

عدن (الجمهورية اليمنية)– وجه الرئيس اليمني على عبدالله صالح ، الحكومة بالاستمرار في سياسة التقشف وترشيد الإنفاق وإنهاء حالات الازدواج الوظيفي وتصحيح أي أوضاع مالية أو إدارية أينما وجد خلل فيها ، ومكافحة أي حالات تتسبب في العبث بالأموال العامة .
وأكد صالح خلال ترأسه الثلاثاء 14-12-2010 في محافظة عدن جانبا من اجتماع مجلس الوزراء وقيادات السلطة المحلية في محافظات عدن ، أبين ، و لحج ، على تطبيق الرقابة السابقة واللاحقة على عمليات الإنفاق وبخاصة ما يتصل بتنفيذ المشاريع والتأكد من مدى الحاجة الفعلية للمشاريع من عدمها ، و تشديد الرقابة على المؤسسات ذات الاستقلال المالي والإداري وإخضاعها للتقييم المستمر.
وأشار رئيس الجمهورية اليمنية إلى أن اجتماع الحكومة هذا يكتسب أهمية بعد نجاح خليجي20 والذي كان بمثابة رسالة ناجحة وممتازة للداخل والخارج سواء على الصعيد السياسي أو الرياضي و غيره، وخاصة مع ما ارتبط به من انجاز بنية تحتية كبيرة في محافظات عدن ، أبين ، ولحج وبخاصة في مجال المنشات الرياضية .
وشدد صالح على ضرورة الاهتمام بالمنشات الرياضية والمرافق الخدمية ومشاريع البنى التحتية التي تم انشاوها في اطار خليجي 20 ، و الحفاظ عليها و صيانتها و الاستفادة منها في تطوير النشاط الرياضي و تنمية المواهب الرياضية في صفوف الشباب ، موجها الحكومة باستكمال المشاريع قيد التنفيذ التي بدأ العمل بها في إطار استعدادات خليجي20 ولم يتسع الوقت لانجازها خلال الفترة الماضية.
وقال الرئيس اليمني على الحكومة أن تولي اهتماما خاصا بتنشيط الحركة الرياضية وإعداد المنتخبات الرياضية الإعداد الجيد وذلك من خلال الاهتمام بالنشاط الرياضي في المدارس وفي أندية المديريات والمحافظات والدوري العام وعلى أسس علمية ومهنية ومنهجية حديثة وبما يتطور من الألعاب الرياضية وفي المقدمة كرة القدم.
وتطرق صالح إلى الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن المقرر عقده في الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة في الربع الأول من العام القادم.. موجها الحكومة بالاعدد الجيد للأولويات التنموية التي سيتم عرضها على هذا الاجتماع ووفقا للاحتياجات وضرورات الواقع ومستقبل التنمية والتركيز بدرجة أساسية على قطاع الطاقة وزيادة حجم التوليد إلى 7 آلاف ميجاوات ..
كما تضمنت توجيهات فخامته للحكومة تطوير البنية التحتية للمنطقة الصناعية بالمنطقة الحرة بعدن وتحديث مصافي عدن وتحلية مياه البحر لإمدادات المياه لأمانة العاصمة صنعاء من الحديدة، وكذا تحلية المياه لمدينتي تعز واب، الى جانب تنفيذ مشروع السكة الحديد على امتداد الساحل اليمني الغربي والجنوبي الشرقي بدءا من ميدي وحتى حوف بالمهرة إلى جانب مد خط أنبوب الغاز صافرـ معبر ، ، بالإضافة إلى الاهتمام بجانب تأهيل العمالة اليمنية وتوفير فرص العمل لها داخليا وخارجيا، وكذا أنشاء مصفاة في رأس عيسى وانشاء المزيد من المدن السكنية لذوي الدخل المحدود و الإسراع في تجهيز كلية الهندسة بجامعة عدن .
وقال الرئيس صالح " على الحكومة ان تعمل بروح مثابرة وبرؤية مهنية وإدارية وفنية وسياسية لانجاز البرامج والمهام المناطة بها ولما يحقق كافة الأهداف المنشودة " .
وكان الرئيس علي عبدالله صالح قد استمع خلال الاجتماع إلى عدد من التقارير المتصلة بسير الأداء الحكومي والقضايا المدرجة على جدول أعمال الاجتماع وفي مقدمتها القضايا الخاصة بالإعداد للاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن في الرياض والمشاريع الخدمية والإنمائية في المحافظات الثلاث وتقيم الأداء خلال فعاليات بطولة خليجي عشرين التي احتضنتها اليمن بنجاح خلال الفترة من 22نوفمبر و حتى الخامس من ديسمبر الجاري بالإضافة إلى الخطط الكفيلة بتشغيل المنشات الرياضية والمرافق الخدمية ومشاريع البنى التحتية التي تم انشاوها في اطار خليجي 20 .
هذا وقد واصل المجلس اجتماعه برئاسة رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، حيث وقف أمام تقرير أولي حول الاستضافة الناجحة لبلادنا
لبطولة خليجي عشرين وما خلفته من آثار ايجابية على مختلف الجوانب التنموية والاجتماعية والخدمية والشبابية في محافظات، عدن وأبين ولحج، فضلا عن المجال السياسي وعلى المستوى الوطني.
وأعرب المجلس عن تقديره العالي لجهود المتابعة والإشراف المباشر لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمختلف مفاصل العمل التنفيذي لكافة الفعاليات المرتبطة بالإعداد والتحضير للاستضافة وتدشين البطولة. مشيدا بالنجاح الكبير الذي حققته اليمن في أول استضافة لها لهذا النوع من البطولات الإقليمية الكبيرة.
وثمن بهذا الشأن الجهود المتميزة والمسئولة التي بذلتها اللجنة الإشرافية العليا واللجنة المنظمة وجميع اللجان الفنية والميدانية التي قدمت صورة مشرفة ومميزة في الأداء وتنفيذ مهامها وواجباتها على النحو المطلوب. مثنيا في نفس الوقت على الدور الحيوي المؤثر لرجال القوات المسلحة والأمن في تعزيز وترسيخ الأمن والاستقرار بما أسهمت بشكل كبير في نجاح البطولة.
وسجل المجلس اعتزازه الكبير بالجماهير اليمنية وعلى وجه الخصوص من أبناء محافظات عدن وابين ولحج والضالع والتي حازت على إعجاب الأشقاء والضيوف والمواطنين بحضورها ووعيها وجمال تفاعلها مع البطولة، وجسدت في نفس الوقت لوحة التلاحم الوطني في أزهى صورة.
كما نوه مجلس الوزراء بالصورة الحضارية التي قدمتها جميع الشرائح الاجتماعية في المحافظات الثلاث، وبوجه خاص في مدينة عدن من خلال تعاملها الراقي وكرم الضيافة تجاه الأشقاء والضيوف من الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول وما خلفته من انطباعات رائعة لدى جميع الوفود المشاركة في البطولة وكل من حضر هذا الحدث الرياضي الإقليمي.
وتضمن التقرير الأولي حول البطولة الذي قدمه وزير الشباب والرياضة رئيس اللجنة المنظمة لخليجي 20 ملامح رئيسية عن مختلف الجوانب التحضيرية والتنفيذية للبطولة بجوانبها الرياضية والتنموية والإعلامية والخدمية والإيوائية والأمنية والتجهيزية.
وأشار إلى الروح التكاملية والتفاعل الخلاق بين جميع الجهات المركزية والمحلية تجاه كافة المهام والواجبات التي تم التخطيط لها قبل وأثناء استضافة خليجي 20 . مؤكدا أن الانجازات التنموية العظيمة المتصلة بالبطولة التي تم انجازها في زمن قياسي أدهشت الجميع ومثلت إضافة نوعية للبنى التحتية لقطاع الشباب والرياضة ليس في محافظتي عدن وابين وانما على مستوى الوطن.
وأوضح انه وفيما يتعلق بأداء المنتخب الوطني لكرة القدم خلال البطولة والذي ظهر خلاف مستواه الذي ظهر به سواء في بطولة غرب آسيا أو في مبارياته التجريبية فانه يجري حاليا إعداد تقارير معمقة حول ذلك الأداء والتي على ضوئها سيتم اتخاذ الإجراءات والمعالجات اللازمة.
هذا وقد نوه المجلس بما تضمنه التقرير الأولى، ووجه اللجنة المنظمة بإعداد تقرير متكامل حول مختلف المفاصل التحضيرية والتنفيذية المرتبطة بالبطولة والرفع به إلى مجلس الوزراء للمناقشة النهائية واتخاذ ما يلزم بشأنه.
واطلع المجلس على تقرير موجز مقدم من وزير المالية عن تمويل فعاليات خليجي20. موضحا بهذا الخصوص أن إجمالي النفقات التي تم إنفاقها في مختلف الجوانب الإنشائية والتجهيزية والشبابية والخدمية والبنى التحتية وصلت إلى 123مليار ونصف المليار ريال منها فقط 2مليار و500 مليون ريال تم صرفها على إعداد المنتخب الوطني لكرة القدم وعلى مدى ثلاث سنوات.
واقر المجلس مشروع القرار الخاص بمجلس تنشيط السياحة في محافظة عدن برئاسة محافظ عدن وعضوية كل من أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة ومديري مكتب السياحة والأمن وثلاثة ممثلين عن القطاع الخاص بالمحافظة.
كما اقر المجلس خطة تنشيط السياحة لمدينة عدن المقدمة من وزير السياحة.
وتهدف الخطة إلى تنويع الفعاليات والأنشطة السياحية اليومية للمدينة وتطوير وتأهيل المواقع التاريخية والأثرية فيها إلى جانب إقامة مهرجان سنوي للسياحة والتسوق في شهر ديسمبر من كل عام ينظم عبر شركة دولية متخصصة بخلاف إقامة معارض دولية سنوية للمنتجات الحرفية والمشغولات التقليدية وللكتاب والأحياء البحرية وغيرها يتم تنظيمها من خلال شركات دولية بإشراف السلطة المحلية بالمحافظة بخلاف إقامة ما لايقل عن عدد 4مسارح مفتوحة في التواهي، المعلا، خورمكسر، وكريتر لإتاحة فرصة إقامة الليالي الثقافية بشكل أسبوعي وغير ذلك من المناشط الترويجية السياحية لمدينة عدن.
وشكل المجلس لجنة برئاسة وزير السياحة وعضوية مجلس تنشيط السياحة للقيام بوضع الخطة في موضع التنفيذ بمكوناتها المختلفة والاستعانة بما قدمته الشركة الاستشارية الدولية ماكنزي من خطوات ومقترحات بهذا الجانب.
وناقش المجلس تقارير من الإخوة محافظي عدن وابين ولحج حول الإنجازات التنموية في هذه المحافظات والرؤية الراهنة لديمومتها علي المدى المنظور والمتوسط بما يعزز تلك الانجازات ويلبي تطلعات أبناء المحافظات الثلاث في واقع ومستقبل التنمية في مختلف المجالات.
وركزت التقارير علي متطلبات استكمال المشاريع التنموية المصاحبة لخليجي عشرين في المحافظات الثلاث في مختلف المجالات وبالخصوص قطاعات الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها بما في ذلك مواصلة استكمال البنى التحتية للجمعيات السكنية بمحافظة عدن ومشاريع الإسكان لذوي الدخل المحدود وسبل امتصاص البطالة وتجهيز كلية الهندسة بجامعة عدن.
واقر المجلس في هذا الخصوص إعطاء الأولوية لاستكمال المشاريع قيد التنفيذ في المحافظات الثلاث ذات الجدوى على وجه التحديد، مع التأكيد على الدور الأصيل للسلطة المحلية في الإشراف والصيانة لجميع المنشآت لاسيما المنشآت الشبابية والرياضية والعمل في نفس الوقت على سرعة استكمال مشاريع البنى التحتية للجمعيات التعاونية السكنية التي ينطوي في إطارها حوالي 35 الف شخص من أبناء محافظة عدن.
وفوض المجلس السلطة المحلية في المحافظات الثلاث بالتوظيف عبر الإحلال بدلا عن حالات الازدواج الوظيفي أو الانقطاع مع مراعاة التقيد بالإجراءات القانونية المنظمة لهذه العملية وبما يفسح المجال أمام توظيف جزء من العاطلين عن العمل وفقا لمعايير الشفافية ومبدأ تكافؤ الفرص إلى جانب تعزيز المقومات الاستثمارية في المحافظة لما تمثله هذه العملية من أهمية في توفير فرص العمل الواسعة أمام الشباب.
وأكد المجلس على وزارة الأشغال العامة والطرق البدء بإعداد التصور الخاص بالمرحلة الثانية لمشروع الصالح السكني لذوي الدخل المحدود على مستوى محافظة عدن والمحافظات الأخرى المستفيدة من المشروع.
وفيما يتعلق بتجهيز كلية الهندسة فقد وجه المجلس بسرعة إنزال المناقصة الخاصة بالمشروع علي ضوء موافقة البنك الإسلامي للتنمية بتمويل المشروع خلال العام القادم 2011.
وصدق المجلس علي وثيقة الإطار العام للخطة التنفيذية للأولويات العشر للعامين القادمين 2011- 2012 ذات الصلة بالأولويات 2 و 3 و4 و7 و9 وذلك علي ضوء نتائج دراسة الشركة الاستشارية ماكنزين للأولويات ومراجعتها مع الجهات المختصة وإقرارها من قبل المكتب التنفيذي الوزاري للأولويات.
وتستوعب الخطة الأولويات التي تم التأكيد عليها من قبل فخامة رئيس الجمهورية أثناء الاجتماع وبدرجة أساسية ما يتعلق بالكهرباء وتطوير البنى التحتية للمنطقة الصناعية بالمنطقة الحرة عدن وتحلية مياه البحر.
ووجه المجلس بإدراج المشاريع التي تضمنتها الوثيقة المقرة كأولويات للخطة الخمسية الرابعة التي من المقرر عرضها علي الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن بالرياض.