخلي، ولت الأيام التي كانت فيها اللوحات الفسيفساء تشغل المنزل كلاسيكيّ الطراز حصرًا، وذلك لأن المساحات "المودرن" تستقبل الفسيفساء، التي يشتغل بها الفنانون وصانعو المواد بأسلوب معاصر.
الفسيفساء شكل من أشكال الفنّ الذي ظهر في أماكن منفصلة من العالم، على نطاق واسع، وفي أوقات مختلفة من التاريخ. لكن، في بيزنطة (مدينة إغريقية قديمة كانت تقع على مضيق البوسفور بتركيا)، ومن القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر تحديدًا، ارتقى الفن المذكور ليصبح الفن التصويري الرائد. الفسيفساء، عبارة عن زخرفة معدة من قطع صغيرة للغاية من الحجر أو الزجاج أو البلاط أو الصدف أو... مُرتبة بشكل دقيق على سطح، بوساطة لاصق. تتخذ قطع الفسيفساء هيئة مربعات صغيرة أو مثلثات أو أشكال منتظمة أخرى. يرجع تاريخ أقدم الفسيفساء المعروفة إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت مصنوعة من الحصى، وهي تقنية صقلها اليونانيون في القرن الخامس. استخدم الرومان، من جانبهم، الفسيفساء على نطاق واسع، خصوصًا في تزيين الأرضيات.