فرقة "بيتلز" تعود إلى الواجهة من خلال أغنية ساهم الذكاء الاصطناعي في إنجازها

ا ف ب - الأمة برس
2023-11-03

بول مكارتني قرب العاصمة الفرنسية باريس في أيار/ مايو 1965 (ا ف ب)

أُطلقت أمس الخميس 2-11-2023 بفضل الذكاء الاصطناعي أغنية جديدة لفرقة "بيتلز" بعنوان "ناو أند ذِن ("Now and Then")، سجّلها جون لينون ولوحظ أن صوته فيه "شديد النقاء"، لكنّ ردود الفعل الأولى عليها بدت متفاوتة ولم تخلُ من بعض النقد السلبي.

وقال بول ماكارتني (81 عاما) عضو الفرقة الشهيرة العائدة أصولها إلى مدينة ليفربول الانكليزية، في مقطع وثائقي قصير نُشر عبر الإنترنت مساء الأربعاء، يتناول نشأة الأغنية ويتيح الاستماع إلى مقاطع منها "قد تكون +ناو أند ذِن+ آخر أغنية لفرقة بيتلز" بعد أكثر من 53 سنة على انفصال أعضائها الأربعة. وـضاف "نشارك جميعنا فيها. هو عمل فعلي للفرقة".

وجرى استنباط الأغنية الجديدة استناداً إلى نسخة أوليّة لها سجّلها جون لينون في سبعينات القرن العشرين داخل شقته في نيويورك. وبعد وفاته عام 1980، أعطتها أرملته يوكو أونو عام 1994 لأعضاء الفرقة الآخرين.

ولم تكن التقنيات المتاحة حينها قادرة على استخراج صوت جون لينون بنوعية جيدة، وبقيت الأغنية في الادراج.

وأبصر مشروع الأغنية الجديدة النور من خلال مسلسل وثائقي يحمل عنوان "ذي بيتلز: غيت باك" أخرجه بيتر جاكسون عام 2021. 

واستخرج مخرج ثلاثية "لورد أوف ذي رينغز"، صوت لينون من أحد الأشرطة فاصلاً إياه عن موسيقى البيانو بمساعدة تقنية الذكاء الاصطناعي.

وقال مكارتني في البيان الذي أُعلن فيه عن إصدار الأغنية "بتنا أمام صوت لجون واضح بصورة كبيرة". 

جون "بيننا"

وأُضيفت إلى النسخة الأولية الأساسية موسيقى عزفها على غيتار كهربائي وعادي سنة 1995، جورج هاريسون الذي توفي العام 2001. وتم إنجاز الأغنية خلال العام الفائت في أحد استوديوهات لوس أنجليس، من خلال مزج إيقاعات كل من رينغو ستار على الدرامز وبول مكارتني على البيانو، مع أداء مكارتني وستار.

وعُرّف عن أغنية "ناو أند ذِن ("Now and Then") على أنّها "آخر عمل لفرقة بيتلز، كتبها وغناها جون لينون، ثم طوّرها وعمل عليها بول مكارتني وجورج هاريسون ورينغو ستار، وأكملها أخيراً بول ورينغو بعد أكثر من أربعة عقود".

 ويقول رينغو ستار (83 عاماً) "إن الأغنية مؤثرة جداً لنا. فكأنّ جون لا يزال معنا".

لكنّ ردود الفعل النقدية الأولى على الأغنية تنوّعت، وانطوى بعضها على انتقادات.

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الأغنية "جيدة تماماً"، لكنها رأت أن ذلك "غير كافِ".

متعة غير متوقعة

ورأت صحيفة "ذي غارديان" أنها "لن تأخذ يوماً مكان +ستروبري فيلدز فوريفر+ أو +إيه داي إن ذي لايف+ في قلوب عشاق البيتلز، لكنها أغنية أفضل من +فري آز إيه بيرد+ أو +ريل لاف+". وتابعت الصحيفة: "إذا كنتم تريدون أن تتأثروا، فإن الكلمات تمنحكم مساحة كبيرة لذلك".

ولاحظت صحيفة "ذي تلغراف" أنها "محاولة لطيفة ولكن كئيبة لإحياء سحر (...) أعظم فرقة في تاريخ البوب، جرى لم شملها ما بعد الموت".

واستنتجت الصحيفة أن "ناو أند ذِن" تبدو أشبه بـ "أغنية متأخرة للينون" أكثر من كونها "لحظة في مسيرة فرقة البيتلز" وهي على أي حال ليست "الجوهرة المخبأة التي يأملها المعجبون في مختلف أنحاء العالم".

أما مجلة "فرايتي" فاشادت بالخاتمة "الحلوة والمرة" لمسيرة الفرقى، ووصفتها بأنها مع ذلك "متعة غير متوقعة".

في نيسان/أبريل 1970، وبعد ستة أشهر من صدور ألبوم "آبي رود" وقبل شهر من طرح "ليت إتِ بي"، أعلنت بيتلز انفصال أعضائها الأربعة. وأصدرت الفرقة خلال السنوات العشر قبل انفراط عقدها 14 ألبوماً تصدرت المبيعات، وبيعت أكثر من مليار نسخة من أسطواناتها.

ورغم رحيل لينون عام 1980 وهاريسون عام 2001، لا يزال الشغف بـ"بيتلز" قوياً في مختلف أنحاء العالم. وسبق أن مكّنت قدرات الذكاء الاصطناعي عدداً من المعجبين من جمع أعضاء الفرقة مجدداً أو استخدام صوت مكارتني شاباً في أغنيات حديثة له. 

وكان مكارتني كشف عن مشروع الأغنية الجديدة في حديث إلى "بي بي سي" في حزيران/يونيو. 

وقال آنذاك "نحضّر لأغنية ستكون الأخيرة لفرقة بيتلز، مستنبطة من نسخة أولية أنجزها جون"، مضيفاً "نجحنا في الحصول على صوت جون وتنقيته باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لمزج مكوّنات الأغنية".

ولم يكن وجود النسخة الأولية سرا كما لم يخف مكارتني رغبته في إحيائها. لكنه دأب على القول إن المشروع لم ينجح بسبب معارضة جورج هاريسون الذي لم يكن يحبّ النسخة.

وبعد أغنية "ناو أند ذن"، سيعاد إصدار ألبومي "ذي بيتلز 1962-1966" و"ذي بيتلز 1967-1970" ضمن نسخة تعمل بالواقع المعزز في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي