مناخ سياسي في حفلة "غلوبال سيتيزن" الموسيقية في باريس

ا ف ب - الأمة برس
2023-06-24

المغنية الأميركية بيلي إيليش (إلى اليمين) وشقيقها فينياس خلال حفلة "غلوبال سيتيزن" أمام برج إيفل في باريس في 22 حزيران/يونيو 2023 (ا ف ب)

باريس - طغى مناخ سياسي على حفلة موسيقية من أجل كوكب الأرض أقيمت أمام برج إيفل في باريس مساء الخميس 2023-6-22، إذ لم يكتف الجمهور بالتفاعل مع النجوم وأبرزهم بيلي إيليش، بل رحّب بحرارة بالرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لدى إلقائه كلمة، فيما علت صيحات الاستهجان لدى ذكر اسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. 

وبدا واضحاً من عدد القمصان التي حملت صورة المغنية الأميركية البالغة 21 عاماً في صفوف الجمهور الشاب (20 ألف شخص في المجموع) أنها كانت نجمة الحفلة.

لكن القدر الأكبر من التصفيق لم يكن من نصيب أيّ من مواطنيها ليني كرافيتز وجون باتيست وهير (H.E.R) وفينياس، شقيق بيلي إيليش. 

فالرئيس البرازيلي لولا الذي كان أحد المسؤولين المتحدثين بين الوصلات الغنائية سرق الأضواء من الفنانين المشاركين خلال إلقائه كلمة عن كوكب الأرض.

فلولا الذي يشارك في قمة "ميثاق مالي عالمي جديد" الدولية التي تستضيفها باريس بمبادرة من ماكرون وتهدف إلى إصلاح النظام المالي العالمي لمواجهة التحديات المناخية، اعتلى أيضاً مسرح حفلة "باور آور بلانت: لايف إن باريس" التي تقام على هامش الاجتماع.

وكرر الرئيس البرازيلي من على هذا المنبر التشديد على هدفه المتمثل في القضاء على إزالة الغابات في منطقة الأمازون، فاستحق الخطيب المفوّه تصفيقاً حارأً من الجمهور.

وأتيح للراغبين حضور الحفلة مجاناً من خلال تسجيل أنفسهم سلفاً للحصول على تذكرة على الموقع الإلكتروني لمنظمة "غلوبال سيتيزن" غير الحكومية بشرط الالتزام بنشر الخطوات من أجل كوكب الأرض عبر حساباتهم على الشبكات الاجتماعية.

- "ألف مليار دولار"-

وعندما أتت رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي التي كانت بين المتحدثين أيضاً على ذكر اسم إسم الرئيس ماكرون لكونه الداعي إلى هذه القمة، ما كان من الجمهور إلاّ أن أطلق صفيراً احتجاجياً وصيحات استهجان، إضافة إلى هتافات "ماكرون ديميسيون" (Macron démission) تعبيراً عن المطالبة باستقالة الرئيس الفرنسي الذي لم يكن حاضراً. 

وفي لحظة سياسية أخرى شهدتها الحفلة، أشعلت الناشطة البيئية الفرنسية كاميّ إتيان الجمهور تصفيقاً عندما ذكرت في كلمتها مجموعة "انتفاضات الأرض" التي قرر مجلس الوزراء الفرنسي الأربعاء حلّها متهماً إياها بـ"الدعوة" إلى العنف و"المشاركة" فيه، وهو إجراء طعنت فيه المجموعة البيئية لدى مجلس شورى الدولة. 

ودعت الممثلة عائشة مايغا التي أعدّت فيلماً وثائقياً عن ضحايا الاحترار المناخي في منطقة الساحل، إلى "إصلاح في العمق للبنك الدولي"، مطالبة إياه بتخصيص مبلغ ألف مليار دولار "يمكن استخدامه من أجل المناخ".

أما الشق الموسيقي من الحفلة، فاستهله مغني الراب الأميركي المثقّف كومون الذي شارك في وصلة جون باتيست وارتجل أغنية استخدم فيها كلمات "باريس" و"فرنسا" و"باور آور بلانت".

جانب من الجمهور خلال حفلة "غلوبال سيتيزن" أمام برج إيفل في باريس في 22 حزيران/يونيو 2023 (ا ف ب)

- "المناخ يقلقني" -

ثم ألهبت بيلي إيليش الحشود في ساحة شان دو مارس حيث سبق لـ"غلوبال سيتيزن" أن نظمت حفلة عام 2021 ضمّت عدداً كبيراً من النجوم من بينهم البريطاني إلتون جون.

وأدت النجمة العالمية ثلاث أغنيات بصيغة مختصرة، جنباً إلى جنب مع شقيقها فينياس. وبأعلى ما أوتيت حناجرهم، ردد أفراد الجمهور الذين بكى بعضهم في الصف الأمامي أغنياتها ومنها "هابيير ذان إيفر".

ودعت بيلي إيليش التي كانت ترتدي بنطلوناً وقميصاً وربطة عنق، إلى "تغيير كامل الآن للنظام من أجل الكوكب".

وقالت سابرينا (17 عاماً) التي كانت بين الحاضرين لوكالة فرانس برس إنها جاءت "بشكل أساسي من أجل بيلي إيليش". وأضافت "هذه فرصة لرؤيتها، لأن الحضور مجاني، وكل ما يجب فعله للحصول على التذكرة هو التعهد عبر موقع "غلوبال سيتيزن" بأعمال من أجل البيئة". 

أما لياندرو (17 عاما) فكان الوحيد الذي أكد لوكالة فرانس برس أنه موجود أولاً "من أجل قضية البيئة". وقال "لقد لآأعدت نشر تغريدات لـ"غلوبال سيتيزن" تتعلق بالمناخ. فالمناخ يقلقني بالمناخ، وكيفية إدارته هراء".

وأقيمت الحفلة الباريسية بالشراكة مع بلدية باريس، وتولت إنتاجها "لايف نيشن"، أكبر شركة في العالم لتنظيم الحفلات الموسيقية، ونُقلت مباشرة عبر الإنترنت من خلال وسائط عدة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي