"ديزني" في مئويتها تسحر الكبار قبل الصغار

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-19

زوار يقفون أمام قصر "ديزني لاند" في باريس في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (ا ف ب)

باريس - تمكنت "ديزني" طوال تاريخها الممتد قرناً كاملاً من البناء على شخصيات أعمالها الخاصة وتلك التي استحوذت على حقوقها، من "ميكي" إلى "دارث فيدر"، لجذب جمهور كبير يشكّل البالغون الذين نشأوا على أبطال رسومها المتحركة جزءاً واسعاً منه. 

وارتسمت ابتسامة عريضة على وجه الإنكليزي البالغ 35 عاماً ستيوارت إيمري عندما شاهد علاء الدين وبينوكيو وسواهما ضمن موكب شخصيات "ديزني" خلال عرض أقيم هذا الأسبوع في "ديزني لاند باريس" احتفالاً بالذكرى المئوية للمجموعة المتخصصة في المجال الترفيهي.

فستيوارت إيمري الذي واظب على زيارة مدينة الملاهي هذه مرة في الشهر طوال السنوات الست الأخيرة، لا يستطيع "تفويت" هذا الحدث. وقال "لن أكون موجوداً في الذكرى المئوية المقبلة، لذلك كان يتحتم عليّ أن أكون حاضراً في هذه المئوية".

أما باربرا كوربيزييه التي كانت قريبة منه، فتحمّست عندما مرّت أمامها في الموكب شخصيتا موشو ومولان اللتان حفرتهما وشماً على جسمها.

واعتبرت أن "ليس ما يدعو إلى الخجل" في أن يكون مَن ميلها في الحادية والعشرين من المعجبين بشخصيات "ديزني"، إذ أنه "شغف كايّ شغف آخر".

فبين الأفلام والمسلسلات ومدن الملاهي والمشاريع الموسيقية والمنتجات المشتقة المخصصة لهواة الجمع، "ثمة دائماً ما يأسر الكبار" في عالم "ديزني"، في رأي لاحظ لوران أرمان زونيغا (52 عاماً) الذي يدير موقع "كرونيك ديزني" الإلكتروني البالغ هدد زواره شهرياً نحو 200 ألف، معظمهم مِمَن تراوح أعمارهم بين 25 و45 عاماً.

وتكثر أيضأً عبر الإنترنت المنتديات والمواقع المتخصصة وقنوات "يوتيوب" وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي المخصصة للبالغين الذين يحبون "ديزني".

وكرّر زونيغا ما سبق أن قاله ذات يوم مؤسس الشركة والت ديزني من أن "البالغين ليسوا على كل حال سوى أطفال كبروا".

- إعجاب وانتقاد -

جعلت الشركة الأميركية هذا الجمهور أحد عوامل قوتها، وغذّته باستراتيجية توسعية تمثّلت في عمليات استحواذ كبرى اتاحت لها وضع يديها تباعاً عام 2006 على استوديو "بيكسار" (منتجة "توي ستوري" و"كارز" وسواهما)، وعام 2009 على حقوق إنتاج أفلام عن أبطال "مارفل" الخارقين، ثم عالم 2012 على امتياز سلسلة أفلام "ستار وورز" الشهيرة وما يتفرع منها ضمن مناخات عالم "حرب النجوم".

ومكّنت عمليات الاستحواذ هذه "ديزني" من تنويع رصيدها من الأفلام لكي تتبوأ "موقعاً متقدماً حقيقياً، وليس فقط في مجال الأعمال المخصصة للصغار"، على ما رأى أستاذ الشؤون الدولية في كلية إدارة الأعمال ESSCA ألكسندر بوهاس.

وليس أدلّ على ذلك من منصتها للبث التدفقي "ديزني +" التي أُطلِقَت عام 2019 لمنافسة "نتفليكس"، إذ أن البرامج التي توفرها تشمل إلى جانب  الرسوم المتحركة التقليدية من إنتاج الشركة، أفلاماً ومسلسلات ضمن سلسلة "حرب النجوم" أو متفرعة منها، وإنتاجات أصلية، واشرطة وثائقية من "ناشيونال جيوغرافيك".

وأبرزت رئيسة "والت ديزني كومباني فرنسا" إيلين إيتزي أن "الخصوصية" التي تُميّز "ديزني" هي امتدادها "عبر الأجيال".

إلا أن الشغف الكبير بالشركة البالغة مئة عام لا يمنع النقد. 

فمارغو نابل (26 عاماً)، وهي محررة متطوعة في موقع "ديزني فيل"، وهو منتدى إلكتروني يضمم نحو 200 ألف مستخدم ويغطي أخبار الشركة، اعتبرت أن "كون المرء من محبي السحر الذي ابتكره والت ديزني لا يعني بالضرورة أنه معجب بالضرورة بكل ما تفعله الشركة".

واشارت على سبيل المثال الإضراب التاريخي للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود أو الأثر البيئي الكبير للشركة.

ومن المواضيع الأخرى التي اثارت السخط ارتفاع أسعار التذكرة السنوية التي تخوّل حاملها دخول "ديزني لاند باريس"،إذ انتقده المعجبون بـ"ديزني" على شبكات التواصل الاجتماعي، ووقعوا عرائض في شأنه، معتبرين أن "السحر" أصبح بـ"سعر مرير".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي