أسعار ساعات "رولكس" نحو مزيد من الانخفاض.. ما القصة؟

الرجل - الامة برس
2023-10-17

تعبيرية لأحدى ساعات رولكس (بيكسلز)

مؤخرًا أظهر تقرير صادر عن محللين في مؤشر "مورغان ستانلي"، ومنصة أبحاث السوق "WatchCharts"، أن إجمالي المعروض في سوق الساعات المستعملة مستمر في الانخفاض، على الرغم من أن مستويات المخزون الإجمالية لا تزال مرتفعة. 

وكان اللافت أن مؤشر أسعار "رولكس" المستعملة سجل أدنى مستوى له منذ الربع الثاني من 2021، مع استمرار تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الفائدة وانهيار العملات المشفرة. 

وانخفض مؤشر السوق الإجمالي لـ"WatchCharts"، الذي يتتبع أكثر 60 ساعة متداولة ضمن أكبر 10 علامات تجارية من حيث القيمة، بنحو 5% في النصف الأول من عام 2023.

وانخفض سعر "رولكس" 3% خلال 6 أشهر، ولكنها ارتفعت بنسبة 27% مقارنة بسعرها قبل 3 سنوات، وبنسبة 55% حال مقارنتها قبل 6 سنوات.

وتمثل الطرازات الأكثر طلبًا من الصانعين "الثلاثة الكبار"، رولكس وباتيك فيليب وأوديمار بيغيه نحو 71% من إجمالي قيمة التداول في سوق الساعات الفاخرة الثانوية. 

رولكس ليست وحدها

بناءً على آليات السوق العالمية الجديدة؛ تستمر العديد من ساعات العلامات التجارية الفاخرة في التداول فوق أسعار التجزئة الخاصة بها لأن المتاجر تلجأ إلى قوائم الانتظار، حيث يفوق الطلب العرض.

ليست "رولكس" وحدها التي تواصل الانخفاض في أسعار سوقها المستعملة، بل أيضًا أسعار "باتيك فيليب" (Patek Philliple) و"أوديمار بيغيه" (Audemars Piguet) يواصلان الانخفاض في ظل استمرار زيادة المعروض.

ولدى "رولكس" 89 ساعة، تمثل 72% من طرازات الساعات المستعملة التي تتبعها "ووتش تشارتس"، تُباع بسعر أعلى من سعر التجزئة.

كما يوجد 43 طرازًا من ساعات "باتيك فيليب"، أو نحو 48% من إجمالي منتجات العلامة التجارية، تُباع بعلاوة سعرية عن سعر التجزئة، إلى جانب 34 طرازًا من ساعات "أوديمار بيغيه"، أو ما يقارب 71% من منتجاتها. وما تزال الطرازات الثمانية لساعات "فاشرون كونستنتان" (Vacheron Constantin)، أي 19% تقريبًا من ساعاتها، تُباع بسعر يتجاوز أسعار التجزئة، وفقًا للتقرير.  

أبرز نماذج لانخفاض أسعار الساعات العالمية

يشكل طراز Overseas بالرقم المرجعي 4500V / 110A مثالاً جيدًا على هذا الانخفاض، إذ صنعت "فاشيرون كونستانتين" المملوكة لمجموعة "ريشمونت" هذه الساعات الرياضية الفولاذية بسعر التجزئة 22,500 دولار، وبلغت ذروتها عندما بيعت بـ 39,900 دولار في السوق الثانوية في إبريل ٢٠٢٢، لتتوفر الآن بسعر 30,900 دولار. 

كذلك بيعت ساعة "رولكس جي إم تي ماستر" المصنوعة من الصلب مقابل 9293 دولارًا في المملكة المتحدة بخصم 18%، بدلاً من 11289 دولارًا في الولايات المتحدة. 

كما بيعت "رولكس كوزموغراف دايتونا"، المصنوعة من الذهب الأبيض بمبلغ 22,444 دولارًا في المملكة المتحدة مع خصم ضريبة القيمة المضافة، وهو خصم وصل لنسبة 31%، وذلك بدلاً من سعرها الأصلي 32,635 دولارًا أمريكيًّا، الذي يتضمن نسبة 7% ضريبة مبيعات. 

الساعة "أوديمار بيجيه- رويال أواك جامبو آلترا ثين" التي يبلغ متوسط سعرها 71,682 دولارًا تعد الطراز الأسوأ أداءً طوال الـ 12 شهرًا الماضية، بعد أن انخفض سعرها بأكثر من 35%. 

كما انخفض سعر الساعة "باتيك فيليب- ناتيلو ترافيل تايم" بنسبة 28% خلال العام الماضي، في حين تراجع سعر الساعة "رولكس- داي تونا" بنسبة 25% تقريبًا في سوق الساعات المستعملة. 

أسباب اختلال سوق الساعات العالمية

أظهرت تقارير، أنه بعد رالي 2021، انخفضت أسعار الساعات الأكثر طلبًا بشكل حاد في السوق الثانوية وسط مخاوف اقتصادية وانهيار العملات المشفرة. 

وتوقع محللو "مورغان ستانلي" بمن فيهم، إدوارد أوبين، أن تستمر الأسعار بالانخفاض بسبب زيادة ما وصفه بـ"دراماتيكية" في العرض، حيث لوحظ زيادة كبيرة في مخزون الساعات الحالي المعروضة للبيع في سوق الساعات الثانوية من عام وإلى الآن، بسبب إفراغ المستثمرين والأفراد مخزونهم من الساعات المستعملة، الأمر الذي أدى إلى انكماش أسعار الساعات المستعملة في الربع الأخير من العام الماضي ٢٠٢٢. 

وطبقًا لبيانات صادرة عن شركة "Subdial صب دايال"، لتجارة الساعات الفاخرة المستعملة ومقرها لندن، فإن الطلب على السلع غالية الثمن من العلامات التجارية السويسرية تراجع، في ظل تباطؤ الاقتصاد وارتفاع أسعار الفائدة وانهيار العملات المشفرة. 

وفي فبراير من العام الماضي وصلت الأسعار إلى ذروتها بعد الارتفاع غير المسبوق للأسعار خلال جائحة فيروس كورونا الجديد "كوفيد ١٩". 

وأظهر أداء المؤشر بشكل عام والذي تراجع بنسبة 19% خلال عام وبنسبة 1% خلال الأشهر القليلة الماضية، أن أسعار الساعات الفاخرة المستعملة ما زالت تتراجع، ولكن بوتيرة أبطأ مما حدث في أغسطس وسبتمبر من العام الماضي ٢٠٢٢.

يوم أسود في تاريخ رولكس

في ٢٥ أغسطس الماضي؛ خسرت أسهم شركة مجموعة الساعات السويسرية "Watches of Switzerland Group" ربع قيمتها في التعاملات في البورصة، وكان ذاك بمثابة أسوأ يوم لها على الإطلاق، بعد أن أعلنت شركة صناعة الساعات الفاخرة "رولكس" عن صفقة لشراء شركة بيع الساعات بالتجزئة بوشرير "Bucherer"، بعد شراكة تجارية بينهم دامت أكثر من 90 عامًا. 

وتضمنت الصفقة استحواذ "رولكس" على سلسلة "تورنيو" الأمريكية التابعة لشركة "بوشرير"، التي تمتلك 28 متجرًا لبيع الساعات الثمينة حول الولايات المتحدة.

وقالت "رولكس"، إن عملية الاستحواذ جاءت في أعقاب قرار مالك شركة بوشرير Bucherer، يورج بوشرير، حفيد المؤسس كارل بوشرير، البالغ من العمر 86 عامًا، ببيع الشركة في غياب أي أحفاد مباشرين لتولي زمام الأمور. 

وقالت "رولكس": "تعكس هذه الخطوة رغبة العلامة التجارية التي يقع مقرها في جنيف في إدامة نجاح بوشرير Bucherer والحفاظ على علاقات الشراكة الوثيقة التي تربط الشركتين منذ عام 1924". 

وتابعت في بيانها: "إن مجموعة رولكس مقتنعة بأن هذا الاستحواذ هو الحل الأفضل ليس فقط لعلامتها التجارية الخاصة، ولكن أيضًا لجميع العلامات التجارية الشريكة للساعات والمجوهرات، وكذلك لجميع موظفي مجموعة بوشرير Bucherer". 

وأكدت رولكس أن بوشرير Bucherer، ستحتفظ باسمها وعلامتها التجارية وسيظل فريق إدارتها دون تغيير، ومن المقرر أن يكتمل اندماجها في أعمال رولكس بمجرد موافقة الجهات المنظمة على عملية الاستحواذ. 

من جانبها، أشارت شركة Watches of Switzerland في بيان لها، إلى أن يورغ بوشرير "ليس لديه خلافة عائلية ورغباته هي تشكيل مؤسسة تراثية من عائدات هذه الصفقة". 

وأضافت مجموعة الساعات السويسرية: "هذه ليست خطوة استراتيجية في تجارة التجزئة من قبل رولكس.. هذا هو أفضل رد فعل على تحديات الخلافة في شركة بوشرير.. ولن يكون هناك أي تدخل تشغيلي من قبل رولكس في أعمال بوشرير". 

وستقوم "رولكس" بتعيين أعضاء مجلس إدارة غير تنفيذيين، ولن يكون هناك أي تغيير في عمليات رولكس لتخصيص المنتجات أو تطويرات التوزيع نتيجة لهذا الاستحواذ، بحسب بيان لـ مجموعة الساعات السويسرية. ومع ذلك، تراجعت أسهم الشركة المدرجة في لندن، بنسبة تصل إلى 29 بالمئة في تعاملاتها، قبل أن تقلص خسائرها لاحقًا.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي