جنيف تستضيف مؤتمرًا لتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان

أ ف ب-الامة برس
2023-06-19

 

    شارع في الجنينة عاصمة غرب دارفور في السودان في 29 نيسان/أبريل 2023 (أ ف ب) 

تستضيف جنيف الإثنين 19يونيو2023، مؤتمرًا برعاية السعودية لمحاولة تنسيق وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان السودان حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من شهرين.

والأحد، دخلت حيّز التنفيذ هدنة جديدة أبرمها الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

والتزم الطرفان وقف إطلاق النار للسماح بمرور المساعدات الإنسانية في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، وهي إحدى أفقر دول العالم. ورغم توقف إطلاق النار الأحد بعد عدة أيام من القصف المتواصل، لا تزال الأدوية والمواد الغذائية شحيحة.

وأبدى سكان في العاصمة رغبتهم في أن تكون اتفاقات وقف النار أطول. وقالت هناء حسين التي تقطن وسط الخرطوم "مشكلتنا أنّ الأيام التي تلي الهدنة تكون قاسية جدا كأنما المقاتلون يريدون تعويض أيام الهدنة".

من جهته، قال سامي عمر الذي يقطن في أم درمان في شمال العاصمة "نريد وقفاً شاملاً لإطلاق النار".

وأضاف "الهدنة لا تكفى لكي نواصل حياتنا. قد يتوقفون عن القتال، لكنّ قوات الدعم السريع لن تغادر المنازل (التي سيطر عناصرها عليها)، كما أن المرور عبر نقاط التفتيش صعب أيام القتال".

- أكثر من ألفَي قتيل -

والأحد، كتب مدير المجلس النروجي للاجئين بالسودان ويليام كارتر عبر حسابه على موقع تويتر أنّه "لم تُصدر تأشيرات دخول إلى السودان لغالبية المنظمات غير الحكومية الإنسانية في الشهرين الماضيين".

وتابع "منذ بدء الصراع لا يزال هناك حوالي 100 طلب تأشيرة معلّقة قُدّمت من أكثر من 30 منظمة".

وأضاف كارتر "لدينا فريق مكوّن من 20 شخصًا في وضع الاستعداد لأكثر من شهر.. كان بإمكاننا مساعدة 200 ألف نازح حتى الآن".

وتسبّب النزاع منذ اندلاعه في 15 نيسان/أبريل، بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.

كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح ما يقرب من 2,5 مليون شخص، لجأ 550 ألفا منهم الى دول الجوار، وفق المنظّمة الدوليّة للهجرة.

وزار المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة الدولية للهجرة عثمان البلبيسي السودان خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب بيان نشرته المنظمة الإثنين.

ونقل البيان عن البلبيسي قوله "لقد شهدت النطاق المقلق للاحتياجات الإنسانية الملحّة في البلاد وعلى الحدود".

وأضاف "نناشد المجتمع الدولي توفير الدعم بشكل عاجل لجهود الإغاثة ولتعبئة الموارد المالية وذلك لتلبية الاحتياجات المتزايدة داخل السودان وخارجه. وتدعو المنظمة الدولية للهجرة جميع الأطراف إلى ضمان الوصول الآمن لعمال الإغاثة الإنسانية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها".

ووفق تقديرات للأمم المتّحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان وعددهم نحو 45 مليوناً، للمساعدة في بلد كان يُعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع النزاع.

وأشارت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر الى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدّتها جمعت 16 بالمئة فقط من التمويل المطلوب.

وأعلنت السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى أنّ المؤتمر هدفه "إعلان التعهّدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة".

وإلى جانب السعودية، تشارك في المؤتمر كلّ من قطر ومصر وألمانيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) والاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وفق الرياض.

ومنذ أسابيع، تقود واشنطن والرياض وساطة في مفاوضات تجري في جدّة لحل النزاع الدائر في السودان.

وفي بيان الإثنين، أكدت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وهيئة التنمية غير الحكومية بشرق إفريقيا (إيغاد)، على "الحاجة الماسّة إلى هدنة إنسانية دائمة للسماح بوصول المساعدات إلى ملايين السودانيين المحتاجين".

وأشارت الآلية إلى "استمرار تدهور الوضع الإنساني في جميع أنحاء البلاد .. مع دخول الصراع في السودان شهره الثالث".

ووجهت كينيا دعوة لوزراء خارجية الآلية الرباعية لمنظمة إيغاد المعنية بأزمة السودان لعقد اجتماع الإثنين، إلا أنّ وزارة الخارجية السودانية اعترضت على عقد هذا الاجتماع.

وقالت الوزارة في بيان إنّ "السودان غير معني بمخرجاته (الاجتماع) لأنّه لا يزال في انتظار ردّ من رئاسة الإيغاد حول اعتراض السودان على رئاسة كينيا للآلية".

والأسبوع الماضي، أعلنت إيغاد زيادة عدد الدول المكلّفة بمبادرة حل الأزمة في السودان بضمّ إثيوبيا الى لجنة كانت تقتصر على كينيا والصومال وجنوب السودان، على أن تكون كينيا رئيسة لها بدل جنوب السودان.

- "كارثة إنسانية" في دارفور -

وسبق أن أُعلنت هدن عدّة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم، معظمها برعاية سعوديّة وأميركيّة، لكن لم يتمّ التزامها كلّياً على الأرض. بالتالي تصل المساعدات الإنسانية بصعوبة وبكميات قليلة.

وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة من إقليم دارفور حيث تثير الأوضاع قلقاً متزايداً خصوصاً في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.

وكان موقع الرئاسة التشادية أفاد في بيان الأحد بتفقّد الرئيس محمد إدريس ديبي مدينة أدري الحدودية مع السودان في شرق البلاد من أجل "ضمان الإغلاق الفعلي للحدود".

وأشارت منظمة أطباء بلا حدود عبر حسابها على موقع تويتر الى أنّه في الأسبوع الماضي "فرّ نحو 6000 شخص من الجنينة للاحتماء في تشاد بالقرب من أدري".

وأوضحت في بيان أنّ "ما لا يقلّ عن 622 جريحاً" أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشاديّة الحدوديّة مع السودان "على مدى الأيّام الثلاثة الماضية".

وقال منسّق المنظّمة في أدري سيبو درايا "الوضع صراحة يفوق طاقتنا لكنّ الجميع يقوم بأقصى ما يمكن للتأقلم".

والأسبوع الماضي قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن إقليم "دارفور يتجه سريعا نحو كارثة إنسانية"، مضيفًا "لا يمكن للعالم أن يسمح بحصول ذلك".

كما حذّر رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس من أنّ العنف في دارفور، خصوصا في الجنينة، قد يرقى إلى "جرائم ضدّ الإنسانيّة".

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي