
بروكسل - اعطت المفوضية الاوروبية الاربعاء 8-11-2023 الضوء الاخضر لبدء مفاوضات انضمام مولدافيا واكرانيا الى الاتحاد الاوروبي
في خطوة كان ينتظرها هذا البلد الذي يخوض حربا مع روسيا منذ نحو عامين.
أعلنت رئيسة المفوضية اورسولا فون دير لايين للصحافيين "اليوم يوم تاريخي" وسيتم عرض هذا القرار على الدول الاعضاء خلال قمة تعقد منتصف كانون الاول/ديسمبر في بروكسل.
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقرار "السليم" الذي اتخذته المفوضية. وشدد على أن "دولتنا يجب أن تكون في الاتحاد الأوروبي. الأوكرانيون يستحقون ذلك". ومن جانبه، تعهد رئيس الوزراء دينيس شميغال بان تكون أوكرانيا عضواً "قويا وعلى قدم المساواة" في الاتحاد الأوروبي.
في حزيران/يونيو 2022، منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضعية مرشّح، في لفتة ذات رمزية كبيرة بعد أشهر من بدء الغزو الروسي. وطال الإجراء كذلك مولدافيا المجاورة.
لكن من أجل الانتقال إلى المرحلة التالية، أي بدء مفاوضات الانضمام، حدّدت المفوضية الأوروبية لكييف سبعة معايير، هي شروط ينبغي استيفاؤها، خصوصاً على صعيد مكافحة الفساد المستشري وإقرار إصلاحات قضائية.
وشددت فون دير لايين على أن "أوكرانيا لا تزال تواجه صعوبات هائلة ومأساة سببتها الحرب العدوانية الروسية" مضيفة أنه على الرغم من هذه الصعوبات، واصلت أوكرانيا إصلاحاتها "بعمق" للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
كانت اوكرانيا تنتظر هذا الضوء الأخضر بفارغ الصبر وهو يأتي في وقت مهم بالنسبة الى كييف، في ظل تعثر هجومها المضاد وانتقال الاهتمام الدولي الى الحرب بين إسرائيل وحماس.
بداية الطريق
هذا الرأي الإيجابي من بروكسل ما زال يشكل بداية الطريق بالنسبة لأوكرانيا، والدول المرشحة الأخرى المعنية بهذا التقرير حول توسيع الاتحاد الأوروبي الذي نشر الأربعاء.
وإذا وافقت الدول الاعضاء على رأي المفوضية في كانون الأول/ديسمبرلا، فإن أوكرانيا ستنضم بعد ذلك إلى قائمة الدول الأوروبية الأخرى التي دخلت في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، والتي كان بعضها مثل تركيا تنتظر ذلك منذ سنوات. وبدأت المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة في عام 2005، لكنها علقت عام 2018.
مع ذلك، فإن توسع الاتحاد الأوروبي شرقا يعتبر في العديد من البلدان عنصرا أساسيا لضمان أمن أوروبا لمواجهة طموحات روسيا.
كما حصلت مولدوفا الدولة الصغيرة الناطقة بالرومانية التي تعد من أفقر الدول في أوروبا وتدين بانتظام محاولات روسيا لزعزعة استقرارها، على رأي إيجابي من المفوضية لفتح مفاوضات الانضمام.
وأكدت فون دير لايين أن هذا البلد "قام بإصلاحات مهمة رغم الجهود المستمرة الرامية إلى زعزعة استقرار نظامها الديموقراطي".
وتأمل جورجيا التي يحتل الجيش الروسي قسماً منها منذ 2008، في الحصول على صفة مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما رفضه التكتل في عام 2022.
وقالت الرئيسة الجورجية الموالية للغرب سالومي زورابيشفيلي "إني اشاطر الشعب الجورجي سروره وأرحب بالتوصية الإيجابية للمفوضية الأوروبية".
وحذرت فون دير لايين من أنه يتعين على تبليسي إجراء "إصلاحات مهمة" تتوافق مع "تطلعات الأغلبية الساحقة لمواطنيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".
واتخذت المفوضية الأوروبية خطوة تجاه البوسنة، الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، من خلال إظهار تأييدها لفتح مفاوضات الانضمام مع هذه الدولة في البلقان التي لا تزال منقسمة بشدة، بمجرد إحراز بعض التقدم.
وأكدت فون دير لايين "فتحنا الباب على مصراعيه" ونترقب النتائج.
ومهما كان قرار الدول الاعضاء فإن العملية بالنسبة للجميع ستكون شاقة.
احتمال انضمام أوكرانيا الدولة التي يزيد عدد سكانها عن 40 مليون نسمة، سيطرح العديد من الصعوبات بدءاً بالتمويل.
وسيتعين على الاتحاد الأوروبي اجراء إصلاحات ليتمكن من العمل مع مزيد من البلدان، كما ذكرت عدة دول اعضاء منها فرنسا وألمانيا.
وسيكون من الضروري القيام بذلك في نفس الوقت الذي تتم فيه عملية التوسع الجديدة، كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية في ايلول/سبتمبر.