غزّة مهدّدة بـ"كارثة" إنسانية مع استكمال إسرائيل استعداداتها لهجوم بري

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-17

صورة مؤرخة في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لغارات إسرائيلية على شمال قطاع (ا ف ب)

تتهدّد "كارثة إنسانية" غزة الخاضعة لحصار مطبق منذ هجمات حماس المباغتة على إسرائيل، في حين يتهيّأ الجيش الإسرائيلي لشن هجوم بري على القطاع.

وحشدت إسرائيل قواتها عند حدود القطاع وسط توقعات بشن هجوم بري وجوي وبحري مع الحديث عن "عملية برية كبيرة".

وكان الجيش الإسرائيلي دعا سكان شمال غزة حيث يعيش نحو 1,1 مليون نسمة إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، وحضّهم السبت على عدم الإبطاء.

والإثنين أكدت إسرائيل عدم سريان أي هدنة لإتاحة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث تحذّر منظّمة الصحة العالمية من "كارثة حقيقية" على الصعيد الإنساني خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.

وتعرض محيط معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر الإثنين لغارة جديدة، علما بأن المنطقة تعرّضت اعتبارا من السابع من تشرين الأول/أكتوبر لثلاث غارات.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري في مقابلة مع وكالة فرانس برس الاثنين بشأن نقص الإمدادات الأساسية إن الأمر قد يحتمل "الأربع والعشرين ساعة المقبلة بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية .. لا وقود وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية".

في الأثناء أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه سيجري زيارة إلى إسرائيل ومصر، فيما أكّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي سيفتح ممرًا إنسانيًا جويًا إلى غزّة عبر مصر.

ومنذ أكثر من أسبوع يقوم الجيش بقصف جوي ومدفعي مكثف على غزة، بعدما شدّد الحصار على القطاع عبر قطع المياه والكهرباء وامدادات الغذاء.

جثث مكدّسة

في جنوب قطاع غزة، يتم حفر القبور استعدادا لملئها. وفي مناطق اخرى، يتم تخزين جثامين القتلى في برادات سيارات المثلجات أو دفنها في مقابر جماعية.

أعلنت إسرائيل الحرب غداة اختراق مقاتلي حركة حماس السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وأكد الجيش الإسرائيلي الإثنين أن عدد الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال عمليتها ونقلتهم إلى قطاع غزة يصل إلى 199 شخصا، وذلك في حصيلة جديدة بعد عشرة أيام من الهجوم. 

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري في مؤتمر صحافي "قمنا بإخطار عائلات 199 رهينة".

وأعلنت حماس أن 22 من الرهائن قتلوا في القصف الإسرائيلي على القطاع، رغم أنه لم يتسن التحقق من ذلك.

وأدى القصف المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى تسوية أحياء بكاملها بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا في قطاع غزة، وإصابة 9700 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

وعاد الى إسرائيل الاثنين في زيارة هي الثانية له للدولة العبرية منذ بدء الحرب، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي قام في الأيام الأخيرة بجولة شرق أوسطية في محاولة لتجنب توسع رقعة النزاع في المنطقة. 

وقال بلينكن الاثنين "يجب ألا يعاني المدنيون جراء فظائع حماس".

وفي ظل القصف الإسرائيلي ودعوات الجيش لإخلاء شمال غزة، نزح أكثر من مليون شخص خلال أسبوع في القطاع المحاصر الذي تبلغ مساحتها 362 كيلومترا مربعا ويقطنه 2,4 مليون شخص.

والإثنين تجمّع مئات من الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية الإثنين جنوب قطاع غزة آملين بفتح معبر رفح الحدودي، المنفذ الوحيد الى الخارج غير الخاضع لسيطرة إسرائيل في قطاع غزة.

لكن المعبر الذي تديره مصر مغلق حاليا، والأمل ضئيل بأن يتمكّن هؤلاء من العبور إلى مصر.

على أرضهم

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تستضيف بلاده السبت قمة دولية لبحث "تطورات القضية الفلسطينية"، وجوب أن يبقى سكان غزة "صامدين ومتواجدين على أرضهم".

وأعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أنه سيتوجّه إلى الشرق الأوسط الثلاثاء للمشاركة في المفاوضات حول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وتبدو المهمة شديدة التعقيد مع مواصلة الجيش الإسرائيلي التحضير لهجوم بري على القطاع.

وقال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس الاثنين "نحن في بداية عمليات عسكرية واسعة النطاق في مدينة غزة".

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لوزير الخارجية الأميركي الاثنين أن الحرب ستكون طويلة "والثمن سيكون باهظا ولكن سننتصر من أجل إسرائيل والشعب اليهودي".

ويتخوّف المجتمع الدولي من هجوم بري إسرائيلي من شأنه أن يشعل المنطقة.

ويجتمع مجلس الامن الدولي الاثنين في الساعة 22,00 ت غ لبحث الحرب بين اسرائيل وحركة حماس، في حين أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ألغى زيارة كانت مقررة إلى ولاية كولورادو بغرب الولايات المتحدة، ما عزز تكهنات صحافية باحتمال زيارته إسرائيل قريبًا.

خطأ فادح

ودعا بايدن مجددّا إلى التهدئة مشددا على أن أي تحرك من جانب إسرائيل لاحتلال قطاع غزة مرة أخرى سيشكل "خطأ فادحا".

واحتلت إسرائيل قطاع غزة للمرة الأولى خلال حرب الأيام الستة عام 1967، قبل أن تنسحب وتعيده بالكامل إلى الفلسطينيين عام 2005. 

ويخشى المجتمع الدولي اتّساع نطاق النزاع خصوصا بعدما سجلت توترات عبر الحدود مع لبنان، أبرزها تبادل قصف بين إسرائيل وحزب الله.

وأعلنت إسرائيل الإثنين إجلاء سكان على طول حدودها الشمالية مع لبنان، بعد إغلاق المنطقة إثر تصاعد التوتر. وتطال هذه الخطوة آلاف الأشخاص الذين يعيشون في 28 بلدة وتجمّعاً سكنياً.

وحذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الاثنين من أن الوقت ينفد "لإيجاد حلول سياسية" قبل أن يصبح "اتّساع" نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس "حتميًا".

وغادرت الإثنين سفينة تحمل رعايا أميركيين من ميناء حيفا في إسرائيل نحو قبرص وفق ما أكد صحافيون في وكالة فرانس برس.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي