الغارديان: كارثة غرق سفينة المهاجرين قرب اليونان تكشف عن فشل حفتر وأبنائه في وقف المهربين  

2023-06-16

 

استطاع 105 آلاف مهاجر الوصول إلى شواطئ إيطاليا عام 2022. أما هذا العام فقد وصل 54 ألف مهاجر حتى حزيران/يونيو (أ ف ب)

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، قال فيه إن كارثة غرق سفينة المهاجرين أمام الشواطئ اليونانية تكشف عن عدم قدرة ليبيا المقسمة في الحد من تدفق اللاجئين.

وغياب حكومة وطنية موحدة، يجعل أوروبا بدون حلفاء أقوياء لوقف تجارة مهربي البشر.

وأضاف أن غرق السفينة قرب شواطئ اليونان يكشف عن فراغ السلطة المستمر في ليبيا، وعدم قدرة قادة البلد المنقسمين على الوفاء بوعودهم من أجل منع تجارة البشر. ومن المدهش أن السفينة التي غرقت أبحرت من ميناء طبرق، وهي المدينة التي تعهد قادتها بمحاربة تهريب البشر وكل أشكال الهجرة غير الشرعية.

وأشار الكاتب إلى أن رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، استقبلت في 4 أيار/مايو، رجل الشرق القوي، خليفة حفتر، في روما وعرضت عليه استثمارات في شرق البلاد، مع أن ليبيا منقسمة منذ عام 2015 إلى حكومتين وبرلمانيْن، مقابل تحرك أمير الحرب ضد مهربي المهاجرين.

وبدا حفتر وكأنه ملتزم بوعوده، ففي 4 حزيران/ يونيو، فرض حلفاؤه حظر تجول ليلي لمنع المهربين. وقامت قوات الأمن بسلسلة من المداهمات في البلدات المحاذية لمصر. وزعموا أنهم عثروا على ألف شخص في مزارع وبيوت ينتظرون عبور البحر المتوسط. وتم تدمير القوارب التي يستخدمها المهربون، فيما حث نائب وزير الداخلية الليبي فرج اقعيم، الذي يعتبر من عرابي السلطة، المواطنين على الإبلاغ عن المهربين، وطلب التعاون من القبائل التي تسيطر على الحدود.

وأُجبر الذين اعتقلوا هذا الشهروعددهم  4000 شخص على المشي إلى الحدود المصرية بحجة أنهم مهاجرون غير شرعيين. وأدى ذلك لشجب بسبب العنف الذي مورس ضدهم وتسبب في وفاة طفل.

وفي يوم الإثنين، عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وبدون تسمية الجاني، في بيان لها، عن قلقها من عمليات الترحيل و”الاعتقالات التعسفية والترحيل” لآلاف المهاجرين وطالبي اللجوء في البلاد، بما في ذلك امرأة حامل وأطفال والذين قالت إنهم احتجزوا في معسكرات مكتظة وبظروف صحية سيئة. وجاء في البيان أن “الحملة رافقتها زيادة مثيرة للقلق من خطاب الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين على الإنترنت وفي الإعلام”.

إلا أن مأساة السفينة من طبرق، كشفت عن عجز حفتر وأبنائه في وقف تجارة التهريب. ويرى الكثيرون أن الطريقة الوحيدة لمراقبة التهريب هي رصد الطائرات القادمة من سوريا والتي تحمل على متنها سوريين وبنغلاديشيين وباكستانيين. وزعمت الصحافة المصرية أن مصاعب حفتر نابعة من أن حكمه الوحشي لا يشمل منطقة البطنان حيث تقع طبرق، مما يعكس أن الجيش الوطني الذي يقوده هو مجموعة من الميليشيات المسلحة.

وتعيش في البطنان قبيلة العبيدات التي كانت في الماضي داعمة لحفتر. ورغم قدرة الأخير وأبنائه في التعامل مع القبائل، إلا أنهم واجهوا مقاومة شديدة منها عندما حاولوا ملاحقة نقاط التفتيش.

وتقدر الأمم المتحدة وجود 680 ألف مهاجر في ليبيا، بعضهم يبحث عن قوارب للعبور إلى أوروبا، أما البقية فيعملون في ليبيا. وقالت منظمة الهجرة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن حوالي 3800 شخص ماتوا وهم يحاولون العبور من دول شمال أفريقيا إلى أوروبا في العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ عام 2017.

واستطاع 105 آلاف مهاجر الوصول إلى شواطئ إيطاليا عام 2022. أما هذا العام فقد وصل 54 ألف مهاجر حتى حزيران/يونيو، وهو ضعف الرقم عن نفس الفترة من العام الماضي، وجاءت نسبة كبيرة منهم من شرق ليبيا.

وتظل فرص أوروبا للحد من موجات الهجرات قليلة في ظل غياب قيادة موحدة في ليبيا، وكانت آخر مرة حاولت فيها الأمم المتحدة حل الانقسام بين الشرق والغرب في ليبيا عندما وضعت جدولا زمنيا للانتخابات بنهاية 2021، لكن الخطة فشلت.

والأمر واضح في ظل غياب التوافق على دستور، وضعف منظمات المجتمع المدني، وعدم الاتفاق على تقسيم موارد الثروة النفطية. وفشل رئيس مجلس النواب في طبرق، عقيلة صالح، ونظراؤه بالمجلس الأعلى للدولة، في التوافق على جدول للانتخابات؛ لأن عقدها يعني خسارتهم مكانتهم.

ولا توجد فرصة لنجاح المحاولة الأخيرة التي تم الاتفاق عليها في المغرب وتقضي بعقد انتخابات بحلول كانون الأول/ ديسمبر هذا العام. مما سيترك مبعوث الأمم المتحدة عبد الله باتلي تحت ضغوط لتقديم خطة تكسر الانسداد، لكنه بحاجة في النهاية إلى قيادة جماعية أوروبية للتعامل مع ليبيا بدلا من التعويل على حسن نية اللاعبين فيها، وتتآمر لتجريم الذين يحاولون التقدم بحق اللجوء.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي