يواجه صعوبة بتبرير المعايير المزدوجة.. لوفيغارو: ماكرون العالق في الفخ الإفريقي

2023-08-31

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب)قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في افتتاحية عددها الصادر، الخميس31أغسطس2023، إنه بحكم التعريف، فكل الانقلابات متشابهة. فالجنود الذين من المفترض أن يطيعوا السلطات المدنية يخرجون من ثكناتهم للاستيلاء على السلطة واعتقال القادة السياسيين.

وتقول الصحيفة إنه “هذه ليست أخلاقاً، وتثير ازدراء الديمقراطيات”. وهو ما شدد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل يومين فيما يتعلق بالنيجر، التي سقطت في أيدي المجلس العسكري يوم 26 يوليو/ تموز الماضي.

وقال ماكرون في خطابه أمام دبلوماسيين فرنسيين: “يجب أن نكون واضحين ومتّسقين. نحن لا نعترف بالانقلابيين، بل ندعم رئيسا لم يستقل، وسنظل ملتزمين إلى جانبه”. وهو موقف مبدئي يواجه مشكلة “وباء” الانقلابات في أفريقيا، كما أشار الرئيس الفرنسي.

فمَن كان يشك في أن الرئيس الغابوني علي بونغو سوف سيُطاح به بدوره يوم الأربعاء من قبل قائد حرسه الرئاسي، بمجرد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في السادس والعشرين من أغسطس/ آب الجاري؟  تتساءل “لوفيغارو”، مشيرة إلى أنه يشتبه في تزوير عملية الاقتراع، مثل الانتخابات السابقة عام 2016، والذي شهد أيضا فوز إعادة انتخاب وريث عمر بونغو.

في ذلك الوقت، وعلى الرغم من وجود بعثة مراقبة أوروبية في الغابون، أقرت باريس بالنتائج. وبعد أن أضاف إشارة دعم بزيارته في مارس/ آذار الماضي، يجد الرئيس الفرنسي نفسه محرجاً للغاية. فهو “يدين الانقلاب الحالي”، ولكن يجب أن يظل أكثر رصانة تجاه وريث السلالة الفاسدة في الغابون مقارنة بالرئيس النيجري محمد بازوم، الذي يدفع ثمن سياسته المناهضة للفساد والمؤيدة للغرب، كما تقول ”لوفيغارو”.

واعتبرت الصحيفة أنه من الصعب تحقيق التكافؤ بين الاثنين. فقد تمكنت عائلة بونغو على مدى ستة وخمسين عاما من إدارة بلد غني بالنفط والمانغنيز والغابات الاستوائية، كملكية شخصية لها، وما يزال ثلث سكان البلد يعانون من الفقر. والفرحة التي عبّرت عنها شوارع ليبرفيل أمس الأربعاء، لم ترافقها هستيريا مناهضة لفرنسا كما حدث في نيامي.

وتظل الحقيقة أن القوة الاستعمارية السابقة ستجد صعوبة في تبرير المعايير المزدوجة في التعامل مع هذين الانقلابين المختلفين. ويرى إيمانويل ماكرون، العالق في الفخ الأفريقي، أن تهديداته بشأن النيجر يتم تحييدها من خلال وهم التدخل ضد جنرالات الغابون، حتى لو استسلموا لإغراء الدكتاتورية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي