
كييف - أعلنت أوكرانيا الإثنين 18/09/2023 أنّ قواتها اخترقت خطوط الدفاع الروسية باستعادتها قريتين قرب مدينة باخموت المدمّرة في الجبهة الشرقية، في حين وصل رئيسها فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة حيث سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أن يلتقي نظيره الأميركي جو بايدن.
وتأتي هذه التطوّرات في حين تثير قضية عبور صادرات الحبوب الأوكرانية التي تفرض روسيا حظرا على شحنها عبر البحر الأسود توتراً بين بروكسل وكييف وجاراتها في الاتحاد الأوروبي.
وقالت أوكرانيا الإثنين إنها تقدّمت بشكوى قضائية أمام منظمة التجارة العالمية ضد كل من بولندا وسلوفاكيا والمجر بسبب حظر هذه الدول استيراد الحبوب الأوكرانية خلافاً لقرار المفوضية الأوروبية رفع هذا الحظر.
ميدانياً، كثفت القوات الأوكرانية التي باشرت في مطلع حزيران/يونيو هجومًا مضادًا لا يخلو من صعوبات على الخطوط الروسية المحصنة، عملياتها على مدى الأسبوعين الماضيين، واستعادت قرية روبوتيني في الجنوب، ثم قرية أندرييفكا في الشرق.
ويوم الأحد، استعادت قرية كليشتشييفكا المجاورة بعد أشهر من القتال.
وفي خضمّ هذا التقدّم، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الأوكراني الجنرال أولكسندر سيرسكي الاثنين أنه "تم اختراق خط دفاع العدو".
وأضاف سيرسكي أنّ القريتين الصغيرتين "كانتا عنصرا مهما في خط الدفاع الروسي" في محيط باخموت.
وأكد أن ثلاثة ألوية تابعة للجيش الروسي "دُمِّرت وفَقدت قدرتها على القتال بالكامل" في المعارك بالقرب من باخموت.
وأقرّ الجنرال بأنّ "الوضع العام في المنطقة الشرقية ما زال معقّدا" و"القتال العنيف مستمر بالقرب من باخموت".
وفي منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا) قال زيلينسكي إنّه "فخور" بـ"كل الأبطال على خط الجبهة".***
وكانت باخموت تضمّ 70 ألف نسمة قبل الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، واحتلتها القوات الروسية في أيار/مايو الماضي بعد إحدى أطول المعارك وأعنفها في هذه الحرب.
ضربات روسية
وتشن أوكرانيا هجوماً مضاداً منذ حزيران/يونيو لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا بعدما تسلّمت أسلحة غربية وعملت على تدريب مقاتلين جدد.
وعقّب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على منصة "إكس" بقوله "محاربونا، أبطالنا على الخطوط الأمامية. أنا فخور بكل واحد منهم. وأنا ممتن لكل لواء على ما يبديه من بأس!".
ودمرت الحرب هذه البلدات التي لم يكن عدد سكانها قبل الحرب يتجاوز بضع مئات.
واستمرت كذلك الهجمات بعيدًا عن الجبهة، وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 24 طائرة بدون طيار و17 صاروخًا في هجمات ليلية جديدة. وأضافت أن سلاح الجو الأوكراني أسقط منها 18 مسيّرة و17 صاروخًا.
من جانبه، قال الجيش الروسي في تقريره اليومي أنه قصف مواقع تخزين في أوكرانيا لصواريخ ستورم شادو وذخائر اليورانيوم المنضب، وهما نوعان من الأسلحة قدمتهما لها لندن.
وفي سياق هجمات صارت شبه يومية، أعلنت روسيا ليل الأحد الاثنين أنها أسقطت عدة طائرات مسيّرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها وفي أجواء منطقة موسكو، وفوق بيلغورود وفورونيج القريبتين من الحدود مع أوكرانيا.
من جانبها، قالت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك، معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا، إن غارة أوكرانية ألحقت أضرارا بمبنى البلدية. وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة كبيرة من الدخان تتصاعد من المبنى.
وفي روسيا نفسها، أعلنت الأجهزة الأمنية أنها ألقت القبض في منطقة عند الحدود مع أوكرانيا على عضوين في جماعة مسلحة موالية لأوكرانيا كانا "يعدان لأعمال تخريبية".
شكوى إلى منظمة التجارة العالمية
وأعلنت كييف الاثنين أنها تقدّمت بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي هي بولندا وسلوفاكيا والمجر لتمديدها حظراً تفرضه على واردات الحبوب الأوكرانية، رغم قرار بروكسل برفع القيود.
وقالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدنكو في بيان "من المهم للغاية لنا أن نثبت أنه لا يمكن لدول أعضاء حظر استيراد سلع أوكرانية بشكل منفرد" مضيفة "لذا تقدمنا بشكاوى ضدها".
لكنّ بولندا سارعت للتأكيد على أنها ستبقي على الحظر بعد الشكوى.
وقال الناطق باسم الحكومة بيوتر مولر عبر "بولسات نيوز" "نتمسك بموقفنا. نعتبر أنه صائب وهو نتاج تحليل اقتصادي وسلطات مستمدة من الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي.. لا تقلقنا الشكوى أمام منظمة التجارة العالمية".
وفي نهاية نيسان/ابريل، سمحت المفوضية الأوروبية لخمس دول أعضاء هي بولندا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا بمنع تسويق القمح والذرة وبذور اللفت وعباد الشمس من أوكرانيا على أراضيها بهدف حماية مزارعيها.
زيلينسكي ولولا
على الصعيد الدبلوماسي، أعلن زيلينسكي عبر منصّة "إكس" أنه وصل مساء الإثنين مع زوجته أولينا إلى الولايات المتحدة حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العام للأمم المتحدة قبل أن يتوجه إلى واشنطن لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي جو بايدن ومسؤولين أميركيين آخرين.
وفي نيويورك سيلتقي زيلينسكي خصوصاً نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وسيكون هذا أول لقاء بين الرجلين منذ ألغي في أيار/مايو لقاء كان مقررا بينهما على هامش مجموعة السبع في هيروشيما وعُزي سبب إلغائه رسميا إلى تضارب جدول المواعيد.
وخلافاً لقوى غربية كثيرة، لم تفرض البرازيل عقوبات مالية على روسيا ولم توافق على تزويد أوكرانيا ذخائر، وهي تحاول على غرار الصين وإندونيسيا لعب دور الوسيط.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الألمانية الاثنين أن برلين ستوفر لكييف حزمة مساعدات جديدة بغالبيتها عسكرية، تبلغ قيمتها 400 مليون يورو، على مشارف اجتماع لحلفاء أوكرانيا في ألمانيا.
وأوضحت الوزارة أن هذه المساعدات الجديدة تشمل خصوصا أنواعا مختلفة من الذخائر.
إلى ذلك التقى البابا فرنسيس الاثنين سفير روسيا الجديد لدى الكرسي الرسولي الذي أكد أنهما ناقشا جهود الحبر الأعظم لإرساء السلام في أوكرانيا.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الصيني وانغ يي روسيا من الاثنين حتى الخميس لإجراء محادثات تتمحور على "المسائل الأمنية".
وتأتي زيارة الوزير الصيني إلى روسيا في أعقاب زيارة قام بها الأسبوع الماضي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي أعرب عن "شكره الصادق" لفلاديمير بوتين الاثنين.
وخلال رحلة كيم في الشرق الأقصى الروسي التي انتهت الأحد قالت موسكو إنه لم يتم التوصل "إلى أي اتفاق"، لكن الزيارة سلطت الضوء على احتمال إقامة علاقات عسكرية بين البلدين.
وأحيت الزيارة كذلك المخاوف الغربية من أن تقوم بيونغ يانغ بتزويد موسكو الأسلحة والذخيرة التي تحتاجها في حربها في أوكرانيا.