واشنطن إكزامينر : «أيديولوجيا العلم».. دراسة تُحذر من عمليات التحول الجنسي

2023-09-19

شخص يرتدي يضع على يده علم المثليين (بيكسيلز)
نشر موقع «واشنطن إكزامينر» مقالًا للكاتبة كايلي وايت، ذكرت أنَّه غالبًا ما يدافع ناشطو الحرية الجنسية عن التحول الجسدي للأطفال المرتبكين حول جنسهم (gender-confused) بالاستناد إلى البحوث العلمية، والتي يُفترض أنها تدعم فعالية العلاجات التجريبية وسلامتها. لكنَّ نظرة فاحصة إلى هذه البحوث تثبت العكس تمامًا، وأخيرًا أقرَّ عدد من الخبراء بذلك.

دراسة جديدة
وأوضحت الكاتبة أن تقريرًا جديدًا متعمقًا صدر عن المجلة الطبية البريطانية كشف عن مدى هشاشة الأدلة العلمية الكامنة وراء علاجات تغيير الجنس.

وورد في التقرير أن: «جمعية الغدد الصماء أصدرت مراجعتين منهجيتين لمبدئها الإرشادي للممارسة السريرية، علاج الغدد الصماء للأشخاص الذين يعانون من اضطراب جنساني: إحداهما عن آثار المنشطات الجنسية في الدهون وأداء القلب والأوعية الدموية، والأخرى عن آثارها في صحة العظام. وفي سبيل تأكيد جودة الأدلة التي تدعم إرشاداتها المختلفة، استخدمت الجمعية نظام GRADE (تصنيف التوصيات وتقييمها وتطويرها) وحكمت على جودة الأدلة لجميع التوصيات المتعلقة بالمراهقين بأنها (منخفضة) أو (منخفضة جدًّا)».

يمضي التقرير في الاستشهاد بالعديد من المراجعات الممنهجة لتوصيات تغيير الجنس الصادرة عن الجمعية المهنية العالمية لصحة المتحولين جنسيًّا (WPATH). ويقول: «وجدت إحدى المراجعات الممنهجة أن قوة الأدلة على الاستنتاجات القائلة بأن العلاج الهرموني «قد يحسن» نوعية الحياة والاكتئاب والقلق بين المتحولين جنسيًّا «منخفضة»، وشددت على الحاجة إلى مزيد من البحث، خاصة بين المراهقين. استنتج المراجعون أيضًا أنه «من المستحيل استخلاص استنتاجات حول تأثيرات العلاج بالهرمونات» في الموت بالانتحار».

تستدرك الكاتبة بأنَّه على الرغم من ذلك يوصي الفريق العامل المعني بالصحة والسلامة المهنية (WPATH) بأن يتمكن الشباب من الوصول إلى العلاجات بعد التقييم الشامل، مشيرًا إلى أن «قاعدة الأدلة تشير إلى تحسن عام في حياة المراهقين المتحولين جنسيًّا».
كما اعترف الفريق بأن الأدلة الداعمة للتحول الطبي محدودة جدًّا لدرجة أن «المراجعة الممنهجة لنتائج العلاج لدى المراهقين غير ممكنة»، وفقًا لمعهد البحوث الطبية البريطانية. ومع ذلك، فإن إرشاداته العامة لا تقدم أي إشارة إلى عدم اليقين هذا. في الواقع، قد يستنتج المرء من قراءة التصريحات العامة للفريق حول هذه المسألة بأن التحول الكيميائي والفيزيائي هو دائمًا الحل الصحيح للمريض، وأنه لا يؤدي أبدًا إلى عواقب غير مرغوب فيها أو غير متوقعة.

يقول التقرير: «عند تقديم العلاج الطبي الذي يؤكد نوع الجنس من خلال تقييم معياري متعدد التخصصات وعملية العلاج، والموافقة المستنيرة الشاملة، والرصد المستمر والدعم النفسي والاجتماعي، لوحظ انخفاض شديد في معدل الندم على العلاج الطبي الذي يؤكد نوع الجنس الذي بدأ في مرحلة المراهقة، ومن المحتمل أن تكون فوائد العلاج في مرحلة المراهقة أكبر منها في مرحلة البلوغ. ومن ثم، فإن الأضرار المرتبطة بعرقلة الوصول إلى العلاج المطلوب والمشار إليه بالنسبة للأغلبية أو تأخيره، يبدو أكبر من مخاطر الندم».

لكن الفوائد المفترضة التي يشير إليها المشروع لا تنعكس في البيانات العلمية. تضيف الكاتبة أنَّه في الواقع كان لا بد من مراجعة إحدى الدراسات الوحيدة التي تدعي إظهار وجود صلة بين تحسن الصحة العقلية، وتحديد الجنس علنًا لتوضيح عدم وجود مثل هذا الارتباط. وقد وجدت كل دراسة حاسمة أخرى حول هذا الموضوع أن الأدلة التي تدعم «علاج تأكيد النوع» في أحسن الأحوال غير حاسمة.

أيديولوجيا العلم
وتقتبس الكاتبة عن تقرير المجلة الطبية البريطانية: «المنظمة الدولية «كوكرين» التي بنت سمعتها على تقديم مراجعات مستقلة، لم تنشر مراجعة ممنهجة للعلاجات الجنسية لدى القاصرين. لكن المجلة الطبية البريطانية علمت أنه في عام 2020 قبلت كوكرين اقتراحًا لمراجعة عقاقير منع البلوغ، وأنها عملت مع فريق من الباحثين حتى عام 2021 في تطوير بروتوكول، لكنها رفضته في النهاية بعد مراجعة علمية. وقال متحدث باسم كوكرين للمجلة الطبية البريطانية إنه يتعين على محرريها النظر فيما إذا كانت المراجعة «ستضيف قيمة إلى قاعدة الأدلة الحالية»، مما يسلط الضوء على عمل المعهد الوطني البريطاني للتميز في الرعاية الصحية، والذي نظر في عقاقير منع البلوغ والهرمونات للمراهقين في عام 2021. «وجدت هذه المراجعة أن الأدلة غير حاسمة، ولم تُنشر أي دراسات أولية مهمة منذ ذلك الحين»».

وبالمثل وجدت مراجعة من وكالة فلوريدا لإدارة الرعاية الصحية حول النتائج «المهمة للمرضى» الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية، بما في ذلك الصحة العقلية، ونوعية الحياة، والمضاعفات، أن مجموعة الأدلة من 61 مراجعة منهجية تصفحوها كانت «غير كافية» لدعم عقاقير منع البلوغ، أو الهرمونات الجنسية، أو العمليات الجراحية لدى الشباب.
وقد اعترف روبرت جاروفالو، رئيس قسم طب المراهقين في مستشفى لوري للأطفال في شيكاجو، أن العلماء الذين يدعمون علاج تأكيد الجنس (gender-affirming care) يلجأون إلى التخمين. وقال العام الماضي: «إنه مجال تُجمع فيه قاعدة الأدلة الآن. إنه متأخر حقًّا عن الممارسة السريرية، على ما أعتقد، من بعض النواحي».

يوجد أدلة كثيرة على أن تطبيق الإجراءات العلاجية على الأطفال المرتبكين جنسيًّا يجعل الأمور أسوأ بكثير. على سبيل المثال، أقرت جمعية الغدد الصماء بأن العلاج الكيميائي، على وجه الخصوص، يعطي «قيمة عالية لتجنب نتيجة غير مرضية عندما تصبح الخصائص الجنسية الثانوية واضحة ولا رجعة فيها، وقيمة أعلى للرفاهية النفسية، وقيمة أقل لتجنب الضرر المحتمل».

وتختتم الكاتبة بالقول: لكي نكون واضحين لا يهتم الناشطون الجندريون حقًّا بما إذا كان العلم يدعم أجندتهم أم لا. لكنه يعطيهم حقًّا في المطالبة بالسلطة بشأن هذه القضية، وقد استخدموها بقوة في السنوات الأخيرة لإقناع كل مؤسساتنا القوية، من مؤسسة التعليم إلى قطاع الرعاية الصحية إلى البيت الأبيض، بقبول الأيديولوجيا الجندرية حقيقةً. إن دحض مزاعمهم العلمية الزائفة يقربنا خطوة واحدة من كسر هذه القبضة الأيديولوجية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي