"جائزة الكتاب الأميركي" للشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة

2023-08-25

تتراكم في قصيدة الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة (1992)، التي يكتبها بالإنكليزية والعربية أيضاً، طبقات من غزّة، بعيداً عن الصورة الواحدة عن العدوان والحصار التي تتصدّر الشاشات، إذ تحضر ذاكرة طفل يلهو بالقرب من البحر، وحكايا العائلة التي هُجّرت قسراً من يافا عام 1948، ومشاهد القصف الوحشي للاحتلال الإسرائيلي التي نجا منه أكثر من مرّة.

مشاهد وصياغات تضمّنتها مجموعته "أشياء قد تجدها مخبّأةً في أُذني" ("دار سيتي لايتس" الأميركية/ 2022) التي استحّقّت إحدى "جوائز الكتاب الأميركي" في دورتها الرابعة والأربعين، والتي تمنحها "مؤسَّسة ما قبل كولومبوس" في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية.

الجوائز التي تأسّست من أجل تقدير التجارب التي تعبّر عن تنوّع المجتمع الأدبي في الولايات المتحدة، يُقام حفل تكريم الفائزين بها عند الثانية من بعد ظهر الأحد، الأوّل من تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل، في "قاعة كوريت" بمكتبة مدينة سان فرانسيسكو.

ومنذ إطلاقها عام 1978 وتقديمها لأوّل مرّة بعد عاميْن، نال الجائزةَ العديد من الكتّاب المكرّسين والمعروفين إلى جانب مؤلِّفين عن أعمالهم الأُولى، حيث حازها هذا العام كلّ من الروائية أيانا لويد بانو من ترينيداد وتوباغو، والمقيمة في لندن، والكاتب إدغار غوميز، مولود في فلوريدا وله جذور من نيكاراغوا وبورتوريكو، وأستاذة التاريخ والدراسات الأميركية الأفريقية والباحثة الأميركية من أصل مكسيكي، كيلي ليتل هيرنانديز، والشاعر الأميركي إيفريت أوغلاند.

وفازت بها أيضاً أستاذة التاريخ والباحثة الأميركية آن ف. هايد، والروائي الأميركي من أصل أفغاني جميل جان كوشاي، والكاتب الأميركي إيدان ليفي، والقاص الأميركي من أصل مكسيكي بويان لويس، والشاعرة الأميركية من أصل أفريقي ليلى موتلي، والروائي والباحث الأميركي من أصل أفريقي داريل بينكني، والشاعرة الأميركية المصرية شيري شنودة، والشاعر الأميركي السلفادوري خافيير زامورا، إلى جانب الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة.

من جهة أُخرى، عادت "جائزة الإنجاز مدى الحياة" إلى الشاعرة وكاتبة المذكّرات الأميركية، من أصل صيني، ماكسين هونج كينغستون، و"جائزة مناهضة الرقابة" إلى الكاتبة والباحثة الأميركية نيتا سي كروفورد، و"جائزة والتر وليليان لوينفيلز للنقد" إلى الناشطة والكاتبة الأميركية من أصل أفريقي بيل هوكس.

ونشر موقع "مؤسّسة ما قبل كولمبوس" الإلكتروني بيان "دار سيتي لايتس" الذي يلفت إلى أنّ أبو توهة يكتب عن حياته تحت الحصار في غزّة، أوّلاً كطفل، ثم كأب شاب نجا من أربع هجمات عسكرية وحشية للاحتلال الإسرائيلي، وهو يشهد على دورة طاحنة من الدمار والاعتداء. ورغم ذلك، فإنّ شعره مستوحى من إنسانية عميقة.

ويوضّح البيان ذاته بأن "قصائده "تنبثق مباشرة من تجربة النشأة والعيش في عزلة مستمرّة، غالباً ما تتعرّض لاعتداء مباشر مثل غزّة نفسها، فهي مليئة بالأنقاض والخطر الدائم المتمثّل في طائرات الاستطلاع بدون طيار التي تراقب الناس غير المرحَّب بهم في أرضهم، كما أنّها (قصائده) مليئة برائحة الشاي والورود المزهرة وإطلالة البحر عند غروب الشمس. يولد الأطفال؛ وتواصل العائلات تقاليدها، ويلتحق الطلّاب بالجامعة، وتنهض المكتبات من تحت الأنقاض بينما يواصل الفلسطينيون حياتهم، ويخلقون الجمال ويجدون طرقاً جديدة للبقاء على قيد الحياة".

كما نشر الموقع ما كتبته الشاعرة والروائية الفلسطينية الأميركية نعومي شهاب ناي على غلاف "أشياء قد تجدها مخبَّأة في أُذني" الخلفي: "قصائد مصعب تُحطّم قلبي وتوقظه في الوقت نفسه. أشعر أنّني كنت أنتظر عمله طوال حياتي"، بينما أشارت الشاعرة الأميركية ماري كار إلى أنه "على الرغم من أنه تم تشكيله (الديوان) في المشهد القاتم لغزّة، إلّا أنه يستحضر إشراقاً يردّد أصداء الشاعرَين البولندي تشيسلاف ميلوش والهندي كابير. هذه القصائد مثل الزهور التي تنمو من حفر القنابل، ومصعب أبو توهة موهبةٌ مدهشة للاحتفاء بها".

وكذلك، ما كتبه الشاعر الإيراني الأميركي كافيه أكبر بأنّ "أشياء قد تجدها مخبَّأة في أُذني" لمصعب أبو توهة "تصل بوضوح، وهي صوت منعش وسط بحر من الوعي الذاتي. ليس من الرائع أن نقول شيئاً معقَّداً بأسلوب دقيق، ولكن هنا شاعر يقول ذلك بوضوح: 'في غزة، لا يمكن لبعضنا أن يموت تماماً'، ثم يقول 'هكذا نجونا'. إنه أمر رائع. هذا شعر من الدرجة الأُولى".

يُذكر أن مصعب أبو توهة شاعر وكاتب فلسطيني من مواليد غزّة، يكتب باللّغتين العربية والإنكليزية. أسّس عام 2017 "مكتبة إدوارد سعيد العامّة" في غزّة. نشر قصائده في مجلّات شعرية متخصّصة، وكان شاعراً زائراً في قسم الأدب المقارن بـ"جامعة هارفارد" الأميركية بين عامَيْ 2019 و2020، كما نال جائزة "فئة الإبداع" ضمن "جوائز كتّاب فلسطين" في لندن عام 2022، كما حلّ في القائمة النهائية لـ"جوائز حلقة نقّاد الكتب" الأميركيين في شباط/ فبراير الماضي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي