مقرصن "فوتبول ليكس" ينتظر الحكم النهائي

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-11

البرتغالي روي بينتو مؤلف تسريبات "فوتبول ليكس" في 5 آذار/مارس 2019 في محكمة بودابست بالمجر (ا ف ب)

يترقب الناشط البرتغالي روي بينتو المرتبط بتسريبات "فوتبول ليكس" التي كشفت عن فساد مزعوم في عالم كرة القدم وأدت الى فتح اجراءات قضائية عدة والملاحق في بلاده بقضايا ابتزاز، حكم المحكمة الذي سيصدر بحقه الاثنين في لشبونة.

بينتو، المتهم والشاهد المحمي في النظام القضائي في بلاده، قام بفضح الكثير من العاملين في الكرة العالمية، لكنه اعترف أمام القضاء بارتكاب عمليات اختراق الكترونية غير قانونية للحصول على ملايين الوثائق التي بدأ عملية نشرها مباشرة على الإنترنت نهاية عام 2015.

وقد سلطت هذه المعلومات الغنية، التي نُقلت إلى مجموعة من وسائل الإعلام الاستقصائية الأوروبية، الضوء على ممارسات مشكوك فيها تتعلق باللاعبين النجوم والأندية والوكلاء، والتي ادّت في ما بعد الى تحقيقات قضائية وتعديلات ضريبية في العديد من البلدان. 

وقام بينتو بنشر رواتب بعض النجوم الكبار على غرار الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار إلى اتهام البرتغالي كريستيانو رونالدو بالاغتصاب، كلها مواضيع جوبهت بالنفي، بما في ذلك استراتيجيات التحايل على اللعب المالي النظيف في مانشستر سيتي الانكليزي أو التسجيل العرقي في باريس سان جرمان الفرنسي. وادّت هذه التسريبات الى اهتزاز عالم كرة القدم بشدّة.

وقال بينتو في افتتاح محاكمته في أيلول/سبتمبر 2020 "لقد شعرت بالغضب مما اكتشفته وقرّرت نشره على الملأ"، مضيفاً أن "فوتبول ليكس" كانت "مدعاة للفخر وليس العار".

تهم جديدة

وبات بينتو، مسؤولا عن 89 عملاً من أعمال القرصنة الحاسوبية، والتي تتراوح بين انتهاكات المراسلات وسرقة البيانات المرتكبة ضد نادي سبورتنغ البرتغالي، صندوق "دواين سبورتس" الاستثماري، الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، مكتب محاماة كبير وحتى قضاة مكتب المدعي العام البرتغالي.

وهو يُحاكم أيضًا بتهمة محاولة الابتزاز، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين سنتين وعشر سنوات. وبحسب الادعاء، أراد البرتغالي ابتزاز رئيس صندوق دواين، مواطنه نيليو لوكاس، من خلال المطالبة بمبلغ يتراوح بين 500 ألف ومليون يورو للتوقف عن نشر وثائق بحقه.

وتقدّم الصندوق الاستثماري الذي يقع مقرّه في مالطا وتسيطر عليه عائلة من الأوليغارشيين الكازاخستانيين الأتراك، بشكوى الى الشرطة البرتغالية بحق بينتو، وهو في الأصل من منطقة بورتو (شمال).

ويعود سبب التأجيل الأخير لموعد الحكم إلى أن الشاب الثلاثيني كان سيستفيد من العفو الذي منحته الحكومة البرتغالية بمناسبة زيارة البابا الفرنسيس للمشاركة في الأيام العالمية للشباب في لشبونة في بداية آب/أغسطس.

الا انّ القرار المتوقع الاثنين لن ينهي مشاكله مع العدالة البرتغالية، حيث أعد الادعاء أخيرًا لائحة اتهام جديدة تتهمه بارتكاب 377 جريمة اختراق جديدة، يُزعم أنه ارتكبها بين عامي 2016 و2019 ضد حوالى 70 شخصا أو شركة أو مؤسسة.

وكان بينتو (31 عامًا) قد أوقف في المجر وسُلِّم إلى البرتغال قبل أكثر من سنة. 

وادت تسريبات "فوتبول ليكس" الى فتح اجراءات قضائية في فرنسا، اسبانيا، بلجيكا وسويسرا، ولا تزال حتى اليوم مصدر التسريب الاهم لكواليس كرة القدم.

واستناداً للمعلومات التي حصلت عليها تلك الدول، أطلق القضاء حملة واسعة ضد ابرز الاندية في البرتغال ووكيل اللاعبين الخارق جورج منديش، مع عشرات عمليات التفتيش والاتهامات بسبب الاشتباه في تهرب ضريبي في موعد انتقالات اللاعبين.

غباء كبير

وكانت تسريبات "فوتبول ليكس" قد كشفت عن نظام التهرب الضريبي المتبع في عالم كرة القدم، وخصوصا في قضية رونالدو عندما كان يدافع عن ألوان نادي ريال مدريد الاسباني.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018، أشارت تسريبات إلى فضائح طالت فريقي باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانكليزي بشأن مخالفتهما قوانين اللعب المالي النظيف بغطاء من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو حيث حامت الشكوك حول وجود "صداقة مريبة" تجمع بينه والمدعي العام لمنطقة هو-فاليه السويسرية رينالدو أرنولد.

وفي شباط/فبراير 2020، أقصى الاتحاد الاوروبي لكرة القدم مانشستر سيتي عن المشاركة في مسابقاته القارية لمدة موسمين وغرّمه بثلاثين ملايين يورو "بسبب مخالفات جدية لقواعد اللعب المالي النظيف"، بعد تحقيق أجراه اثر تسريبات "فوتبول ليكس". واستأنف حامل لقب الدوري الانكليزي قرار ايقافه أمام محكمة التحكيم الرياضي.

كما ادعى بينتو سابقًا انه وراء "لواندا ليكس"، وهو تسريب لنحو 715 ألف وثيقة تورط المليارديرة الانغولية ايزابيل دوس سانتوس، نجلة الرئيس السابق جوزيه ادواردو دوس سانتوس.

كما أعرب عن أسفه لسلوكه تجاه صندوق دواين ورئيسه، ووصفه بـ "الغباء الكبير" وأكد أنه لم يكن ينوي أبدًا الاستمرار في ابتزازه. 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي