هآرتس: برفض الليكود خطة "الهستدروت".. هل تسير إسرائيل نحو حرب أهلية؟

2023-07-24

يدرك الجميع أن ليس نتنياهو وحده هو الذي انتهى هنا، بل أيضاً إمكانية استمرار أي مصالحة، حقيقية أو مزيفة (ا ف ب)يركز الجميع على أبعاد الكذب الذي رافق نقل رئيس الحكومة نتنياهو إلى المستشفى في الأسبوع الماضي، وعلى الفجوة بين الادعاءات الأولية حول إصابته بالجفاف أمام منظم القلب الذي تم زرعه له أمس. إلى جانب تحليل جميل (ومعقول) قدمه ألون عيدان عن وضع رئيس الحكومة، هناك نقطة أهم، حسب رأيي، وهي أن نتنياهو (كذب مرة أخرى).

نتنياهو (73 سنة)، وضعه بشكل عام، ظاهرياً على الأقل، يبدو جيداً جداً قياساً لسنه، ولكن أي إنسان ذي عينين سيرى (أيضاً) أنه إنسان وزعيم في ضعف متسارع. “الديناصور” كما سماه ذات مرة خصم سياسي حاول تحديه قبل عقد تقريباً، بادر إلى طلب استطلاعات، وشاهد سيطرة نتنياهو واستغرب من أنها تمر الآن في عملية تفكك، ليس أقل من ذلك، مادياً وجسدياً، ويبدو أيضاً نفسياً وبالتأكيد قيادياً. بوعي أو بغير وعي، يقوم نتنياهو بتفكيك الدولة في موازاة تفككه هو نفسه.

هذا الوضع – هبوط نتنياهو من الديناصورية، هو وضع يراه ورثته على اختلافهم (بعيون الآخرين أو بعيونهم)، وعلى رأسهم ياريف لفين الذي نصب لنتنياهو شركاً لاصقاً ووحشي جداً، وكذلك بتسلئيل سموتريتش وسمحا روتمان وإيتمار بن غفير. وفي جانب الاحتجاج يعرفون ذلك، وعصارة المرارة التي تراكمت خلال السنين أخذت تغلي. الاتفاق في الدفاع عن المستوطنين، رغم عدم الاتفاق العميق حول الاحتلال وتمويل الحريديم وتخفيف نمط حياتهم ورغم تعصبهم وطموحهم إلى محو الليبرالية والليبراليين، ورغم سلطة الحاخامية والأرثوذكسية، وسحق الجمهور الليبرالي، كل ذلك يخضع الآن لامتحان جديد وحقيقي.

يدرك الجميع أن ليس نتنياهو وحده هو الذي انتهى هنا، بل أيضاً إمكانية استمرار أي مصالحة، حقيقية أو مزيفة، التي حاول نتنياهو أن يكون تجسيداً لها أو محاولة تقديم نفسه على هذا النحو؛ فمن جهة، الولايات المتحدة وقيم الغرب والحفاظ على استقلالية جهاز القضاء (حتى تورطه الشخصي)، إلى جانب المزيد من خصائص ديمقراطية ليبرالية نشطة. ومن جهة أخرى الغمز للكهانيين ونظر دائم مع الحريديم، وكل ذلك مع تجريم مثير للاشمئزاز وإجرامي ليساريين على صيغة سلطات ظلامية وفظيعة. أما من جهة التعاطف مع المثليين، فمن جهة امير اوحانا ودولة المشاريع الرائدة، ومن الجهة الأخرى التذلل لحاخامات الحريديم القوميين المتطرفين، الذين يستمتعون باضطهاد المثليين، والانحناء أمام معايير طالبان والتبطل الحريدي.

رغم استحواذ “كله إلا بيبي”، فالمعركة هنا ليست حول نتنياهو، رغم إسهامه ومسؤوليته الكبيرة والحاسمة عن الوضع النازف الذي يعيش فيه المجتمع الإسرائيلي الآن، وأنه من غير المؤكد أن نزوله عن المنصة سيحل الخلاف النازف، لكن المعركة هي بين من يؤيدون دولة الشريعة التي تشغل نظام الأبرتهايد كـ “قانون” أمام ديمقراطية الغرب، الملتزمة بقيم الديمقراطية، وعلى رأسها المساواة وحماية الأقليات على أشكالها. بات كل شيء الآن يشاهد بوضوح وبدون أقنعة.

الجنون يحتفل

بخصوص العقبة الحالية في الحرب القبلية التي وصفت آنفاً (ذريعة المعقولية لم تعرف هي نفسها أنها مهمة بهذا القدر): رفض الخطة المعقولة جداً للهستدروت بشأن ذريعة المعقولية يدل على أن حزب السلطة الذي تم أسره على يد ياريف لفين، قريب من بوفيه السلطة لبن غفير أكثر منه إلى المقاربة المتقلصة التي تقول “اسمحوا لليمين بتمرير شيء ما وهذا يكفي”.

اعتاد أعضاء مركز الليكود على القول عن ياريف لفين ذات يوم: “لو استطعت رؤيته في المؤتمر لكنت تعتقدين أن شخصاً معتوهاً دخل هنا من الشارع بحاجة إلى علاج”. الآن، قام بتتويجه كوريث نتنياهو المتآكل.

إن رفض نتنياهو لهذه الخطة هو أمر غير معقول، غير حكيم، لأنه سيدخله إلى مشكلة حقيقية مع الولايات المتحدة ومع شركات التصنيف التي كذب عليها. هو سيصعّد الاحتجاج بشكل كبير وسيدهور إسرائيل إلى حرب أهلية، التي ستدمر هذه الحكومة قبل أن تدمر الدولة، وفي نهاية المطاف ستفكك اليمين إلى شظايا صغيرة.

رفيت هيخت

هآرتس 24/7/2023









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي