إسرائيل اليوم: تل أبيب بين شلل جيشها واستفزازات "حزب الله"

2023-08-01

إن سلسلة الاستفزازات من جانب “حزب الله” تشهد على ثقة متزايدة بالنفس لدى نصر الله، الذي يشدد تهديداته العلنية (أ ف ب)“وجود ونشاط حزب الله المحاذي للجدار، وسلبية الجيش العملياتية، وعدم استكمال نشر الوسائل التكنولوجية، كلها خلقت وضعاً كان اختطاف الجنود فيه مسألة وقت فقط…” – هكذا وصلت لجنة الخارجية والأمن الوضع الذي ساد على الحدود الشمالية عشية حرب لبنان الثانية، في تقرير أجمل دروسها.

من الصعب أن نتحرر من المقارنة بين تلك الأيام، قبل 17 سنة بالضبط، والواقع الحالي، بخاصة في ضوء الأشرطة التي يظهر فيها ملثمون مسلحون، يسيرون في الجانب اللبناني من الجدار ويراقبون الأراضي الإسرائيلية باستفزاز ودون أي خوف.

يشخص فرصة في الأزمة الداخلية

أوضح جهاز الأمن بأن المسلحين لم يجتازوا الخط الأزرق ولم يشكلوا خطراً، لكن التفسيرات لا تهدئ الروع فحسب، بل تعزز إحساساً بأن ميزان الردع يختل بسرعة في صالح إسرائيل.

إن سلسلة الاستفزازات من جانب “حزب الله” تشهد على ثقة متزايدة بالنفس لدى نصر الله، الذي يشدد تهديداته العلنية، ويرفع التوتر على طول الحدود، ويشد الحبل مع إسرائيل. ليس مؤكداً أنه معني بحرب مع إسرائيل، لكن الواضح أنه اليوم أقل حذراً من إمكانية التدهور إلى ذلك.

نصر الله يشخص فرصة لتحسين ميزان الردع الذي نشأ مع إسرائيل. وذلك عقب الأزمة الداخلية الحادة التي تعيشها وفي ضوء النهج الاحتوائي من جانب الجيش الإسرائيلي مما يشكل في نظره دليلاً على عدم رغبة الحكومة في التدهور إلى مواجهة عسكرية. على أساس هذا التقدير، يعمل في مسيرة متدرجة ممنهجة لإزالة الألجمة التي فرضت عليه على مدى السنين، وفي أعقاب ذلك تعزيز مكانته السياسية في لبنان أيضاً.

إن أعماله على الحدود الشمالية تخدم هدفه حتى يثبت لنفسه نقطة بدء عملية أفضل قبيل مواجهة مستقبلية مع إسرائيل، بخاصة لتحقيق مخططاته للتسلل إلى نطاق إسرائيل.

أن نكون مستعدين للتدهور

الشكل الذي ردت فيه إسرائيل على استفزازات “حزب الله” حتى الآن شجعه على المواصلة والتصعيد. ولما كان هذا هو الوضع، فلا مفر من اتخاذ أعمال تدفع نصر الله لكبت شهيته.

على إسرائيل مواصلة بناء العائق على طول الحدود، وألا تبدي تسامحاً تجاه الاستفزازات الرامية إلى تشويش أعمالها. من الصواب أن يكلف جهاز الأمن بإعداد أعمال موضعية تؤشر لنصر الله بأن صبر إسرائيل نفد، وتذكره وتذكر لبنان بالأثمان التي دفعاها في المغامرة السابقة في أيام حرب لبنان الثانية.

مثلما في أعمال نصر الله، في خطوات ردها، ثمة خطر للتدهور إلى حرب، حتى وإن لم يكن أي من الطرفين يرغب فيه. فواجب أن نكون جاهزين لذلك الأمر.

فصل الدروس المتعلق بالوضع عشية حرب لبنان الثانية، أنهته لجنة الخارجية والأمن بالتحذير “من تكرار وضع تؤدي فيه سياسة الاحتواء بالجيش إلى الشلل والوهن”. وشددت اللجنة على أنه “سيكون ممكناً تطبيق نهج تكتيكي حذر في الحدود الشمالية، وأكثر فاعلية، وهو ما كان ينطوي على خلق أساس لسياسة الاحتواء”. وهي أقوال صحيحة للواقع الحالي.

 

مئير بن شباط

إسرائيل اليوم 31/7/2023

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي