
سجلت شركة "ميتا" (فيسبوك، انستغرام، واتساب) أرباحاً صافية قدرها 11,58 مليار دولار في الربع الثالث من السنة، في نتيجة أتت أكثر من ضعف ما حققته المجموعة الاميركية في العام الفائت (4,4 مليار دولار)، مدفوعةً بإقبال المعلنين على منصاتها وخدماتها، بالإضافة إلى خفض نفقاتها.
وأشار بيان يتطرّق إلى نتائج الشركة نُشر الأربعاء 2023-10-25، إلى أنّ الإيرادات التي حققتها مجموعة التكنولوجيا العملاقة خلال الصيف ارتفعت 23% على أساس سنوي، لتصل إلى 34 مليار دولار، وهو رقم أتى أعلى ممّا توقعه المحلّلون.
وقفز سهم "ميتا" بنحو 3% خلال التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق البورصة.
وبلغت نفقات الشركة 20 مليار دولار، بينما كانت وصلت إلى 22 ملياراً في الفترة نفسها من العام الفائت.
وكانت الشركة اعتمدت خطة صرف كبيرة، فباتت تضمّ راهناً ما يزيد بقليل عن 66 ألف موظف في العالم، أي 24% أقل ممّا كانت توظّف قبل عام.
وقال رئيس الشركة مارك زاكربرغ، في البيان، "لقد حققنا ربع سنة جيداً لشركتنا وأعمالنا"، مضيفاً "أنا فخور بالعمل الذي أنجزته فرقنا في مجالي الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط مع إطلاق خوذة كويست 3 (Quest 3) ونظارات راي بان (Ray-Ban) الذكية واستوديو خاص بالذكاء الاصطناعي".
وكانت "ميتا" كشفت النقاب في أواخر أيلول/سبتمبر، عن منتجات جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بينها روبوتات دردشة مزوّدة بشخصيات وميزات جديدة لأجهزتها التي تعمل بالواقعين المعزز والافتراضي، بالإضافة إلى نظارات ذكية جديدة أنجزتها بالتعاون مع ماركة "راي بان" Ray-Ban وخوذ "كويست".
وتأمل المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراًـ أن تكون عوّضت تأخّرها في السباق على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإعادة إطلاق مشاريعها في عالم "ميتافيرس" الموازي.
- "سعي دؤوب" -
وخسرت "رياليتي لابز"، الفرع المسؤول عن تطوير الأجهزة والتطبيقات الخاصة بميتافيرس، 3,7 مليارات دولار في الرابع الثالث من السنة.
وكان هذا القسم سجّل خسائر بـ13,7 مليار دولار في عام 2022، فيما تتوقع "ميتا" تكبّد فاتورة باهظة أيضاً في 2024.
وبعدما كان عام 2022 صعباً جداً للشركة، عاودت "ميتا" الانتعاش في النصف الأول من 2023، رغم التضخم الحاصل وارتفاع أسعار الفائدة الذي يعاني منه بعض منافسيها.
أما بالنسبة إلى العام 2023، فتتوقع شركة "إنسايدر انتليجنس" أن يسجّل كل من فيسبوك وانستغرام زيادة في إيراداتهما الإعلانية بنسبة 6%، لتصل إلى أكثر من 120 مليار دولار، وهو ما يمنح "ميتا" 20% من سوق الإعلانات الرقمية العالمية، لتأتي بعد غوغل في الترتيب (28%)".
وعلّق المحلل في "إنسايدر انتليجنس" جيريمي غولدمان "إن ميتا تسعى بشكل دؤوب إلى تحقيق نموّ"، مضيفاً "نلاحظ ذلك من خلال تركيزها على مقاطع ريلز القصيرة وإدخال طرق جديدة لتوليد إيرادات من انستغرام ومسنجر وواتساب، بالإضافة إلى الدمج الكبير للذكاء الاصطناعي في مختلف خدماتها".
وكانت "ميتا" أطلقت في مطلع تموز/يوليو الفائت شبكة اجتماعية جديدة هي "ثريدز" مُشابهة لمنصة "اكس" (تويتر سابقاً) التي تراجعت شعبيتها كثيراً منذ استحواذ إيلون ماسك عليها قبل عام.
- "عقبات" -
لكنّ الخبير اعتبر أنّ "ثمة عقبات تلوح في الأفق" كتلك المتعلقة بالمنافسة. وقال إنّ تيك توك وسنابتشات يتنافسان على الحصة الأكبر من معدّل إقبال المستخدمين، لذا على "ميتا" ان "تواصل الابتكار لإبقاء جمهورها منجذباً إليها".
اما مقاطع "ريلز" القصيرة التي تستقطب المستخدمين لسهولة تصفّحها، فاعتبرتها عشرات الولايات الأميركية من الميزات الضارة بالمراهقين.
ورفع نحو 42 مدعياً عاماً الثلاثاء 2023-10-24 دعاوى ضد "ميتا"، متّهمين اياها بإلحاق أضرار "بالصحة الذهنية والجسدية للشباب" من خلال أدواتها "الإدمانية"، المصمّمة "للتحكّم بهذه الفئة من المستخدمين".
و"ميتا" التي تُلاحَق أصلاً في الولايات المتحدة بشأن مسائل تتعلّق بالاحتكار، تخضع لعملية إعادة ضبط في الاتحاد الأوروبي، إذ أمام عدد من المنصات الرقمية مهلة تنتهي في السادس من آذار/مارس 2024 للامتثال إلى التزامات قانونية جديدة تتعلّق بجمع البيانات الشخصية لأغراض إعلانية، وهو ما تعتده "ميتا" في النموذج الاقتصادي الخاص بها.
وتدرس المجموعة الأميركية اقتراح اشتراكات مدفوعة للأوروبيين حتى يستخدموا انستغرام وفيسبوك من دون إعلانات.
وكانت المديرة المالية لـ"ميتا" سوزان لي، قالت في نهاية تموز/يوليو إنّ "الرياح المعاكسة قانونياً وتنظيمياً تشتد في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وقد تؤثر بشكل كبير على أنشطتنا ونتائجنا المالية".