حزن ورماد تحت شجرة أثأب في لاهاينا المحترقة

ا ف ب - الأمة برس
2023-08-13

صورة مؤرخة في 12 آب/أغسطس 2023ر لأنتوني غارسيا في مدينة لاهاينا في هاواي (ا ف ب)

بعد اندلاع حريق غابات أجّجته الأعاصير في مدينته، يأتي أنتوني غارسيا يوميا إلى ساحة اعتادت أن تكون مليئة بالسياح لكنها باتت مغطاة بالحطام المتفحم وبقايا حيوانات محترقة، في محاولة لفهم الكارثة التي جاءت من العدم.

وقال لوكالة فرانس برس بعدما فقد كل شيء في الحريق الذي التهم ميناء لاهاينا في جزيرة ماوي في هاواي "لا أصدق أن الله سمح بحدوث ذلك".

جاء غارسيا إلى لاهاينا من كاليفورنيا لتمضية عطلة في العام 1993 لكنه لم يغادرها مذاك، وأسس حياته في البلدة الهادئة التي كانت في السابق موطنا لعائلة هاواي الملكية.

تطل شقته على شارع سياحي مزدحم، حيث تكتظ الحانات والمطاعم ومحلات بيع الحلي بالزوار.

لكن كل ذلك لم يعد موجودا... فقد أتت عليه النيران التي أودت بحياة 89 شخصا على الأقل ودمرت مئات المنازل.

أمضى الرجل البالغ 80 عاما الليالي القليلة الماضية غير قادر على استيعاب حجم الدمار والسكون الذي خيّم على مكان كان نابضا بالحياة.

يمضي وقته الآن في المنطقة الواقعة أسفل شجرة أثأب تاريخية ضخمة، تعد المركز الروحي للمدينة، وحتى هذا الأسبوع، رمزا لصمودها.

وقال "هذه الشجرة؟ موجودة هنا منذ أكثر من قرن. وهناك؟ أول محكمة في لاهاينا. وما بعدها؟ بايونير الذي افتتح في العام 1901، أول فندق في هاواي!".

أُبلغ أولا عن حرائق الغابات في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، لكنها بدت بعيدة بما فيه الكفاية عن المدينة.

- ألسنة اللهب في الشوارع -

وفي وقت لاحق من اليوم، اندلعت النيران في المدينة وهبت عليها رياح عاتية أدت إلى انتشار ألسنة اللهب في الشوارع.

لم يكن الكثير من السكان على علم بالحريق حتى رأوا النيران تلتهم منازل وسيارات ومبانيَ عامة.

وروى غارسيا "أحرقت كل شيء، كل شيء! إنه أمر مؤلم".

تحت أغصان شجرة الأثأب السوداء، جمع غارسيا أكواما من الأنقاض والحيوانات النافقة في محاولة غير مجدية على ما يبدو لإزالة مشاهد الدمار.

في مخيلته، ما زال بإمكانه رؤية الأمواج الفيروزية تتكسر على الممشى الخشبي فيما يلتقط الزوار صور سيلفي ويتناولون المثلجات.

وروى غارسيا "في الصباح، كان هذا المكان مليئا بالعصافير المغردة".

أما الآن، فتتنقل طيور حمام عابرة عبر الرماد، وتنقر بحثا عن فتات بلا جدوى على الأرض المحترقة.

يتوقف بعض السكان الذين عادوا إلى المدينة ووجدوا منازلهم رمادا ليلقوا التحية عليه.

بالنسبة إلى كثر، لا يوجد سبب للبقاء... لم يتبق شيء.

وقال غارسيا وهو ينظر إلى البحر "أنا حزين لكنني باق هنا. لا أريد الذهاب إلى أي مكان آخر، أريد المساعدة في إعادة البناء".

وأضاف "لقد منحني هذا المكان الكثير من الفرح، وجعلني رجلا سعيدا. لذلك سأبدأ من جديد".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي