
براتيسلافا - أعلن رئيس الوزراء السلوفاكي الجديد روبرت فيكو اليوم الخميس وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، ليقتصر الدعم الذي يقدّمه لجارته على "المساعدات الإنسانية والمدنية"، في أول تحوّل من هذا النوع من قبل حلفاء غربيين.
وقال فيكو غداة تعيينه رئيساً لحكومة ائتلافية تضم حزباً يمينياً متطرّفاً مؤيداً لروسيا، إنه "أبلغ" المفوّضية الأوروبية بقراره هذا.
وأضاف أنّه تحدّث مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال اجتماع قبل قمة الكتلة في بروكسل، بشأن الخطوة التي اتخذتها حكومته.
وأشار في منشور على فيسبوك إلى أن فون دير لايين تحترم "الحقّ السيادي للدول الأعضاء في دعم أوكرانيا عسكرياً أو لا، وأعربت عن تقديرها لموقفنا بشأن المساعدات الإنسانية".
وفي وقت سابق اليوم الخميس، قال فيكو لأعضاء البرلمان إنّ بلاده "لن تقوم بعد الآن بتزويد أوكرانيا بالأسلحة"، لكنّها ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى جارتها التي مزّقتها الحرب.
وأضاف "نعتبر أنّ المساعدات هي مجرد مساعدات إنسانية ومدنية، ولن نزوّد أوكرانيا بالأسلحة بعد الآن".
ورداً على سؤال وكالة فرانس برس، رفضت وزارة الخارجية الأوكرانية التعليق على هذا الإعلان.
حتى الآن، قدمت سلوفاكيا التي يبلغ عدد سكانها 5,4 مليون نسمة، دعماً قوياً لأوكرانيا، خصوصاً عبر الطائرات المقاتلة مثل "ميغ 29" ذات التصميم السوفياتي، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، إضافة إلى إصلاح الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأوكرانيون.
ووفق معهد "كييل"، فقد بلغت القيمة الإجمالية للمساعدات المعلن عنها، العسكرية خصوصاً، 760 مليون دولار في 31 تموز/يوليو.
وتعد سلوفاكيا من أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا نسبة الى إجمالي الناتج المحلي (0,65 في المئة)، بعد النروج ودول البلطيق والدنمارك وبولندا.
- قيمة رمزية -
ولكن رغم أن حزب فيكو (Smer-SD) فاز في الانتخابات التشريعية الشهر الماضي بعدما توعد بإيقاف المساعدات العسكرية، فقد أثارت الخطوة مخاوف من تصدّعات محتملة في الدعم الغربي لكييف.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماتيج بيل في بانسكا بيستريكا لوكالة فرانس برس، إنّ "أيّ خسارة للوحدة والدعم تحمل معنى رمزيا".
وإذ أكد أنّ المواد التي تزوّدها سلوفاكيا لأوكرانيا ستبقى متوفّرة لدى كييف، فقد أشار إلى أنّ "هذا الموقف له قيمة رمزية مهمة".
بعد الفوز في الانتخابات التشريعية، أعلن فيكو أنّ السلوفاكيين لديهم "مشاكل أكبر من أوكرانيا"، ودعا إلى محادثات سلام لأن "المزيد من عمليات القتل لن يساعد أحداً".
وتعدّ سلوفاكيا واحدة من أكثر الدول الموالية لروسيا في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لمركز الأبحاث "غلوبسك" (Globsec) الذي يتخذ من براتيسلافا مقراً.
ويعتبر 40 في المئة فقط من السكان أنّ روسيا مسؤولة عن الحرب، في مقابل 85 في المئة في بولندا و71 في المئة في جمهورية التشيك.
وقال فيكو اليوم الخميس "الحرب في أوكرانيا ليست حربنا، لا علاقة لنا بهذه الحرب".
وأضاف أنّ "الوقف الفوري للعمليات العسكرية هو الحل الأفضل لأوكرانيا. يحب على الاتحاد الأوروبي أن ينتقل من موقع مورّد الأسلحة إلى موقع صانع السلام".
كذلك، أعلنت بولندا التي تعدّ شريكاً مهماً لأوكرانيا، في نهاية أيلول/سبتمبر، وقف تزويد كييف بالأسلحة، غير أنّ هذا قد يخضع للمراجعة، في أعقاب هزيمة الشعبويين القوميين في الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/أكتوبر.
- سياسة خارجية ذات سيادة -
ردّ الكرملين على إعلان رئيس الحكومة السلوفاكية الجديد، مقلّلاً من أهميته.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنّ "حصّة سلوفاكيا من الأسلحة المقدّمة (إلى كييف) لم تكن في الواقع كبيرة جداً، ولهذا السبب لن تؤثر تقريباً على العملية برمّتها"، متهماً الولايات المتحدة بتأجيج الصراع عبر مساعدة أوكرانيا.
أعلن فيكو أيضاً، خلال تصريحاته أمام النواب، أنه لن يدعم أي عقوبات جديدة على روسيا "حتى نقوم بتحليل تأثيرها على سلوفاكيا".
وأضاف "إذا كانت مثل هذه العقوبات ستضرّنا، كما هو حال معظم العقوبات، فإنني لا أرى أي سبب لدعمها".
وكان فيكو أعلن بعد تعيينه رئيس للحكومة عن "سياسة خارجية سلوفاكية ذات سيادة".
واحتل حزبه Smer-SD المركز الأول في الانتخابات التشريعية التي جرت في أيلول/سبتمبر، والتي تعهّد خلالها بأنّ سلوفاكيا لن ترسل "قطعة ذخيرة واحدة" إلى أوكرانيا، داعياً إلى تحسين العلاقات مع روسيا.
ولتشكيل حكومة، تحالف فيكو الذي كان قد شغل منصب رئيس الحكومة مرّتين، مع حزب SNS اليميني المتطرف وحزب Hlas اليساري.
ويتشارك حزب SNS الذي يقوده رئيس البرلمان السابق أندريه دانكو، خطاب Smer-SD المعادي للمهاجرين والمؤيّد لروسيا.
ويحظى التحالف بأغلبية 79 نائباً من أصل 150 في البرلمان.