ماكرون يقترح "تحالفا" دوليا ضد حماس ويأسف "لمعاناة" المدنيين في غزة

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-25

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون (يمين) مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في 24 تشرين الأول/اكتوبر 2023 (ا ف ب)

القدس المحتلة - عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء في اسرائيل عن تضامنه بعد الهجوم الذي شنته حماس واقترح "تحالفا" دوليا ضد الحركة الإسلامية الفلسطينية، ثم أكد في الضفة الغربية أن "لا شيء يمكن ان يبرر معاناة" المدنيين في غزة.

في القدس، قدم الرئيس الفرنسي بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس "التعازي" من "دولة صديقة حزينة على أفظع عمل ارهابي في تاريخكم".

وقال "هذه صفحة سوداء في تاريخنا، بلدانا يجمعهما الحداد" فيما تحدث نتانياهو عن "حرب بين الهمجية والحضارة" متوعدا مرة جديدة "بتدمير" حماس.

تأتي هذه الزيارة في اليوم الثامن عشر للحرب بين اسرائيل وحماس التي اندلعت بعد هجوم الحركة الفلسطينية على أراضي اسرائيل.

وتسلل مئات من مقاتلي حماس إلى إسرائيل من غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات.

وردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف على غزة، أدى بحسب وزارة الصحة القطاع التابعة للحركة، الى مقتل 5791 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة.

تصعيد اقليمي

وفيما تؤكد فرنسا حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضمن احترام القانون الدولي، اقترح ماكرون "إنشاء تحالف اقليمي ودولي لمكافحة حماس". وقالت أوساطه ان الامر يتعلق ببناء تحالف جديد او توسيع نطاق عمل التحالف الدولي المنتشر حاليا في العراق وسوريا والذي انشئ العام 2014 برعاية الولايات المتحدة وتشارك فيه فرنسا ودول عربية لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، ليشمل حماس.

هذا سيكون رهنا "بما ستطلبه اسرائيل" كما علم من الجانب الفرنسي الذي اعتبر في الوقت نفسه ان هجوما بريا في غزة الذي يفكر فيه الجيش الاسرائيلي "سيكون من الصعب جدا القيام به ضمن احترام القانون الدولي".

في باريس، انتقد المعارض من أقصى اليسار جان لوك ميلانشون العودة المحتملة "الى نظرية +الحرب على الارهاب+" التي كان يعتمدها الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش.

فور وصوله الى مطار تل ابيب صباح الثلاثاء، التقى الرئيس الفرنسي عائلات القتلى الفرنسيين أو الفرنسيين الاسرائيليين الذين قتلوا أو تم أخذهم رهائن في الهجوم. ومن هؤلاء عائلة الرهينة ميا شيم التي ظهرت في فيديو نشرته حماس ودانته باريس، وفق مراسلة لوكالة فرانس برس.

وأعطى حصيلة أعلى للرهائن، مشيرا الى أن تسعة فرنسيين أو فرنسيين-اسرائيليين "محتجزون" لدى حماس فيما أوضح قصر الاليزيه انهم رهائن او مفقودون.

وأفاد ماكرون بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ أن "الهدف الأول الذي يجب أن يكون لدينا اليوم هو تحرير جميع الرهائن من دون أي تمييز".

وكانت حماس أعلنت ليل الإثنين الإفراج عن رهينتين إضافتين، ما يرفع عدد من أطلقت سراحهم منذ الحرب الى أربعة.

وأضاف ماكرون "أعتقد أن مهمتنا تتمثّل بمحاربة هذه المجموعات الإرهابية.. من دون توسيع نطاق النزاع".

وحذر من "تصعيد إقليمي سيخرج منه الجميع خاسرين" ودعا رسميا "النظام الإيراني" وحلفاءه الإقليميين، "حزب الله" اللبناني و"الحوثيين في اليمن"، إلى "عدم المجازفة بتهور بفتح جبهات جديدة"، فيما الوضع متوتر جدا عند الحدود مع لبنان.

عملية سياسية

في القدس ثم في رام الله بالضفة الغربية المحتلة حيث التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، شدد إيمانويل ماكرون أيضا على ضرورة "إحياء العملية السياسية مع الفلسطينيين على نحو حاسم" مع هدف حل الدولتين.

وقال عباس في تصريحات للصحافيين "الرئيس ماكرون، نناشدكم وقف هذا العدوان". ودعا عباس "الى تشكيل تحالف دولي لصنع السلام ونطلب من الجميع في هذه اللحظات تنظيم مؤتمر دولي للسلام".

من جهته، أكد ماكرون لعباس أن هجوم حماس على اسرائيل "كارثة على الفلسطينيين أيضا"، مشددا على أن "لا شيء يمكن أن يبرر معاناة" المدنيين في غزة. وقال ايضا إن "حياة فلسطيني تساوي حياة فرنسي التي تساوي حياة إسرائيلي".

لكن اذا كان الرئيس الفرنسي قد دعا الى "حماية إنسانية" فانه لم يذهب الى حد التطرق علنا الى "الهدنة الانسانية" التي يمكن ان تمهد الطريق أمام "وقف اطلاق نار" في المستقبل كما فعلت حكومته.

ورأى الرئيس الفرنسي أن مستقبل الفلسطينيين يرتبط بمكافحة "للإرهاب لا هوادة فيها ولا لبس"، مشددا على الاعتراف المتبادل بحقوق كل من اسرائيل والفلسطينيين.

وصرح ماكرون "لن يكون هناك سلام دائم إذا لم يحصل اعتراف بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في أن تكون له أرض ودولة. لن يكون ثمة سلام دائم إذا لم يعترف الشعب الفلسطيني وسلطاته بدولة إسرائيل وأهمية وجودها وأمنها".

ويغادر ماكرون لاحقا الى عمان حيث يلتقي الاربعاء "على الارجح" بحسب الاليزيه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني و"ربما قادة آخرين" من المنطقة، على أن يعود إلى فرنسا في اليوم نفسه.

تأتي زيارة ماكرون بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك. وكان أعلن في الايام الماضية انه يريد التوجه الى اسرائيل حين تكون زيارته "مفيدة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي