
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أكد العميد عزيز راشد، الخبير العسكري والاستراتيجي في العاصمة اليمنية صنعاء، أن اتهام "أنصار الله" باستهداف رئيس هيئة الأركان في جيش ما يسمى بـ"الشرعية"، "المعترف بها دوليا"، صغير بن عزيز، بسيارة مفخخة عار من الصحة.
وأوضح راشد أن العملية تمت داخل الأراضي التي يسيطرون عليها، مستبعدا التدبير الداخلي لها بالاتفاق مع الأمريكيين.
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك"، الأربعاء 9-11-2023، أن "محاولة اغتيال بن عزيز كانت في المناطق التي يسيطرون عليها، وليس لدينا ما يبرر القيام بمثل تلك الأعمال لأن المستهدف لا يساوي شىء بالنسبة لنا، لأنه من الأطراف التي تتعاون مع الأمريكان ضد الأمة العربية والإسلامية، وسواء مات أو قتل أو نجا ليس لنا علاقة به على الإطلاق".
وتابع راشد أن "هناك خلافات شديدة بين صغير بن عزير وبين قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح باليمن، خاصة بعد قيام بن عزيز بلقاء قائد المنطقة العسكرية الأمريكية وعاد مباشرة إلى مأرب هو والقوات الموالية للإصلاح، وهناك عداء شديد بين التابعين للإصلاح وبين بن عزيز المحسوب على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح".
وأشار الخبير العسكري إلى أن عمليات التفجير والاستهدافات منتشرة بشكل كبير في مناطق الشرعية، وغالبا ما تقف بعض دول التحالف وأطراف أخرى وراء مثل تلك العمليات، وربما يكون هذا العمل مدبر من قبل الأمريكيين لإشعال الأوضاع الهادئة نوعا ما في اليمن، بعد قيام صنعاء باستهداف الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيرة، حيث تعمل أمريكا على خلق مبررات لما قد تقوم به ضد اليمن.
وأوضح راشد أن القيادة في صنعاء تلقت تهديدات أمريكية عبر الوسيط العماني، بإشعال الحرائق في الداخل اليمني إن لم يكف أنصار الله عن إطلاق الصواريخ صوب الاحتلال الإسرائيلي، ومن الممكن أن يكون الهدف من تلك العملية هو الحرب الإعلامية ومحاولة تشوية صورة المقاومة والتخلي عن غزة التي هى القضية الأم لكل إسلامي وعربي شريف.
وشدد الخبير العسكري على أنه "إذا ما كانت هناك محاولة أمريكية لاختراع مبرر لقصفنا وتهديدنا لوقف الصواريخ والمسيرات عن الكيان الإسرائيلي الغاصب، هذا لن يحدث أبدا لأن الأمر يتعلق بعقيدة المسلم والجميع مطالب بحماية وحراسة المقدسات في فلسطين".
واتهمت الحكومة اليمنية، جماعة "أنصار الله" بمحاولة اغتيال رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، الفريق صغير بن عزيز، عبر استهداف موكبه في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن.
وقال وزير الإعلام والثقافة اليمني، معمر الإرياني، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أمس الثلاثاء: "ندين ونستنكر بأشد العبارات محاولة الاغتيال الإرهابية الفاشلة، التي نفذتها ميليشيا "الحوثي" التابعة لإيران، واستهدفت الفريق الركن صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة، بتفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه على الطريق الدولي لدى عودته إلى مدينة مأرب".
وأضاف الإرياني، قائلا: "الاستهداف الخطير جاء بعد حملات تحريض سياسية وإعلامية شنها الحوثيون طالت بن عزيز"، معتبرا أن "الاستهداف يؤكد مضي الحوثيين في نهج التصعيد، رغم جهود ودعوات التهدئة التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة".
ودعا وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والمبعوثين الأممي والأمريكي، إلى "إصدار إدانة واضحة وصريحة لهذه الجريمة الإرهابية، وكل أشكال التصعيد الحوثي، والتحرك الحازم لوقف الدعم الذي يقدمه نظام إيران للحوثيين، والعمل بشكل فوري على تصنيفهم منظمة إرهابية"، على حد قوله.
وفي وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، أفاد مصدر عسكري يمني لوكالة "سبوتنيك"، بنجاة رئيس أركان الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز، من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة استهدفت موكبه في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، بينما أصيب 3 من أفراد حراسته.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت لمدة 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي، للعام التاسع تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" اليمنية، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني، لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.