رئيس بلدية إسطنبول ينتقد كليتشدار أوغلو ويدعو لتغيير شامل بالمعارضة

الأمة برس - متابعات
2023-06-08

مرشح المعرضة التركية كمال كليتشدار أوغلو (أ ف ب)

انتقد رئيس بلدية إسطنبول التركية، أكرم إمام أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، بشكل غير مباشر، في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، داعيا إلى "تغيير شامل داخل المعارضة".

وأكد إمام أوغلو، أن التعديلات السطحية، مثل حل وتجديد لجنة الإدارة المركزية لحزب المعارضة الرئيسي، "لن تكون كافية لتحقيق تحول ذي مغزى"، وفقا لما أورده موقع "ميدل إيست آي".

وأضاف: "للأسف، خسرنا 3 انتخابات متتالية في 9 سنوات، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية (..) لا يسعنا تكرار نفس الأخطاء والاستسلام للإهمال، يقف حزب الشعب الجمهوري كأهم حزب سياسي في تاريخ الجمهورية".

وأصر إمام أوغلو على أن هناك حاجة لإصلاح شامل على جميع مستويات الحزب، وشدد على مطالبته بالتغيير، مشيرا إلى أن "هناك صخبًا مجتمعيًا من أجل التحول داخل حزب الشعب الجمهوري".

وجاءت تصريحات رئيس بلدية إسطنبول بعدما أعلن كليتشدار أوغلو تجديد لجنة الإدارة المركزية بحزب الشعب الجمهوري كرد فعل على الهزيمة في الانتخابات الرئاسية.

والتقى إمام أوغلو مؤخرًا مع كليتشدار أوغلو لتوصيل وجهات نظره حول حاجة الحزب إلى التجديد بعد الانتخابات. ومع ذلك، قلل كليتشدار أوغلو من أهمية اجتماعهما خلال مقابلة تليفزيونية.

وتتزايد الدعوات لاستقالة كليتشدار أوغلو بين منتقديه في وسائل الإعلام المعارضة، حيث لم يقدم بعد وصفًا شاملاً للعوامل التي أدت إلى هزيمته في الانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل أسبوعين. ومع ذلك، لم يظهر كليتشدار أوغلو أي مؤشر على التنحي عن منصبه.

وفي السياق، قالت مصادر مقربة من كليتشدار أوغلو لـ"ميدل إيست آي" إنه يعتزم الاحتفاظ بمنصبه حتى الانتخابات البلدية العام القادم، حيث يأمل في الإشراف على استمرار تحالفه الكبير بين أحزاب المعارضة (الطاولة السداسية)، بما فيها حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، المتهم من قبل السلطات بأنه واجهة سياسية لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية. 

ومكنت استراتيجية توحيد المعارضة التركية من تحقيق النصر في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة في الانتخابات البلدية الأخيرة، عام 2019، ومع ذلك، بدا أنها جاءت بنتائج عكسية في انتخابات الشهر الماضي.

وأكد الصحفي البارز، إسماعيل سايماز، المعروف بميله للمعارضة، في مقال نشره الثلاثاء، أن كليتشدار أوغلو يجب أن يعالج المخاوف التي أعرب عنها ناخبو المعارضة، بما في ذلك تلك التي أثارها إمام أوغلو.

وأضاف: "أبلغ كليتشدار أوغلو إمام أوغلو يوم الأحد أنه يفضل عقد مؤتمر عام بعد الانتخابات البلدية. ومع ذلك، أهمل كليتشدار أوغلو إدراج أي شخص قريب من إمام أوغلو في لجنته الإدارية المركزية المشكلة حديثًا. وبدلاً من ذلك، عزز دعمه لنفسه من خلال تعيين الشباب الذين يمارسون رقابة صارمة على التنظيم الحزبي".

وبينما استطاع كليتشدار أوغلو حماية موقعه في زعامة حزب الشعب الجمهوري رغم الإخفاقات السابقة، إلا الأمر هذه المرة يبدو مختلفًا، فعامل السن ليس في مصلحته إذ يبلغ من العمر 74 عامًا، ما سيجعل استمراره حتى انتخابات 2028 صعبًا.

ومن المتوقع ألا يكون زعيم المعارضة بالقوة نفسها التي تمتع بها سابقًا، ما قد يمهد لتشكّل معارضة داخلية ضده ضده بمرور الوقت، بالإضافة إلى أن بيئة الحزب مناسبة لتشكيل معارضة داخلية قوية.

ويرى مراقبون أن كليشتدار أوغلو إن استقال، فإن أكرم إمام أوغلو هو أول اسم سيتبادر إلى الأذهان ليرأس الحزب، فقد فاز برئاسة بلدية إسطنبول في 2019، ولديه القدرة على التواصل مع المجتمع، كما أن لديه مؤهلات القيادة.

ورغم وجود شبه إجماع على أن لدى إمام أوغلو القدرة على تقريب حزب الشعب الجمهوري إلى شريحة أكثر محافظة وقومية من كليتشدار أوغلو، لكن مهمة تربع رئيس البلدية الشاب على رئاسة الحزب لن تكون سهلة إن حاول المساس بالنظام الحالي داخل الحزب، الذي قد تراه هياكله تهديدًا لها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي