"كارثة" محتملة.. انفجار سد أوكرانيا يهز المزارعين ويرفع أسعار الحبوب

الأمة برس - متابعات
2023-06-07

صورة مؤرخة في 6 حزيران/يونيو 2023 تظهر منطقة خيرسون بعد انفجار سد كاخوفكا (ا ف ب)

تسبب تدمير السد الرئيسي في أوكرانيا يوم الثلاثاء في زيادة الضغط على قطاع الزراعة المحاصر في البلاد، وهو مصدر رئيسي لإيرادات كييف، بينما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب وغيرها من المنتجات في جميع أنحاء العالم.

يتناول تقرير يوسف خان وأليستير ماكدونالد في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تدمير سد كاخوفكا في جنوب شرق أوكرانيا، حيث أظهرت لقطات نشرت على الإنترنت كميات هائلة من المياه تتدفق في اتجاه مجرى النهر؛ مما يعرض المنطقة السكنية للخطر ويحتمل أن يهدد سلامة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وقد ألقت كل من كييف وموسكو باللوم على بعضهما البعض في الكارثة.

ووفقا للتقرير، قال مزارعون شمال شبه جزيرة القرم في منطقة تحتلها روسيا داخل خيرسون: "لقد انتهى عملنا لأننا لن نحصل على المياه على الإطلاق". والذين لم تغمر حقولهم بالمياه، تضرروا لأن محصولهم يُروى من قناة يغذيها الخزان مباشرة.

وتعد أوكرانيا مسؤولة عن جزء كبير من الصادرات الزراعية العالمية، وقد أدى الغزو الروسي عام 2022 إلى ارتفاع أسعار الحبوب وغيرها من المنتجات بشكل حاد؛ مما زاد من تضخم الغذاء العالمي وتفاقم نقص الغذاء في بعض البلدان النامية.

وتمثل الزراعة أيضًا أكثر من نصف عائدات الصادرات الأوكرانية، والتي تعتمد عليها كييف في تمويل حربها ضد الغزو الروسي.

أضرار كبيرة

ويضيف التقرير أن العقود الآجلة للقمح ارتفعت يوم الثلاثاء بنسبة 3.7% في التعاملات الصباحية، قبل أن تتراجع بشكل طفيف، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذرة 1.6%.

ومع تجفيف قنوات الري واستمرار انجراف المياه على الأراضي الزراعية، كان العديد من المزارعين ومنتجي الأغذية ينتظرون اكتشاف الأضرار التي لحقت بأراضيهم ومحاصيلهم، لا سيما تلك التي لديها ممتلكات في الأجزاء المحتلة من البلاد، والتي يصعب الوصول إليها.

ويشير التقرير إلى أن شركة "أغروفوجين"، ثالث أكبر منتج لمعجون الطماطم في أوروبا، لديها مصانع وآلاف الفدانات من الأراضي في خيرسون المحتلة، ولا أحد يعرف مشاكل الري التي ستنعكس على عمل الشركة.

وأوضح أن المناطق التي يُتوقع أن تتأثر بخرق السد - خيرسون وميكولايف وزابوريزهزه - تمثل حوالي 12% من الناتج الزراعي الأوكراني، وفقًا لتقرير صادر عن بنك "كريدي أجريكول" الفرنسي، وهو هيئة ممولة من الاتحاد الأوروبي.

وتعد المنطقة منتجًا كبيرًا للخضروات والشعير والطماطم، وفقًا للتقرير والمزارعين المحليين؛ ولهذا فإن القرم المحتلة، على وجه الخصوص، تعتمد أيضًا على مياه السد.

كارثة محتملة

وينقل التقرير عن محللين أنه بالنظر للنقص المتوقع في الري، إذا حصل طقس حار هذا الصيف، فستكون هناك كارثة.

وهذا العام، كان من المتوقع بالفعل أن ينخفض إنتاج الحبوب والبذور الزيتية في أوكرانيا بنسبة 36% مقارنة بعام 2021، العام الذي سبق اندلاع القتال، وما يقرب من 8% مقارنةً بمحصول العام الماضي المنخفض، وذلك وفقًا لجمعية الحبوب الأوكرانية، وهي منظمة تجارية.

ولفت التقرير إلى أن الصناعة الزراعية الأوكرانية تضررت بشدة من الغزو الروسي، ودُمرت المعدات وصودرت الأراضي وألغمت وخُنقت طرق التصدير، فيما يصعب الحصول على التمويل، كما أن بعض الواردات الأساسية للصناعة، مثل الأسمدة، تعاني من نقص في المعروض بسبب آثار الحرب.

ويضيف بأنه تم تمديد اتفاق للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بعد حصار روسي في بداية الغزو، الشهر الماضي، حتى منتصف يوليو/تموز، لكن علامات الاستفهام لا تزال قائمة حول جدواها على المدى الطويل.

وهددت روسيا بالانسحاب عدة مرات من الاتفاق؛ حيث قام المزارعون في بعض دول أوروبا الشرقية بحظر مؤقت على مبيعات الحبوب الروسية، قائلين إن الأسعار تراجعت في الأسواق المحلية نتيجة لزيادة الصادرات البرية من أوكرانيا.

يرى التقرير أن الأضرار من تدمير السد ستضاف إلى فاتورة إعادة الإعمار النهائية لقطاع الزراعة في البلاد. وقد قدر تقييم أجراه البنك الدولي والمفوضية الأوروبية وآخرون، في مارس/آذار، تكلفة استعادة الصناعة بنحو 411 مليار دولار، على أساس الأضرار التي لحقت منذ الغزو.

قبل الحرب، كانت الزراعة مسؤولة عن 10% من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا، و40% من صادراتها، و14% من وظائفها.

ولكن مع خنق الحرب لتدفقات الإيرادات الأخرى، من السياحة إلى شريحة التصنيع، أصبحت الزراعة مسؤولة الآن عن 52% من عائدات صادرات البلاد، وهو ما يقابل 21.1 مليار دولار.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي