فايننشال تايمز: بدون معالجة المشاكل الأساسية في الضفة الغربية ستجد إسرائيل نفسها أمام معارك جديدة

2023-07-05

يقول المحللون إن التصعيد الحاد في استخدام إسرائيل للقوة في عدوانها الأخير على جنين تدفعه عوامل قصيرة الأمد (ا ف ب)نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا لمراسلها في القدس، جيمس شوتر، قال فيه إنه وفي غياب العملية السلمية وزيادة المستوطنات وتصاعد عنف المستوطنين وتداعي السلطة الوطنية التي كانت مرة علامة أمل، بسبب فشلها وضغوط الاحتلال الإسرائيلي الطويل، فإن استقرار الضفة الغربية يتدهور وبشكل مستمر خلال السنين الماضية.

ويقول المحللون إن التصعيد الحاد في استخدام إسرائيل للقوة في عدوانها الأخير على جنين تدفعه عوامل قصيرة الأمد. منها، التطور في قدرات الجماعات المسلحة داخل المخيم. وإلى جانب تطور قدراتها النوعية في استخدام وانتاج القنابل البدائية، فقد كانت الجماعات المسلحة قادرة على إطلاق أول صاروخ بدائي ضد إسرائيل وإن لم يتسبب بضحايا.

أما العامل الثاني، فهو الضغط المتزايد من المستوطنين المتطرفين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن إيتمار بن غفير، على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقيام بتحرك حاسم في الضفة الغربية. وبعد قتل فلسطيني أربعة مستوطنين انتقاما للغارة الإسرائيلية على مخيم جنين قبل اسبوعين، طالب بن غفير المدان بجرائم التحريض على العنصرية ودعم جماعة إرهابية، بعملية عسكرية لتدمير البنايات واجتثاث الإرهابيين وليس واحد أو اثنين بل العشرات والمئات وألاف لو اقتضى الأمر”، وطالب سموتريتش باستبدال عمليات الملقط بعمليات أوسع”.

وقال مايكل ميلستين، المستشار السابق للوكالة التي تشرف على الشؤون الفلسطينيية في الضفة الغربية: “بالطبع هناك اعتبارات سياسية، لكنني أعتقد أن المشكلة الرئيسية هي أن التهديد الأساسي من جنين لم يعد بالإمكان التعامل معه كما كان في عام أو عامين سابقين”. وحتى قبل النزاع الدموي الأخير، فإن العام الحالي يمضي باتجاه أن يكون الأكثر دموية منذ 2005، إذ قتلت إسرائيل 114 فلسطينيا في المناطق المحتلة، وقتل الفلسطينيون 16 اسرائيليا حسب إحصائيات الأمم المتحدة. وخلال هذه الفترة ظل مخيم جنين مسرحا للتوغلات الإسرائيلية المتكررة ردا على عدد من الهجمات التي نبعت من داخله.

وقارن بين مستوى القوة التي حشدتها إسرائيل في الهجوم الأخير على جنين للمقارنة وبين احتلال الجيش مدن الضفة في بداية القرن الحالي أثناء الانتفاضة الثانية التي أدت لمقتل 3 آلاف فلسطيني وألف إسرائيلي. إلا أن القتال هذا العام كان محدودا بمنطقة معينة مثل نابلس وجنين، إذ إن إسرائيل لا تخطط لعملية احتلال واسعة.

ويقول يوسف، من الجامعة العربية- الأمريكية في جنين، إن نزاعا واسعا ليس من مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين وإن المسلحين في الضفة الغربية ليست لديهم الإمكانيات لشن نزاع موسع، مؤكدا أن إسرائيل ستواصل هجماتها على المدن الأخرى مثل نابلس وطولكرم. وقال “لا يريدون أن يكون مخيم جنين نموذجا للمدن الأخرى في الضفة الغربية” و”عندما ينسحبون من جنين سيقومون بتقييم إن كان يمكن استخدام هذا النوع من العملية في أماكن أخرى”. لكن ميلستين حذر قائلا من أنه بدون معالجة المشاكل الأساسية مثل تفكك السلطة الوطنية وفراغ السلطة الذي تركته في شمال الضفة الغربية والكفاح اليومي للسكان الفلسطينيين، فستجد إسرائيل نفسها أمام معارك جديدة، المرة بعد الأخرى. وقال “المشاكل الرئيسية في الضفة الغربية هي أعمق من الإرهاب أو الجيش أو المشاكل الأمنية، فيجب عليك العناية بالمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية”. و”بعد أسابيع قليلة سيعاد بناء البنى التحتية لحماس والجهاد الإسلامي، وسيفكرون بالانتقام” و”بدون تنسيق مع السلطة الوطنية فسنجد أنفسنا امام نفس القصة وقريبا”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي