تسبب الاحترار المناخي في زيادة احتمال هطول الأمطار الغزيرة على المرتفعات في المناطق التي كانت تشهد عادةً تساقطاً للثلوج، وفق ما توصّل إليه باحثون في دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" امس الأربعاء 2023-6-28 ودعت إلى اعتماد استراتيجيات تكيّف "أقوى".
ودرس فريق من العلماء المقيمين في الولايات المتحدة تأثير التغير المناخي على أنماط هطول الأمطار، مستخدمين بيانات متأتية من عمليات رصد للمتساقطات في الفترة الممتدة بين 1950 و2019، وتوقعات للسنوات المقبلة حتى العام 2100.
وركزوا تحديداً على ارتفاعات (فوق الألفي متر) يسود فيها راهناً تساقط للثلوج التي يبدو انها ستُستبدل بالأمطار ضمن مناخ يزداد الاحترار فيه.
وإذا كان من المعروف أصلا أن الاحترار يتسبب بتسجيل كمية أكبر من المتساقطات الغزيرة (أمطار وثلوج)، ركزت هذه الدراسة بصورة اكبر على هطول الأمطار، لأنّ الأمطار لا تحمل الآثار نفسها التي تتسبب بها الثلوج، بحسب معدّي الدراسة.
وقال معد الدراسة الرئيسي محمد أمبادي من مختبر لورانس بيركلي الوطني في كاليفورنيا، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "مراقبة كميات الأمطار مسألة تنطوي على أهمية، لأنّ هذه المتساقطات تحمل آثاراً مدمرة للفيضانات والانهيارات الأرضية وتآكل التربة".
ويتمثل الاستنتاج الرئيسي للدراسة في أنّ "الزيادة في هطول الأمطار الغزيرة على المرتفعات في نصف الكرة الشمالي يشهد ارتفاعاً بمتوسط 15% لكل درجة إضافية من الاحترار"، أي قرابة ضعف ما هو متوقع في السهول، على قول معدي الدراسة.
وتابعوا إنّ "النتائج تشير إلى المناطق المرتفعة باعتبارها نقاطاً ساخنة معرضة مستقبلاً لهطول أمطار غزيرة، وهو ما يتطلب خطط تكيّف قوية".
وقال محمد أمبادي "لا يمكن تصميم بنى تحتية استناداً إلى الظروف السابقة في حال أردنا أن تكون هذه البنى مستدامة في ظل مناخ أكثر احتراراً".
واقترح الباحث الأخذ في الاعتبار زيادة هطول الأمطار الغزيرة لتصميم بنى تحتية (سدود، طرق، سكك حديد) وإنشائها أو حتى صقل التقييمات المرتبطة بمخاطر الانهيارات الأرضية.
ولا يشمل خطر تزايد كميات الأمطار الغزيرة الجبال فقط، بل أيضاً المناطق الواقعة في الوديان والتي يسكنها ربع البشر.
وذكر أمبادي أن الفيضانات الأخيرة التي سُجلت في غرب الولايات المتحدة أو الفيضانات التاريخية في باكستان العام الفائت "ربما كانت بشكل جزئي نتيجةً للأمطار الغزيرة والكثيفة على المرتفعات"، فضلاً عن عوامل أخرى.