معارك عنيفة على الأرض في قطاع غزة ونتانياهو يتحدث عن "تقدم منتظم"

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-30

صورة ملتقطة من مدينة سديروت في جنوب إسرائيل وتظهر قصفا على قطاع غزة في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (ا ف ب)

غزة - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الاثنين 30-10-2023 أن الجيش يحرز "تقدما منتظما" في الحرب مع حركة حماس، في وقت تتواصل المعارك العنيفة على الأرض داخل قطاع غزة.

وفي اليوم الـ24 للحرب التي أودت بحياة آلاف القتلى، تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة من دون هوادة بعدما وسّعت عملياتها البرية داخل القطاع المحاصر. وقالت اليوم إنها تمكنت من تحرير جندية كانت محتجزة لدى حماس.

وأعلن نتانياهو الإثنين أن الجيش يحرز "تقدما منتظما" في القطاع، مضيفا في مقطع فيديو وزعه مكتبه "قام الجيش بتوسيع نطاق دخوله البري إلى قطاع غزة وهو يقوم بذلك عبر خطوات مدروسة وقوية للغاية ويحرز تقدما منتظما خطوة بخطوة". 

ووسّعت إسرائيل منذ الجمعة نطاق عملياتها البرية.

وأعلن الجيش مساء الإثنين تجرير جندية رهينة من قطاع غزة. وقال في بيان "تم الليلة الماضية إطلاق سراح الجندية أوري مغيديش خلال العملية البرية".

وأفاد شهود في اتصالات هاتفية مع وكالة فرانس برس اليوم أن دبابات إسرائيلية وصلت الى أطراف حي الزيتون في مدينة غزة، أي على مسافة تتراوح بين 1,5 كيلومتر وكيلومترين من الحدود مع الدولة العبرية. 

وقالوا إن الدبابات قصفت طريق صلاح الدين الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. وما لبثت الدبابات أن انسحبت في اتجاه الحدود، وفق المصادر ذاتها.

وكانت إسرائيل أنذرت سكان شمال قطاع غزة بضرورة التوجه نحو الجنوب لتجنب عملياتها العسكرية التي تتوسع في الشمال. ولم يمتثل الجميع لهذه التحذيرات، إذ بقي عشرات الآلاف في المنطقة. وقال العديد من سكان القطاع إن خياراتهم للنزوح شبه معدومة، وأن كل مناطق القطاع غير آمنة من القصف.

وقالت حركة حماس إن "الاشتباكات العنيفة" متواصلة على الأرض بين مقاتليها والجنود الإسرائيليين.

وذكرت أنها أطلقت قذائف مضادة للدبابات في اتجاه "دبابتين" إسرائيليتين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه قتل "عشرات الإرهابيين الذين تحصنوا في أبنية وأنفاق وحاولوا مهاجمة قواتنا".

وكان نتانياهو أعلن السبت بدء "المرحلة الثانية من الحرب" الهادفة إلى "تدمير قدرات حماس العسكرية وقيادتها" واستعادة الرهائن.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الاثنين ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة الى 8306، بينهم 3457 طفلا.

وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسللت خلاله الى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجمت بلدات حدودية وتجمعات سكنية، ما تسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضا 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وبثت حركة حماس الإثنين مقطع فيديو تظهر فيه ثلاث نساء قالت إنهن من الرهائن الذين تحتجزهم.

ولم يتسن التحقق من صحة الفيديو الذي جاء تحت عنوان "عدد من الأسرى الصهاينة في غزة يوجهون رسالة إلى (بنيامين) نتانياهو وحكومته". ويمكن فيه رؤية امرأة تطالب نتانياهو بالعمل على اتفاق لتبادل الأسرى مع الحركة، ليتم الإفراج عن الرهائن.

واعتبر نتانياهو الفيديو "دعاية نفسية قاسية".

وقال "أتوجه إلى يلينا تروبانوف ودانيال ألوني ورايمون كيرشت اللواتي خطفتهن حماس التي ترتكب جرائم حرب... أعانقكن، قلوبنا معكن ومع المخطوفين الآخرين".

وأكد أن بلاده "تبذل قصارى جهدها لإعادة جميع المخطوفين والمفقودين إلى وطنهم". 

والإثنين، قال الجيش الإسرائيلي في بيان "تم الليلة الماضية إطلاق سراح الجندية أوري مغيديش خلال العملية البرية" التي نفذها في القطاع.

وكانت حركة حماس أعلنت استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح كل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

صفارات إنذار في القدس

في الوقت ذاته، تواصل حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل.

ودوّت الاثنين صفارات الإنذار في القدس، وسمعت أصوات انفجارات عدة في المدينة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صاروخا سقط قرب مستوطنة إيفرات على بعد 15 كلم جنوب القدس. 

وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على اندلاع الحرب، تتواصل الدعوات للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل "حصارا مطبقا" وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والوقود. ويبقى معبر رفح مع مصر، الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، مقفلا. وقد مرت عبره شحنات محدودة من المساعدات. 

ويخضع قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون، أصلا لحصار بري وجوي وبحري من إسرائيل منذ إمساك حركة حماس بالسلطة فيه عام 2007.

 وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الأحد في القاهرة بعد زيارته معبر رفح حيث تتكدس المساعدات الدولية للمدنيين الفلسطينيين، بأن "منع وصول المساعدات يمكن أن يشكل جريمة"، مضيفا "على إسرائيل أن تضمن، بلا تأخير، حصول المدنيين على الغذاء والدواء" في غزة.

وفي ظل تزايد الأزمة الإنسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انهيار "النظام العام" مع انتشار الفوضى بعد اقتحام مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد من أن الوضع في غزة "يزداد يأسا ساعة بعد أخرى".

وسويت آلاف المباني بالأرض في قطاع غزة فيما اضطر 1,4 مليون منهم إلى النزوح.

وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني الأحد إن الجيش الإسرائيلي وجّه إنذارات بضرورة إخلاء مستشفى القدس التابع لها في وسط قطاع غزة، ويقصف محيطه بشكل "متواصل" ما تسبب بأضرار في أقسامه.

واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأحد أن التقارير المتعلقة بتهديد المستشفى تثير "قلقا بالغا".

وأضاف عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) "نكرّر، من المستحيل إخلاء المستشفيات المكتظة بالمرضى دون تعريض حياتهم للخطر". 

وتتهم إسرائيل حماس بإخفاء أسلحة في المستشفيات وبتواجد مقاتلين لها فيها، الأمر الذي تنفيه الحركة الفلسطينية.

وأطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الإثنين "نداء شخصيا"ً لوقف إطلاق النار، معتبرا أن الحرب "لا تجلب سوى الخراب والرعب والدمار".

وكتب تيدروس المتحدر من إقليم تيغراي في إثيوبيا، على موقع "إكس" "نداء متواضع لوقف إطلاق النار والسلام... عندما كنت طفلاً محاصراً في ظل الحرب، كنت أعرف عن كثب رائحتها وأصواتها ومشاهدها".

وكتب "أتعاطف بشدة مع العالقين حالياً في وسط النزاع، وأشعر بألمهم كما لو كان ألمي". 

توتر على جبهات أخرى

وتتزايد المخاوف من توسع نطاق النزاع الى مناطق أخرى ودول أخرى.

في القدس الشرقية، أصيب شرطي إسرائيلي بجروح الاثنين بعدما طعنه فلسطيني أعلنت الشرطة في وقت لاحق أنها قتلته.

في الضفة الغربية المحتلة، قتل خمسة فلسطينيين فجر الاثنين خلال عمليات للجيش الإسرائيلي في جنين ويطا. ولم يعلّق الجيش بعد على العملية.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" إن "أكثر من 100 مركبة عسكرية اقتحمت مدينة جنين من محاور عدة برفقة جرافتين عسكريتين".

وقتل نحو 120 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الأخيرة.

ودعت برلين إسرائيل الاثنين إلى "حماية" الفلسطينيين في الضفة الغربية من "المستوطنين المتطرفين".

وتخشى دول عدة انخراط أطراف حليفة لحماس مثل إيران وحزب الله اللبناني في الحرب.

والتوتر على أشده عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان حيث تسجل عمليات قصف وإطلاق نار يومية متبادلة. 

وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، أعلن حزب الله أن أمينه العام حسن نصرالله سيلقي كلمة الجمعة حول التطورات.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي