ناشطون بيئيون مراهقون في روسيا يكافحون من أجل المستقبل رغم الأخطار

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-05

صورة مؤرخة في 22 آب/أغسطس 2023 لناشطين بيئيين روس في ضاحية مدينة بينزا (ا ف ب)

يحمل إيغور تشاستوخين، وهو ناشط بيئي يبلغ 18 عاما، قارورة إلى مجرى تصريف مصنع يتدفق منه ماء دافئ ونتن قرب مدينة بينزا التاريخية في غرب روسيا لإجراء تحليلات عليها وتوعية السكان بأخطار استخدامها.

ويعلّق مازحا بعد استنشاق العينة التي أخذها "رائحتها مثل شاي الأعشاب"، فيما كانت زوجته سونيا تدوّن ملاحظات حول لون المياه الصفراء ورائحتها، بينما يشاهدهما ناشطان مراهقان آخران هما أليكسي زيتكين وياكوف ديميدوف.

مصدر المياه هو مصنع ورق قريب غُرّم سابقاً لانبعاثاته الملوّثة، أما وجهتها، فهي أحد روافد نهر سورا الواقع على مسافة نحو 600 كيلومتر من العاصمة الروسية موسكو.

تُجري المجموعة اختبارا في الموقع على السائل، أظهرت نتيجته مستويات زائدة من الكلور والحديد ومواد عضوية.

ويروي إيغور لوكالة فرانس برس "على الأشخاص الذين يشربون هذه المياه ويصطادون ويستحمون فيها أن يفهموا حجم الخطر" الذي تمثّله عليهم.

لكن احتمالات حدوث ذلك ضئيلة.

فالمجموعات البيئية غير المرتبطة بالحكومة في روسيا، مثل مجموعة إيغور، تواجه ضغوطا من السلطات منذ فترة طويلة.

ومنذ الحملة القمعية ضد المعارضة التي بدأت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبح مستقبل هذه المجموعات موضع شك.

فقد حظرت روسيا عمل منظمة غرينبيس والصندوق العالمي لحماية الطبيعة ووصفتهما وعشرات المنظمات الأخرى المرتبطة بالغرب بأنهما "غير مرغوب فيهما".

وتقول كسينيا فاخروشيفا، المنسقة المنفية لمنظمة "بيلونا" غير الربحية المعنية بالمناخ، لوكالة فرانس برس، إنه لم تعد هناك أي منظمات بيئية روسية قوية بما يكفي لإحداث "تغيير منهجي".

"تهديد للدولة"

ويقع ما تبقى من الحراك البيئي في روسيا على عاتق ناشطين يواجهون نقصا في الموارد مثل إيغور، وما زالوا يحاولون رفع مستوى الوعي رغم الأخطار.

ويوضح إيغور "ما نفعله قانوني وغير مؤذ. لكنهم قد يربطونه غداً بالتطرف أو الإرهاب. عملية نقل المعلومات قد تصبح تهديدا مزعوما للدولة".

وفجأة، يصل إلى المكان مصور وملحقة صحافية أرسلهما المصنع ويبدآن التصوير، ثم يظهر حارس أمني، وهي خطوة تليها أحيانا زيارة للشرطة. وعلى مسافة أمتار قليلة، يواصل عدد من الرجال الصيد بهدوء في المياه الملوثة.

وتُجري المجموعة بشكل منتظم اختبارات على عينات من الأنهار ومكبات النفايات، وتُبلغ المدّعين المحليين أو وكالة حماية البيئة عن الانتهاكات بالتعاون مع ناشط أكثر خبرة ولديه خلفية قانونية.

وهي تنجح في بعض الأحيان.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أجرى إيغور وصديقه أليكسي الذي كان حينها تلميذا في المدرسة الثانوية، اختبارا للمياه التي يصرفها مصنع الورق.

انتصارات صغيرة

وأرسل أليكسي النتائج إلى السلطات التي غرّمت مدير المصنع بحوالى خمسة آلاف دولار بعد التأكد من تسببه بتلوث كبير.

ويدير المصنع سياسي محلي من حزب روسيا الموحدة للرئيس فلاديمير بوتين، ويقول إنه استثمر منذ ذلك الحين في تحديث معداته.

وفي الفترة التي تلت التحقيق، اتُّهم أليكسي الذي كان وقتها عضوا في مجموعة بيئية مؤيدة للحكومة، بإجراء عملية التفتيش من دون موافقة رؤسائه وطُرد منها.

وفي شباط/فبراير من العام الماضي، أسّس منظمته الخاصة "إيكو-ستارت"، ويقوم مع إيغور بالحملات معاً.

وبعد المصنع، زار ناشطون وصحافيون من وكالة فرانس برس مكباً للنفايات خارج بينزا في الهواء الطلق، هو عبارة عن خليط من الخضر المتعفنة والبطاريات والمخلفات الطبية، تنبعث منه أبخرة سامة.

ويوضح أليكسي "أصحاب المكبّ هم من كبار المسؤولين في المنطقة. هم يوفرون المال من خلال عدم فرز النفايات وعدم احترام قواعد التخزين".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي