بسبب الطقس: عمال هونغ كونغ عرضة للإنهاك الحراري...والشركات لا تلتزم الإرشادات

ا ف ب - الأمة برس
2023-08-24

صورة مؤرخة في 1 آب/أغسطس 2023 لرجل مسن يعمل تحت الشمس الحارقة في هونغ كونغ (ا ف ب)

مرتديا بدلة واقية تغطي جسمه بالكامل، لا يمكن واه، وهو عامل مسنّ في مجال مكافحة الآفات، أن يستمر لأكثر من 15 دقيقة في رش المبيدات الحشرية في أحد شوارع هونغ كونغ قبل أن يصبح حر الصيف شديدا.

وقال واه (63 عاما) الذي لم يرغب في إعطاء اسمه الكامل "كلما طالت مدة عملك، شعرت كأنها تمطر داخل (البدلة)... الأمر يشبه جلوسك في الساونا".

نزع ملابسه المبللة بالعرق في صباح يوم حار من شهر آب/أغسطس، مع بلوغ درجات الحرارة 32,2 مئوية والرطوبة 87 في المئة.

في الشهر السابق، شهدت هونغ كونغ ثالث أشهر تموز/يوليو الأكثر حراً على الإطلاق، مع بلوغ درجة الحرارة القصوى اليومية 36,1 مئوية.

وأخيرا، نصحت الحكومة أرباب العمل بالسماح للعمال بأخذ فترات راحة أطول في الأيام الحارة، لكن الشركات تقول إن المبادئ التوجيهية لا تأخذ في الاعتبار حاجات بيئات العمل المختلفة.

من جهتهم، يقول ناشطون إنه من دون قواعد صارمة، سيكون آلاف العمال في هونغ كونغ عرضة لأمراض مرتبطة بالحر.

وقالت المتخصصة في علوم الاجتماع فيش تسوي من كاريتاس هونغ كونغ "حطمت درجات الحرارة عام 2022 العديد من الأرقام القياسية، لذلك شعرنا بأن هناك حاجة إلى دعم إضافي".

وهي جزء من فريق بحثي يقيس درجات حرارة أجسام الأشخاص الذين يكدحون تحت أشعة الشمس الحارقة خصوصا كبار السن مثل واه وطاقمه المؤلف من ستة أفراد.

وقالت تسوي إنه في تموز/يوليو الماضي، قدّم 20 عاملا في شركة لمكافحة الحشرات استقالتهم بسبب ظروف العمل الصعبة، فيما نقل 10 إلى المستشفى بسبب إصابتهم بضربة شمس.

- "عملية بطيئة" -

تسجّل درجات الحرارة في كل أنحاء العالم مستويات غير مسبوقة، مع موجات حر أكثر تواترا ينسبها العلماء جزئيا إلى تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.

وأدخلت هونغ كونغ، وهي مدينة تعرف بمستويات الرطوبة المرتفعة للغاية، نظام تحذير للإجهاد الحراري في أيار/مايو لمساعدة أرباب العمل على تحديد "فترات راحة العمل المناسبة".

ومذاك، أُصدر أكثر من 50 مرة.

وقال توم نغ الناشط في منظمة غرينبيس إن "المشكلة الكبرى" هي أن أرباب العمل الذين يتجاهلون الإرشادات لا يواجهون أي عواقب قانونية.

وأوضح لوكالة فرانس برس "في ما يتعلق بطريقة تأثير تغير المناخ على سكان هونغ كونغ، فإن العمال الذين ينجزون مهمات في الهواء الطلق هم في الخطوط الأمامية".

وقالت المتخصصة في الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ الصينية إميلي تشان إن الإرشادات خطوة جيدة لكنها أقرّت بأنها غير كافية.

وذكرت مدنا صينية في البر الرئيسي، من بينها شنجن التي تفرض توقفا عن العمل بمجرد بلوغ الحرارة مستويات مرتفعة.

وأضافت تشان "هونغ كونغ كانت بطيئة نسبيا في تبني تدابير حماية".

وقال وزير العمل كريس صن هذا الشهر إن وزارته "كثّفت عمليات التفتيش" وستصدر تحذيرات لأرباب العمل عند الحاجة.

وقال واه الذي يعمل ستة أيام في الأسبوع لقاء 8 دولارات في الساعة، إنه لا يمكنه فعل الكثير لتجنب الإنهاك الحراري، ما عدا تشغيل أجهزته على دفعات صغيرة.

وأوضح "إذا قمت بذلك لأكثر من نصف ساعة، لن يتمكن جسم الإنسان من تحمل الحر".

- "العمال لا يعرفون" -

في كل من السنوات الأربع الماضية، سجلت المدينة أقل من 20 إصابة عمل مرتبطة بضربة شمس ولم تسجل أي وفاة في هذا السياق، وفقا لمسؤولين، لكنّ ناشطين يشككون في هذه الإحصاءات.

وقالت فاي سيو التي تدير جمعية "رايتس أوف إندستريال أكسيدنت فيكتمز" لحقوق ضحايا حوادث العمل "الحقيقة هي أنه لم يتم الإبلاغ عن ضربة شمس".

وأضافت لوكالة فرانس برس "إما أن العمال لا يعرفون أن بإمكانهم الإبلاغ عن ذلك أو أن الشركة لن تعترف بذلك".

وذكرت حالة وقعت عام 2018 عندما توفي رجل يبلغ 39 عاما بعدما أغمي عليه في موقع بناء. وكشف تحقيق أن الرجل كان مصابا بانحلال الربيدات، وهو نوع من الانهيار العضلي يشكل خطرا على الحياة، "نتيجة تعرضه لدرجات حرارة مرتفعة وإصابته بضربة شمس".

وتابعت "لكن شركة التأمين وصاحب العمل... أعادا وفاته إلى وضعه الصحي الشخصي حتى لا تصنّف على أنها إصابة عمل".

وحدّدت مجموعتها أربع وفيات على الأقل لعمال في الهواء الطلق توفوا في أيام شديدة الحر العام الماضي.

في المقابل، قالت وزارة العمل إنه لا توجد معلومات تفيد بأن العمال لا يستطيعون الإبلاغ عن إصابات عمل مرتبطة بضربة شمس، لكنها وافقت على أن الحالات ذات "الأعراض الخفيفة" قد لا يبلغ عنها.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي