
سراييفو - تجمع عدة آلاف من الأشخاص اليوم الأحد في العاصمة البوسنية سراييفو في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين، حيث استشهد رئيس البلدية بالحصار الدموي الذي تعرضت له المدينة خلال حرب البوسنة بين الطوائف العرقية في التسعينيات.
وقالت رئيسة بلدية سراييفو، بنيامينا كاريك، للحشد أمام قاعة المدينة: "إن المدينة التي عانت من أطول حصار في التاريخ الحديث، سراييفو، لها الحق في الوقوف بحزم إلى جانب غزة اليوم".
وقالت والدموع في عينيها: "نحن نعرف كيف يكون الأمر عندما لا يكون هناك ماء أو طعام، ونعرف كيف يكون الأمر عندما يُقتل الأطفال".
وقال كاريك وسط التصفيق "إن سراييفو تؤيد السلام، وسراييفو ضد قتل أي ضحايا أبرياء في هذا العالم".
قُتل أكثر من 4600 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، في أنحاء قطاع غزة في القصف الإسرائيلي المتواصل ردًا على الهجمات التي تشنها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وفقًا لآخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وكان مسلحو حماس قد اقتحموا إسرائيل من قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول وقتلوا ما لا يقل عن 1400 شخص، معظمهم من المدنيين الذين أصيبوا بالرصاص أو شوهوا أو أحرقوا حتى الموت في اليوم الأول من الغارة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين. وتقول إسرائيل إن نحو 1500 من مقاتلي حماس قتلوا في اشتباكات قبل أن يستعيد جيشها السيطرة على المنطقة التي تعرضت للهجوم.
وكانت سراييفو خاضعة لحصار دام 44 شهرا من قبل قوات صرب البوسنة خلال حرب البوسنة التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995. وقتل أكثر من 11500 شخص، بينهم عدة مئات من الأطفال، خلال الحصار.
بعد حرمان سكان سراييفان من الماء والكهرباء والغاز، ومعزولين عن بقية العالم، تعرضوا للقصف على مدار الساعة تقريبًا.
ولوح المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب الذين يرتدون الكوفية الفلسطينية، بالأعلام الفلسطينية والبوسنية والتركية، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وحملوا لافتات مناهضة لقصف قطاع غزة، دعوا إلى "تحرير فلسطين" وهتفوا "من النهر إلى البحر فلسطين ستتحرر!".
وتم تنظيم المسيرة بناء على دعوة من الجالية الفلسطينية في البوسنة.
وقال رئيسها ماجد معروف للمتظاهرين إن الشعب الفلسطيني يريد "حريته"، مؤكدا أنه ليس لديه "أي شيء ضد الشعب الإسرائيلي".
وصعد عدة متحدثين آخرين إلى المنصة، دون ذكر الضحايا الإسرائيليين في هجوم حماس.
ويشكل مسلمو البوسنة ما يزيد قليلا عن نصف سكان البلاد البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة، وفقا لتعداد عام 2013.
ويتبعهم الصرب المسيحيون الأرثوذكس بحوالي الثلث، والكروات الكاثوليك بنسبة 15 في المائة.
وأكثر من 80% من سكان سراييفو هم من المسلمين البوسنيين.