آلية الحصول على الترشيح.. الانتخابات التمهيدية.. تحديات "ديمقراطية" أمام مساعي بايدن لولاية ثانية

الحرة - الأمة برس
2023-07-18

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مأدبة عشاء رسمية على شرف رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في البيت الأبيض في 22 حزيران/يونيو 2023 (ا ف ب)

واشنطن - لا يزال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أوفر المرشحين حظا للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقبلة 2024، لكن رغم ذلك تظهر استطلاعات الرأي تصاعد التحديات التي يواجهها من مرشحين يعتزمون منافسته في الانتخابات التمهيدية للحزب.

ويتعين على المرشح للانتخابات، سواء عن الحزب الديمقراطي أو الجمهوري، الحصول على ترشيح رسمي من حزبه بعد التنافس مع عدة مرشحين داخل الحزب، قبل الترشح لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية. ينطبق ذلك على الرؤساء الذين يسعون للفوز بولاية رئاسية ثانية.

آلية الحصول على ترشيح الديمقراطيين

يمر المرشحون بسلسلة من الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية في الولايات حيث، بناء على عدد الأصوات التي يحصلون عليها من الناخبين، يتم تعيين عدد معين من المندوبين الذين سيصوتون لهم في مؤتمر الحزب.

وستبدأ الانتخابات التمهيدية للحزبين في يناير 2024 في ولاية آيوا، وهي من أوائل الولايات التي تجري هذه الانتخابات. وتستمر الانتخابات التمهيدية عدة أشهر حتى تنهيها باقي الولايات.

لكن معظم الولايات ستجري انتخاباتها في مارس 2024، وفقا لموقع National Conference of State Legislation.

وفي البداية، كان من الممكن التأثير على أصوات المندوبين، تبعا لرغبة رئيس الحزب أو النافذين داخله، بغض النظر عن رغبة الأعضاء أو تصويتهم، وفقا لمكتبة الكونغرس.

لكن في العقد الأول من أواخر القرن التاسع عشر، بدأت الولايات في إجراء انتخابات أولية لاختيار المندوبين الذين سيحضرون مؤتمرات الترشيح الوطنية.

ويقول الموقع إن هذا الإجراء نجح قليلا بتقليل "السيطرة الفاسدة" لرؤساء الأحزاب.

لكن مع تطور العملية السياسية الأميركية اكتسبت الانتخابات التمهيدية المبكرة أهمية إضافية باعتبارها تحدد الأسبقية وتؤثر على الانتخابات.

ويفوز المنافس الرئاسي الذي حصل على أكبر عدد من أصوات مندوبي الولاية بترشيح الحزب.

وبالنسبة للحزب الديمقراطي، يحتاج الراغبون بالترشح إلى الرئاسة إلى أعداد كبيرة من التواقيع من المواطنين ليتم اعتمادهم كمرشحين في الانتخابات الحزبية Primary التي تتيح لهم التنافس على ترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية.

ويقول موقع بزنس انسايدر إن هذه العقبة الأولى هي أحد الأسباب التي تجعل الكثير من المرشحين يميلون إلى الانسحاب مبكرا.

وتمتلك كل ولاية عددا من المندوبين يحدده عدد الناخبين الديمقراطيين فيها، وعدد مندوبي الولاية في الانتخابات الرئاسية.

على سبيل المثال، يحصل بايدن على مندوبين أكثر في ولاية ما، إذا اختاره عدد أكبر من ديمقراطييها، وتبدأ الانتخابات التمهيدية بتنافس المرشحين الديمقراطيين على مندوبي كل ولاية، ومن يستطيع جمع أكبر عدد من المندوبين، سيحصل على ترشيح الحزب.

من ينافس بايدن من الداخل؟

بالإضافة إلى الرئيس، أعلن مرشحان ديمقراطيان آخران هما ماريان وليامسون، الناشطة الكاتبة التي دخلت السياسة قبل أعوام قليلة، وروبرت أف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الأميركي الأسبق، جون أف كينيدي.

ولم يخسر أي رئيس قائم ترشيح حزبه لصالح منافس في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، لكن عددا من المتنافسين الجادين تركوا بصماتهم على السباقات الرئاسية، وفقا لموقع نيوز نايشن.

وفي عام 1980 هزم سناتور ماساتشوستس تيد كينيدي الرئيس جيمي كارتر في عدة سباقات على مستوى الولايات قبل أن يفشل في النهاية في الفوز بالترشيح.

ويقول الموقع إن أيا من منافسي الرئيس بايدن لم يكتسب حتى الآن أرضية كافية لتهديد سعي الرئيس لإعادة انتخابه، مع إن كينيدي حصل على أعداد لا بأس بها من الاتباع.

وقال حوالي 15٪ من الديمقراطيين في استطلاع أجرته جامعة هارفارد إنهم سيصوتون لصالح كينيدي إذا أجريت الانتخابات التمهيدية اليوم، مقارنة بـ 4٪ لويليامسون، بيما حقق بايدن تقدما مريحا، حيث أيد 62٪ الرئيس.

ماريان ويليامسون

ويليامسون هي معلمة مساعدة ذاتية تبلغ من العمر سبعين عاما، كانت فيما مضى "مستشارة روحية" لنجمة التلفاز السابقة أوبرا وينفري، وهي تنشط في مجال العدالة الاجتماعية، ولديها حضور قوي على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع الشباب.

ودخلت ويليامسون مجال السياسة عام 2020.

عرفت ويليامسون بتوجهاتها اليسارية الواضحة، وكذلك بحديثها عن "تسخير الحب لأغراض سياسية" من أجل هزيمة دونالد ترامب.

ويدعم برنامجها السياسي لعام 2024 الرعاية الصحية الشاملة التي تديرها الحكومة، ورعاية الأطفال المجانية، وما لا يقل عن 1 تريليون دولار (800 مليار جنيه إسترليني) كتعويضات عن العبودية للأميركيين السود ووكالة فيدرالية تسمى وزارة السلام.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن ويليامسون "عرفت بنظرياتها الصحية التي لا أساس لها".

روبرت كينيدي جونيور

جونيور هو ابن شقيق الرئيس الأسبق جون أف كينيدي، الذي تعرض للاغتيال في الستينيات، ونجل المدعي العام الأميركي الأسبق بوبي كينيدي، الذي قتل أيضا.

وهو – عكس ويليامسون – قادم من عائلة سياسية عريقة، حيث ترشح العديد من أعضاء عائلته لمناصب هامة داخل الإدارات الأميركية.

عمل مدافعا عن البيئة وحظي بكثير من الدعم لحملات بشأن قضايا مثل المياه النظيفة، أحدها عمله على تنظيف نهر الهدسون في نيويورك.

وأثار كثيرا من الجدل بشأن تبنيه آراء تشير إلى اقتناعه بوجود نظريات مؤامرة بشأن اللقاحات، ويدير منذ 2011 منظمة مناوئة للقاحات.

الرئيس جو بايدن

يتمتع الرئيس جو بايدن بأعلى معدلات الدعم بين الديمقراطيين، لكنه لا يعتبر شعبيا للغاية بين صفوف الحزب.

وأعلن بايدن رسميا عن حملته لإعادة الانتخاب في 25 أبريل في مقطع فيديو، طالبا الناخبين منحه الوقت "لإنهاء العمل".

وسيبلغ بايدن، أكبر رئيس في تاريخ أميركا، 86 عاما في نهاية فترة ولايته الثانية – إن فاز بالانتخابات -  وقد دفع عمره بعض منتقديه إلى التساؤل عما إذا كان بإمكانه الخدمة بفعالية.

وأشارت شريحة بارزة من الناخبين الديمقراطيين إلى أنهم يفضلون عدم خوضه الانتخابات، على الرغم من أنه من المتوقع أن يفوز بسهولة بترشيح الحزب الديمقراطي.

مرشح الحزب الثالث

وبالإضافة إلى مرشحي الحزبين، يبدو البروفيسور كورنيل ويست، أستاذ الفلسفة في بيل وبرنستون وهارفارد، ومدرسة الاتحاد اللاهوتية، مرشحا بارزا هو الآخر.

وقال ويست في البداية سيترشح مع حزب الشعب، وهو حزب ثالث يقوده موظف سابق في حملة السناتور بيرني ساندرز.

 لكنه قال في وقت لاحق إنه سيسعى للحصول على ترشيح حزب الخضر بدلا من ذلك.

وعرف ويست بنشاطه التقدمي، بما في ذلك انتقاده الحاد للرئيس السابق باراك أوباما.

حظوظ المرشحين

تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس بايدن، متأخر بشكل كبير في معدلات الدعم الشعبي على مستوى البلاد، بالمقارنة مع رؤساء آخرين في مثل هذه الفترة من رئاستهم.

وتشير استطلاعات الرأي التي ينشرها موقع Five Thirty Eight إلى أن الرئيس يحصل حاليا على دعم 41 بالمئة من الأميركيين، مقابل 43 بالمئة لترامب في مثل هذه الفترة من رئاسته، و47 بالمئة لأوباما، و57 بالمئة لبوش الابن خلال نفس المرحلة من الانتخابات السابقة.

لكن بايدن مرشح بشكل كبير للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.

ويقول موقع "السباق إلى البيت الأبيض" إن بايدن حاصل على تأييد أكثر من 60 بالمئة من الديمقراطيين، مقابل 13.5 بالمئة لكينيدي، و7.3 بالمئة لويليامسون.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي