هل يشارك "الحشد الشعبي" العراقي في حرب غزة بعد رفع درجة تأهبه إلى القصوى؟

سبوتنيك - الأمة برس
2023-11-07

تصاعد النيران جراء غارة اسرائيلية على غزة 9 أيار مايو 2023 (ا ف ب)

بغداد - فرضت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تغييرات كبيرة في المنطقة، وحركت العديد من الجبهات الداعمة للشعب الفلسطيني.

الواقع الذي فرضته الحرب، وضع العديد من الحكومات في المنطقة وخارجها في وضع صعب، يفرض عليها الموازنة بين علاقاتها مع إسرائيل، وبين اتخاذ مواقف تتناسب مع ما يتعرض له قطاع غزة مما يوصف بأنه "عمليات إبادة جماعية غير المسبوقة".

وأعلنت العديد من الفصائل المسلحة العراقية استهداف القواعد العسكرية التي تأوي عسكريين أمريكيين في عموم البلاد وخارج الحدود.

وتماشيا مع تلك التطورات أعلن الحشد الشعبي العراقي التابع لقيادة الجيش رفع حالة الجاهزية والاستعداد لأي تطورات يمكن أن تحدث بعد استهداف الأمريكيين أكثر من مرة.

تأثير عمليات الفصائل المسلحة ضد القواعد الأمريكية وموقف الحشد الشعبي العراقي

بداية يقول عبد الستار الجميلي الأمين العام للحزب الطليعي الاشتراكي الناصري بالعراق: "في الواقع أن الأوراق اليوم مختلطة والمصالح متعارضة، والقضية الفلسطينية أصبحت أكثر تعقيدا، بفعل دخول أطراف إقليمية على خط القضية الفلسطينية والمقاومة حولتها من قضية عربية إلى قضية دينية. استفاد الكيان الصهيوني من هذا التحول في إطار إستراتيجية تهويد كيانه".

قواعد الاشتباك

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك": "أصبحت القضية مثار تبادل مصالح ومساومات ورسائل ساخنة أو ناعمة لا تخدم القضية ولا المصالح العربية. فمع اشتداد عدوان الإبادة الصهيوني على غزة، اكتفت الأطراف الإقليمية بإستغلال هذا العدوان لتحقيق مصالحها والحصول على نقاط ومكاسب مقابل النأي بنفسها عن التدخل، الذي كانت تتحدث عنه بلغة خطابية وحماسية تحت عنوان محور المقاومة".

وتابع الجميلي: "بعض الفصائل العراقية و"حزب الله" في جنوب لبنان يحاولان حتى الآن الحفاظ على قواعد الاشتباك دون الدخول في معترك العدوان على غزة، وكل العمليات التي تستهدف القواعد الأمريكية ذات طابع تكتيكي ليس لها تأثير استراتيجي على المصالح والقواعد الأمريكية، وهو الأمر الذي يطرح على هذه الفصائل خيارات صعبة في عملية إتخاذ قرار الانحياز إلى المصالح الوطنية والعربية أم المصالح الإقليمية".

وأوضح: "على ضوء ذلك سيتم تحديد دورها في المعركة سواء بالانخراط في مواجهة العدوان الصهيوني في حال انحيازها للمصالح الوطنية والعربية، أو المراوغة وفقا لقواعد الاشتباك المطلوبة إقليميا، في حال انحيازها إلى المصالح الإقليمية".

واستطرد: "هذه الأمور سيتم كشفها في الأيام المقبلة".

واختتم الجميلي: "أما ما يتعلق بتغيير القيادات الأمنية، فهو موضوع تكهنات كثيرة، لكن في ظني أنه ليس بعيدا عن متغيرات العدوان الصهيوني على غزة، وما ستفرضه من خيارات على الجميع".

الفصائل المسلحة

من جانبه يقول إياد العناز، المحلل السياسي العراقي: "الفصائل المسلحة دائما ما تطالب بإخراج القوات الأمريكية، وهي الآن تحمل واشنطن تبعات الأحداث الجارية والإبادة الجماعية والقتل العشوائي الذي طال شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة من قبل الكيان الإسرائيلي".

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك": "كما تسعى الفصائل المسلحة في تلك المرحلة إلى إثبات وجودها بما يتوافق مع الرأي العام الشعبي وموقف العراقيين الداعم للفلسطينيين وما يتعرضون له من هجمات غير إنسانية".

وأشار العناز إلى أن "الفصائل التي ترتبط بعلاقات مع النظام الإيراني قامت بعدة عمليات استهدفت خلالها المواقع والقواعد الأمريكية، إضافة إلى استهداف القواعد التابعة للتحالف الدولي في محافظتي الأنبار وأربيل، وهذا ما يمثل عبء على التوجه العام للحكومة العراقية التي لديها اتفاقيات ومعاهدات مع الجانب الأمريكي في عمليات التدريب وتبادل المعلومات العسكرية والأمنية، وهي اتفاقيات تلزم بغداد بحماية هذه المقرات من أي هجمات تستهدفها".

حالة العداء والتصعيد الميداني

وأوضح المحلل السياسي العراقي أن "جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بغداد لتزيد من حدة المواقف، كما شكلت عامل رئيسي في تصعيد حالة العداء للولايات المتحدة الأمريكية، في ظل التهديدات التي أبدتها الفصائل واستمرار فعاليتها الميدانية تجاه الأهداف الأمريكية في العراق".

ولفت العناز إلى أن "بلينكن هدد بأن واشنطن سترد بالسرعة المطلوبة على أي تهديد للقوات الأمريكية في العراق مع تحميل بغداد مسؤولية عدم توفير الحماية المطلوبة لتلك القوات".

واختتم المحلل السياسي العراقي بالقول إن "العمليات ضد القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق ستكون بشكل منفرد، وليس لها أي تأثيرات على السياق العام للأحداث"، مؤكدا أن القوات الأمريكية ستعمل على عدم التصعيد الميداني لأن الإدارة الأمريكية لا تريد توسيع نطاق الحرب".

وكان رئيس أركان الحشد الشعبي العراقي عبد العزيز المحمداوي، قد وجه الخميس الماضي، برفع حالة الإنذار القصوى استعدادا للتعامل مع أي أوضاع طارئة.

وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، اليوم الثلاثاء، أن 3 طائرات مسيرة هاجمت قاعدة "حرير" العسكرية للتحالف الدولي في أربيل، بينما أعلنت فصائل "المقاومة الإسلامية" في العراق، أمس الاثنين، استهداف 4 قواعد أمريكية بـ 6 هجمات في سوريا والعراق.

الجدير بالذكر أن جميع القواعد الأمريكية، انطلاقًا من قاعدة "التنف" في ريف حمص على الحدود السورية - الأردنية - العراقية، مرورًا بقواعد حقل "العمر" النفطي وحقل "كونيكو" للغاز في ريف دير الزور، وصولًا إلى قواعد الشدادي وخراب الجير والمالكية في ريف الحسكة، تعرضت خلال الأسابيع الماضية، إلى أكثر من 50 هجوما صاروخيا أو عبر الطائرات المسيرة الانتحارية، والتي خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة لم يفصح عنها الجيش الأمريكي.

ويستمر التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق "حماس"، عملية "طوفان الأقصى"، لوقف ما وصفته بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، ومنذ ذلك الحين تنفذ إسرائيل قصفا عنيفا ضد القطاع كما وضعت قيودا كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية.

وتجاوزت حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة 10 آلاف قتيل، إضافة إلى نحو 25 ألف جريح، منذ بداية التصعيد في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حتى أمس الاثنين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي