
ترأس البابا فرنسيس الأحد 06/08/2023 في لشبونة القداس الختامي للأيام العالمية للشبية أمام 1,5 مليون مؤمن في اليوم الأخير من زيارته المخصصة لأكبر حدث كاثوليكي عالمي.
عدد الحاضرين الأحد أعلنه الفاتيكان استنادا الى تقديرات السلطات البرتغالية، على غرار عدد من حضر لقاء أمسية الصلاة السبت في حديقة تيجو التي أقيمت خصيصا لهذه المناسبة عند مصبّ نهر تاجه.
بعد قضاء ليلة في المكان، استيقظ الشباب على وقع موسيقى أعدها كاهن برتغالي، وسط أجواء مهرجان عملاق قبل بدء يوم يشهد حرا شديدا مع درجات حرارة قد تصل الى 40 درجة مئوية.
وبدأ بعد ذلك قداس احتفالي ختامي بث على شاشات عملاقة بحضور عشرة آلاف كاهن و700 أسقف و30 كاردينالا، حول مذبح يطل على هذا المكب السابق.
في بادئ الأمر، قال المنظمون إنهم يتوقعون حضور حوالى مليون مؤمن الى أمسية الصلاة والقداس الختامي الذي يشكل تتويجا لأسبوع من الأحداث الاحتفالية والثقافية والروحية.
وسط الخيام وأعلام دول عديدة ومرافق صحية مؤقتة، غنى الشباب ورقصوا في أجواء فرح فيما كان الانتشار الأمني كثيفا.
- "كل اللغات"-
في اليوم الأخير لزيارته، قام البابا بتحية الحشود مجددا من سيارته الخاصة "باباموبيل" وصولا الى المتنزه الواقع على مدخل لشبونة. بعد القداس يحيي حوالى 24 ألف متطوع شاركوا في تنظيم هذا الحدث قبل ان يغادر البلاد عند الساعة 17,00 ت غ.
مساء السبت تطرق الى عدة مواضيع من كرة القدم الى الامتحانات وصولا الى لحظات التعب قائلا "لا بد من السير قدما في الحياة وإذا سقط الإنسان فهو يحتاج إلى المساعدة كي ينهض" وأجرى حوارا مع الحاضرين.
وقالت شارلوت بورداس الفرنسية البالغة من العمر 26 عاما "التجمع حول البابا والصلاة معا، انها من اللحظات المؤثرة جدا التي تعطي الأمل وتقوينا في إيماننا الشخصي".
وأضافت الشابة التي قدمت مع جمعية دينية من مون دو مارسان في جنوب غرب فرنسا، "ما يؤثر بي فعليا هو ادراك الطابع العالمي للكنيسة. كل الدول ممثلة، نسمع كل اللغات ونرى نفس الفرح على كل الوجوه".
من جهتها قالت إلسا غونزاليس وهي أميركية تبلغ من العمر 54 عاما ترافق مجموعة من الشباب من سان أنطونيو (تكساس)، "كانت ليلة رائعة وهادئة. لم أشهد أبدا أي شيء من هذا القبيل. استفدنا من كل دقيقة".
- خطاب مرتجل-
صباح السبت، تجمع 200 ألف من المصلين في مزار فاطمة بوسط البرتغال الذي زاره البابا لساعتين لتلاوة المسبحة مع الأطفال المرضى والمعوقين.
خلافا لما كان مقررا، ارتجل البابا فرنسيس كل خطابه الأول تقريبا بدون الرجوع الى النص ولم يلق الخطاب الثاني. لم يتطرق الى الموضوع الرئيسي الذي كان متوقعا لهذه المحطة والذي كان تحدث عنه الاربعاء، وهو الحرب في أوكرانيا ومساعي السلام.
وكان البابا ارتجل أيضا خطابه الجمعة. وقال المتحدث باسم الفاتيكان لوكالة فرانس برس إن التغيير حصل بسبب "ازعاج في النظر" ناجم عن النظارات لكن السبت كان ذلك "خيارا" من رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,3 مليار شخص.
بعدما وصف البابا بانه "متعب" في مستهل الزيارة بسبب برنامجه المثقل جدا، قال الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا للتلفزيون العام انه عاد ورآه "في اليومين الماضيين في وضع جيدا جدا".
وأضاف رئيس الدولة المحافظ والكاثوليكي الملتزم انه "مع تقدم النهار، كان اكثر ارتياحا، رمى أوراقه وقال كل ما في قلبه كما حصل في اليوم السابق".
منذ بدء زيارته، الأطول لحبر أعظم الى هذا البلد، تطرق البابا الى عدة مواضيع مثل البيئة وشبكات التواصل الاجتماعي والحرب في أوكرانيا أو حتى قضايا التحرش بالاطفال في الكنيسة.