تأهّب في شمال إسرائيل بمواجهة خطر حزب الله

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-21

آلية عسكرية إسرائيلية مدرعة تتمركز عند مفترق طرق قرب مدينة كريات شمونة قرب الحدود مع لبنان في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (ا ف ب)

يتواجد الجنود في كل مكان في مدينة كريات شمونة بشمال إسرائيل، سواء على أرصفة مقاه حيث يتناولون الطعام، أو في صيدليات يشترون ضمّادات أو في مجموعات قرب محطة حافلات، بعد أن عززت إسرائيل انتشارها العسكري تحسبا لقيام جبهة ثانية مع حزب الله في جنوب لبنان.

ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر وما تلاه من حملة قصف إسرائيلي مركّز على قطاع غزة، تكثف تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حركة المقاومة الإسلامية.

وفي إجراء نادر، أعلنت السلطات الإسرائيلية الجمعة إخلاء كريات شمونة التي تعد حوالى 25 ألف نسمة غادر العديدون منهم المدينة الواقعة على الحدود مع لبنان.

وقالت ليان أبوتبول (16 عاما) وهي من سكان المدينة في اتصال هاتفي أجرته معها وكالة فرانس برس "ننتظر تلقي تعليمات لنعرف أين سيقولون لنا أن نذهب"، بعدما كانت الفتاة أعربت في اليوم السابق عن ثقتها رغم الصواريخ التي يطلقها حزب الله، حين التقتها فرانس برس في مطعم.

وإلى عمليات تبادل إطلاق النار اليومية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، تبنت حركة حماس عمليات إطلاق نار من الأراضي اللبنانية.

وأوضح يوسف لوشي مدير المجلس المحلي في شلومي "هنا يقع آخر منزل على مسافة 150 مترا من (المنطقة) الحدودية، وضعنا بالتالي خطة إخلاء" مشيرا إلى أن "السكان الذين كانوا قلقين غادروا".

وأفاد هذا القائد السابق للمنطقة الشمالية عن إجلاء سبعة آلاف من سكان البلدة التسعة آلاف خلال الأيام العشرة الماضية.

وطلبت وزارة الدفاع الإثنين إجلاء سكان 28 قرية وكيبوتس تقع على مسافة أقل من كيلومترين من الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل.

كذلك غادر سكان قرى أبعد من الحدود، على ما أفاد صحافيو فرانس برس.

وتم إجلاء ما لا يقل عن 300 ألف شخص من منازلهم في إسرائيل منذ بدء الحرب، وفق ما افاد معهد إسرائيل للديموقراطية استنادا إلى بيانات مكتب الإحصاءات الوطني المركزي.

وقال لوشي "الذين بقوا هنا هم بمعظمهم عسكريون سابقون" موضحا "نستعد بصورة متواصلة، نبقي عينا على الملاجئ ونتدرب".

مستعدون للحسم

نشرت إسرائيل قسما كبيرا من جنود الاحتياط الـ360 ألفا الذين تم استدعاؤهم على الحدود الممتدة على طول حوالى 120 كلم.

وقتل اثنان منهم الثلاثاء في هجوم على مواقع عسكرية إسرائيلية قرب لبنان، وفق الجيش. كما أفاد الجيش عن تعرض جنود الجمعة لإطلاق نار قرب قرية مارغاليوت المحاذية للبنان، مشيرا إلى أنهم ردوا عليها ويقومون حاليا بالبحث عن مشتبه بهم في المنطقة.

من جهة أخرى أطلق الجيش  النار على ثلاثة رجال عرّف عنهم على أنهم عناصر من حزب الله فيما استهدف قنّاصوه مسلحين "ينشطون في المنطقة الحدودية"، وفق بيان عسكري.

وقتل ما لا يقل عن 22 شخصا في جنوب لبنان منذ بدء الحرب بين اسرائيل وحماس، معظمهم من المقاتلين وبينهم أربعة مدنيّين على الأقل، أحدهم الصحافي في وكالة رويترز عصام عبدالله.

ويبدي جنود الاحتياط في شمال إسرائيل تصميمهم. وأكد أحدهم لفرانس برس في محطة الحافلات بدون ذكر اسمه أنه "مستعد للحسم" مضيفا "ليس لليهود بلد آخر".

ويعبر السكان النادرون المتبقون في كريات شمونة عن مشاعر متباينة، فيقول معظمهم أنهم يخافون عند سماع صفارات الإنذار منبهة إلى إطلاق قذائف.

وقالت ليان أبوتبول أنه عندما اعترض نظام "القبة الحديدية" صواريخ الأربعاء، "سقطت شظايا على مسافة شارعين من منزلي، في باحة مدرسة".

وتابعت "كان بالإمكان أن تقتل أطفالا، الأمر مخيف حقا".

وأشارت إلى أن إسرائيل لديها جيش "قوي" موضحة أن شقيقيها ينتشران حاليا في مواقع عمليات إسرائيلية.

جيران سيئين

وتبقى الحربان مع لبنان في 1982 و2006 مطبوعتين في أذهان جميع سكان المنطقة، تحييها نصب تنتشر فيها.

يقول يعقوب كوزيكارو (72 عاما) المقيم قرب الحدود منذ 1961 إنه يعرف جيدا أصوات قذائف الكاتيوشا التي يطلقها حزب الله، إلى حد أن بإمكانه تقليدها.

وبالرغم من وجود "جيران سيئين"، يؤكد كوزيكارو ضاحكا أنه يحاول "النظر إلى الأمور بهدوء" مشيرا إلى أنه لا يعتزم الرحيل.

وأطلقت دفعة صواريخ مساء الخميس من جنوب لبنان دفعة أصابت منزلا فألحقت جروحا طفيفة برجلين وطفلة عمرها خمس سنوات، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، منذ هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، معظمهم مدنيون قتلوا في اليوم الأول من الهجوم، وفق مسؤولين إسرائيليين. وهناك 203 أسرى في أيدي حماس، وفق الجيش الإسرائيلي.

ومن الجانب الفلسطيني، قتل 4137 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين، في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وفرّ أكثر من مليون شخص من منازلهم الى مناطق أخرى، لا سيما الى جنوب القطاع، هربا من القصف، أو بسبب الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة. 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي