فريدمان يحذر بايدن: إسرائيل على وشك ارتكاب خطأ فادح

متابعات الأمة برس
2023-10-21

الرئيس الاميركي جو بايدن في المكتب البيضوي بتاريخ 19 تشرين الاول/أكتوبر 2023 (ا ف ب)

"إسرائيل على وشك ارتكاب خطأ فادح".. هكذا يحذر الكاتب والصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان، في نداء للرئيس الأمريكي جو بايدن، لافتا إلى أن تصرفات حكومة بنيامين نتنياهو تشعل حريقا عالميا وتفجر هيكل التحالف المؤيد لواشنطن بالكامل.

ويقول فريدمان، في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز"، ترجمه "الخليج الجديد": "إذا اندفعت إسرائيل الآن إلى غزة لتدمير حماس، وفعلت ذلك دون التعبير عن التزام واضح بالسعي إلى حل الدولتين مع السلطة الفلسطينية وإنهاء المستوطنات اليهودية في عمق الضفة الغربية، فسوف ترتكب خطأً فادحاً، وسيكون ذلك مدمراً للمصالح الإسرائيلية والأمريكية، على حد سواء".

‏ويكشف أن القادة العسكريين الإسرائيليين، هم في الواقع حاليا، أكثر تشدداً من نتنياهو، خاصة أنهم في ذروة الغضب ومصممون على توجيه ضربة لـ"حماس" لن تنساها المنطقة بأكملها أبدا.

ويطالب فريدمان، بايدن أن يقول لهذه الحكومة إن الاستيلاء على غزة، دون ربطها بنهج جديد تمامًا فيما يتعلق بالمستوطنات والضفة الغربية وحل الدولتين "سيكون بمثابة كارثة لإسرائيل لأمريكا".

ويبدي غضبه من فشل بايدن في إقناع إسرائيل بالتراجع والتفكير في جميع الآثار المترتبة على غزو غزة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة.

ويتابع: "لا يتعلق الأمر بما إذا كان لإسرائيل الحق في الانتقام من حماس، وإنما يتعلق الأمر بالطريقة الصحيحة  التي لا تصب في مصلحة حماس وإيران وروسيا".

ويزيد فريدمان: "إذا ذهبت إسرائيل إلى غزة واستغرقت شهوراً لقتل أو أسر كل قادة وجنود حماس، ولكنها فعلت ذلك في الوقت الذي توسع فيه المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ما يجعل أي حل على أساس الدولتين هناك مع السلطة الفلسطينية الأكثر اعتدالاً مستحيلاً".

ويستطرد: "لن يكون هناك من يستطيع انتشال إسرائيل، ولن يكون هناك من يساعدها على دفع تكاليف رعاية أكثر من مليوني من سكان غزة، ليس إذا كانت إسرائيل تدار من قبل حكومة تفكر وتتصرف، كما لو كان بإمكانها الانتقام من حماس بشكل مبرر".

وينقل فريدمان عن مسؤول أمريكي كبير، القول إن فريق بايدن غادر تل أبيب، وهو يشعر أنه في حين يدرك نتنياهو أن التجاوز في غزة يمكن أن يؤدي إلى إشعال النار في الحي بأكمله، فإن شركائه في الائتلاف اليميني حريصون على تأجيج النيران في غزة والضفة الغربية.

كما ينقل عن مسؤولين أمريكيين آخرين، أن ممثلي المستوطنين في الحكومة يحتجزون أموال الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية، مما يزيد من صعوبة إبقاء الضفة الغربية تحت السيطرة، كما كانت منذ بداية حرب حماس.

ويشدد فريدمان على أنه "لا ينبغي لنتنياهو أن يسمح بذلك، لكنه حاصر نفسه، وبات يحتاج الآن إلى هؤلاء المتطرفين اليمينيين في ائتلافه لإبقاء نفسه خارج السجن بتهم الفساد، لكنه سيضع كل إسرائيل في سجن غزة ما لم ينفصل عن هؤلاء المتعصبين اليهود".

ويدعو الكاتب الأمريكي إلى تشكيل سلطة فلسطينية أكثر فعالية وأقل فساداً وأكثر شرعية في الضفة الغربية، والتي تستطيع، بعد فترة انتقالية في غزة، أن تساعد في الحكم هناك أيضاً.

ويتابع: "لكن ليس من دون تغيير جوهري في السياسة الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية والمستوطنين اليهود".

وويزيد: "بخلاف ذلك، فإن ما بدأ كهجوم حماسي ضد إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى إشعال حرب في الشرق الأوسط، حيث يكون لكل قوة عظمى وقوة إقليمية يد فيها، الأمر الذي سيجعل من الصعب للغاية إيقافها بمجرد أن تبدأ".

في الأسبوع الأول من هذا الصراع، وفق فريدمان، بدا أن المرشد الأعلى لإيران على خامنئي ووزعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، يبقيان سيطرة مشددة للغاية على رجال ميليشياتهم على الحدود مع إسرائيل وفي العراق وسوريا واليمن.

ويضيف: "لكن مع مرور الأسبوع الثاني، لاحظ المسؤولون الأمريكيون إشارات متزايدة على أن كلا الزعيمين يسمحان لقواتهما بمهاجمة أهداف إسرائيلية بشكل أكثر عدوانية، وأنهما قد يهاجمان أهدافًا أمريكية إذا تدخلت الولايات المتحدة".

ويحذر من أن تتورط الولايات المتحدة وروسيا والصين بشكل مباشر أو غير مباشر.

ويختتم فريدمان حديثه بالقول: "أتوسل إلى بايدن أن يتدخل لدى إسرائيل من أجلهم، ومن أجل أمريكا، ومن أجل الفلسطينيين، ومن أجل العالم".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي