فايننشال تايمز: الانقسام يتعمق داخل الحزب الديمقراطي بسبب دعم بايدن لإسرائيل

2023-11-05

 الرئيس الامريكي جو بايدن (أ ف ب)نَشَرَتْ صحيفة “فايننشال تايمز” تقريراً لجيمس بوليتي قال فيه إن حرب غزة فَتَحَت صدعاً داخل الحزب الديمقراطي، نظراً لدعم الرئيس جو بايدن للموقف الإسرائيلي.

 وقال إن ميراكل جونز كان لديها تحذير لبايدن من بهو فندق في بيتسبيرغ: دعم الرئيس الأمريكي الحماسي لإسرائيل في حربها ضد “حماس” يدفع إلى تآكل دعم اليسار، ويضرّ بحملة إعادة انتخابه للرئاسة عام 2024.

 وقالت الناشطة التقدمية في بنسلفانيا، التي يحتاج فيها بايدن مشاركة انتخابية قوية لكي يفوز بالولاية المتأرجحة، العام المقبل: “لقد خسر البيت الأبيض الكثير من الناس”. وشاهدت ميراكل المسلمين الأمريكيين في منطقتها وهم يحشدون صفوفهم لتأمين “أي شخص غير بايدن” للفوز في العام المقبل.

وفي الوقت نفسه يرى الناخبون السود أن النزاعات الدولية ستعرّض أولويات الحكومة المحلية للخطر، أما الناخبون اليهود فيشعرون بـ “العزلة والخوف”.

 وقالت: “أعتقد أنك سترى الكثير من الناس يذهبون للأحزاب غير التقليدية”.

 ومنذ هجوم “حماس” على إسرائيل، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، اندفع بايدن لدعم الدولة اليهودية بأقوى ما لديه من إمكانيات عسكرية ودبلوماسية، ولا يزال دعم الرئيس الشعبي متدنياً.

وتحت السطح انفتحَ صدعٌ بين الديمقراطيين بشأن الشرق الأوسط، بشكل يهدد بهزّ التحالف الذي ساعدَ بايدن على هزيمة دونالد ترامب في 2020. وأشار استطلاع لمعهد غالوب، نشرت نتائجه في 26 تشرين الأول/أكتوبر، تراجعاً في شعبية بايدن بنسبة 11 نقطة بين الديمقراطيين، وبمدى شهر واحد. وتراجع إلى 72% عن 86%، في شهر أيلول/سبتمبر. وبدا الخلاف واضحاً في بيتسبرغ، والسناتور عن بنسلفاينا بوب كيسي والحاكم الديمقراطي جون فيلترمان، حيث عبّرا عن موقف داعم لإسرائيل في ردّها على غزة، الذي شمل على قصف كثيف لغزة، وغزو بري في محاولة لتدمير “حماس”.

ونقلت الصحيفة عن صاحب مخبز يهودي في سكويرل هيل قوله إن لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها، وإن الحرب لا غالب أو مغلوباً فيها. ولكن لو قام أحد بقتل اليهود فيجب عمل شيء لأن هذا سيستمر للأبد.

وقالت حيل زبين، رئيسة التواصل اليهودي الديمقراطي في بنسلفانيا: “أعتقد أن المجتمع اليهودي داعمٌ لبايدن وصوت اليهود”. إلا أن سمر لي، ممثلة الحزب الديمقراطي عن بيتسبرغ  في مجلس النواب والتقدمي، دعت إلى وقف إطلاق النار، والسماح لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقالت في بيان: “الطريق الوحيد للسلام، الطريق الوحيد لحماية أرواح الأبرياء الفلسطينيين والإسرائيليين والرهائن هو خفض التوتر”. وفي الوقت الذي باتت تدعم فيه واشنطن توقفاً مؤقتاً في القتال لإيصال المساعدات والتفاوض على إطلاق النار، إلا أنها ترى في توقف شامل للقتال منفعة لـ “حماس”.

 واعترفت نانسي بيلوسي، النائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا، ورئيسة مجلس النواب السابقة، بأن بايدن “تعرّضَ لضربة خفيفة”، نظراً لموقفه من إسرائيل، لكنها لا تزال داعمة له: “أعتقد أن الرئيس محق فيما يقوم بعمله، ولكن هذا بدون ثمن، وهذا ما نسميه شجاعة”.

إلا أن ديمقراطيين مؤثرين أبعدوا أنفسهم عن موقف البيت الأبيض. فقد اتهمت رشيدة طليب، النائبة التقدمية عن ميتشغان، بايدن بدعم الإبادة الفلسطينية: ” سيدي الرئيس، الشعب الأمريكي لا يقف معك في هذا”، وقالت في شريط  فيديو: “سنتذكر 2014”. وقال ديك ديربن، مسؤول ديمقراطي آخر في مجلس الشيوخ، لسي أن أن: “يجب أن تكون هناك جهود للتواصل والحوار مع الإسرائيليين والفلسطينيين”.

 ودعا السناتور الديمقراطي عن كونيكتيكت كريس ميرفي  إسرائيل “لكي تعيد النظر في نهجها، والتحول لحملة مدروسة ومناسبة في مكافحة الإرهاب”.

وفي بنسلفانيا فإن المشاعر التي تحيط النزاع بين إسرائيل و”حماس”، سببها الهجوم الذي ضرب معبداً يهودياً في بيتسبرغ، قبل خمسة أعوام. وقالت أفيغيل أورين، الأمريكية- الإسرائيلية في بيتسبرغ، إن الديناميات تتغير، وهناك مخاطر من انقسام المجتمع. وهي لا تؤمن بالوقوف مع إسرائيل وبأي ثمن، لكنها شعرت بالعزلة من الذين رفضوا شجب هجوم “حماس”.

 أما في المجتمع الإسلامي ببيتسبرغ، فهناك غضب واضح من موقف بايدن. وقال مهندس تكنولوجي فلسطيني- أمريكي، وله عائلة في غزة: “أين هو قائد العالم الحر، من المفترض أن نكون نحن من يحمي الأطفال”، و”كم من الأطفال سيموتون قبل أن يفكر رئيسنا أن هناك حاجة للدعوة ووقف النار؟ وهل سيأتي وقت ليقسم فيه كل فرد من مجتمعنا أنه لن يصوّت له”.

ويقول المسؤولون في الإدارة إن غالبية الديمقراطيين داعمة للرد على النزاع، وأنهم كانوا واضحين مع إسرائيل بضرورة تقليل الضحايا المدنيين. وقال مسؤول بارز عن الإسرائيليين: “لقد عدلوا بطريقة واضحة خطتهم الأصلية”.

 وفي رد على مخاوف من الانشقاق داخل الحزب الديمقراطي، قال عمار موسى، المتحدث باسم حملة بايدن لعام 2024، إن الرئيس “يعرف أهمية الحصول على ثقة كل مجتمع والالتزام بالكرامة المقدسة والحقوق لكل الأمريكيين”، ومقارنة “مع المنبر المفتوح للإسلاموفوبيا”، الذي يدعمه الجمهوريون. ويقول الديمقراطيون في بنسلفانيا، وعلى مستوى الولايات المتحدة، إنه من الباكر الحديث عن أثر الحرب على السباق الرئاسي.

ودعا ترامب لإحياء قرار حظر المسلمين الذي أعلن عنه في ولايته الأولى، وربما حسب التقدميون أن بايدن هو رهانهم الأفضل، رغم عدم  رضاهم عن موقفه من إسرائيل. ولكن جونز تشعر أن الكفاح لتحشيد الناخبين ودعم بايدن يحتاج لعمل جدي، و”أشعر أننا عدنا إلى “حرب الإرهاب” مرة أخرى بدون تعلم أي درس. وأعتقد أن هذا هو سبب إحباط الناس”.

وفي مقابلة مع الرئيس السابق باراك أوباما، أجراها معه أعضاء طاقمه السابقين لبودكاست “بود سيف أمريكا”، قال: “أنظر إلى هذا وأعود للوراء: ما الذي كنت فعلته في أثناء رئاستي لتحريك الأمور للأمام، قدر ما أستطيع؟”، ويوضح: “لكن هناك جزءاً مني لا يزال يقول: حسناً، هل كان هناك أمر آخر سأفعله؟”.

ودخل باراك أوباما البيت الأبيض مقتنعاً بأنه الرجل الذي سيحلّ النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، إلا أنه غادره بعدم ثقة وتوتر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عارض الاتفاقية النووية التي عقدها مع إيران.

 وقال، في كلمة ألقاها أمام عدد من أعضاء طاقمه السابقين: “هذا نزاع عمره قرن أصبحت في المقدمة، وحمّلَ مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية  تكبير الخلافات وتبسيط نزاع دولي شائك إلى مجرد شعارات. ولكنه حث طاقمه السابق على التعامل مع “الحقيقة بكاملها”، و”ما فعلته حماس هو مروّع ولا مبرر له”، و”الحقيقة أيضاً هو الاحتلال، وما يحدث للفلسطينيين لا يحتمل”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي