لوفيغارو: في نيودلهي.. روسيا معزولة داخل نادي مجموعة العشرين المُنقسم  

2023-09-09

 

لوفيغارو: في نيودلهي.. روسيا معزولة داخل نادي مجموعة العشرين المُنقسم (أ ف ب)تحت عنوان: في نيودلهي.. روسيا معزولة داخل نادي مجموعة العشرين المُنقسم، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين هما أكبر الغائبين عن قمة مجموعة العشرين المُنعقدة نهاية هذا الأسبوع في نيودلهي.

فسيد الكرملين، يواجه مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية منذ شهر مارس/آذار، تقيد سفره إلى الخارج حتى وإن كانت الهند من الدول الموقعة على اتفاقيات المحكمة الجنائية الدولية وتلتزم بقدر معين من الحياد في الصراع الروسي الأوكراني. ولن يجني فلاديمير بوتين أي شيء من المواجهة مع أغلبية زعماء مجموعة العشرين.

أما غياب رئيس القوة الاقتصادية الثانية في العالم فلم يتم تبريره رسمياً […] ومع ذلك، التقى شي ومودي قبل أسبوعين في قمة البريكس في جوهانسبرغ. وفي ازدراء لنظام عالمي يعتبر غربيا بامتياز، يستقبل شي في بكين اعتبارا من يوم الجمعة رئيس دولة منبوذة، رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو. وسيكون الزعيم الصيني ممثلاً في نيودلهي برئيس وزرائه لي، وبوتين برئيس دبلوماسيته المخضرم لافروف.

الواقع الجيوسياسي

وتابعت “لوموند” القول إن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، يجمع نادياً من القوى العظمى المنقسمة بسبب عدة خطوط صدع، بين الشمال والجنوب أو الشرق والغرب، والذي يأمل في “منع التشرذم”، كما يؤكد دبلوماسي هندي. وتركز البلدان الـ19 بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي الممثلة في نيودلهي على %85 من الثروة المنتجة في العالم وثلثي سكانه.

والشعار العالمي الملصق على اللوحات العملاقة في شوارع العاصمة الهندية، “أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد”، يتعارض مع الواقع الجيوسياسي. وتنقل “لوموند“ عن دبلوماسي في نيودلهي قوله: “الهند هي واحدة من الدول الوحيدة التي تتمتع بالمرونة اللازمة لجمع الشركاء معًا بشأن أجندة المناخ أو القضايا السياسية الأكثر صعوبة مثل أوكرانيا”.

 وفي القمة الأخيرة لمجموعة البريكس، التي تضم 7 أعضاء في مجموعة العشرين، سعت الهند “جاهدة لضمان ألا تصبح مجموعة البريكس منصة مناهضة للغرب”، كما يضيف أحدهم أن أوكرانيا تشكل محور اهتمام أعضاء مجموعة العشرين الذين يتفاوضون على البيان الختامي، كما حدث في قمة بالي في العام الماضي.

ومن المتوقع أن يدين الإعلان، الذي تم تبنيه بالإجماع، بشدة العدوان الروسي. وقلل وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار من تهديدات نظيره الروسي لافروف برفض البيان الختامي إذا لم يعكس موقف موسكو بشأن أوكرانيا. يتذكر أحد الدبلوماسيين الهنود أنه إذا كانت الهند قد زادت منذ بداية الغزو مشترياتها من النفط الروسي أكثر من عشرة أضعاف، وباعته بسعر مخفض، فقد طلب مودي من بوتين وقف الحرب.

وتشكل قضية المناخ، في الوقت الذي يشعر فيه أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بالقلق إزاء “انهيار المناخ” في العمل، موضوعا آخر للتوتر بالنسبة لمجموعة العشرين. وفي حين خطط إيمانويل ماكرون لتبادل وجهات النظر الثنائية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإن “المملكة العربية السعودية تقوم بحملة قوية للغاية للقول إن الوقود الأحفوري له مستقبل في التحول الأخضر”. ويمكن للرياض الاعتماد على موسكو وبكين للحد من طموحاتها فيما يتعلق بانبعاثات الغازات الدفيئة.

بعد مرور خمسة عشر عاماً على الاجتماع الأول لمجموعة العشرين الذي انعقد على مستوى رؤساء الدول، بقيادة نيكولا ساركوزي وغوردون براون وباراك أوباما لمواجهة الأزمة المالية، في واشنطن عام 2008 ثم في لندن عام 2009، “يبدو التناقض واضحاً وملفتا للنظر”، كما يقول سيباستيان جان، المتخصص في الاقتصاد الدولي في المعهد الوطني للفنون والحرف (Cnam). وتغلبت مجموعة العشرين على خلافاتها لترسل رسالة قوية لدعم الميزانية في مواجهة الأزمة ورفض الحمائية.

على مر السنين – تتابع “لوموند”- أصبحت أجندة اجتماعات مجموعة العشرين، التي تُعقد على مدار العام على المستوى الوزاري قبل انعقاد القمة السنوية، مثقلة بالأعباء، حيث تتناول قضايا التنوع البيولوجي والأمن الغذائي وإصلاح المؤسسات المالية، ودعم الدول الفقيرة. ويضيف سيباستيان جان: “إن خصوصية مجموعة العشرين تتمثل في اجتماع بين القادة مع إمكانية إجراء مناقشة حقيقية لا توفرها الأمم المتحدة. وفي الماضي، أعطت مجموعة العشرين زخماً حاسماً لمكافحة الملاذات الضريبية أو فرض الضرائب على الشركات المتعددة الجنسيات، وهي القضايا التي يستغرق تنفيذها وقتاً طويلاً ومعقداً بشكل خاص”.

حتى موضوع مثل الذكاء الاصطناعي لا يحظى بالإجماع. فالتوتر الصيني الأمريكي بشأن التكنولوجيات الجديدة “يقيد المناقشات” ويحد من التقدم على مستوى التنظيم. في المقابل، اتفق أعضاء مجموعة العشرين، في رغبتهم في أن يكونوا أكثر “شمولية”، على الترحيب بالاتحاد الأفريقي حول طاولتهم، على غرار الاتحاد الأوروبي. تم التخطيط للإعلان في البيان الختامي الذي تم التفاوض عليه. وتحذر باريس من أن روسيا ستقرر أخذ البيان الصحافي كرهينة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي