الغارديان: سياسة اللجوء البريطانية قاسية وتقوم على شيطنة المهاجرين والتعمية على فشل المحافظين

2023-06-06

بعد كل هذا فقد استهدفت وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان “المجرمين الألبان” واتهمتهم بـ “غزو” بريطانيا (أ ف ب)

رأت صحيفة “الغارديان” في افتتاحية لها أن سياسة حكومة المحافظين تجاه طالبي اللجوء السياسي قاسية وهي علامة عن النظام وليس مجرد خلل فيه. ورأت أن اللغة التي تنزع الإنسانية عن طالبي اللجوء السياسي هي معلم مهم للتشريعات الوحشية التي تحاول حكومة ريشي سوناك تمريرها.

وعلقت أنه وخلافا للرأي السائد، بريطانيا هي بلد يستقبل أقل عدد من طالبي اللجوء مقارنة مع جيرانها، ففي العام الماضي تم تقديم 74.751 طلب لجوء، ومع أنه هو أعلى معدل سنوي في بريطانيا منذ عام 2022، ففرنسا لديها ضعف هذا الرقم ولدى ألمانيا ثلاثة أضعاف هذا الرقم.

وبدلا من تحمل جزء من عبء الفوضى في معظم أنحاء العالم مع الدول الغنية، يريد سوناك عددا أقل من طالبي اللجوء. ويقوم بشيطنة من وصلوا إلى هنا أو القادمين عبر القوارب. ويتم تصوير هؤلاء خطأ على أنهم مهاجرون اقتصاديون يقومون باستغلال الكرم البريطاني لاحتياجاتهم ويخلقون تأخيرا في معالجة الطلبات ويضيعون مصادر الدولة. وهم أيضا زبائن للمهربين الذين لا ضمير أو وازع لهم، ومن هنا فنزع الإنسانية هو جزء من شرعنة القسوة.

ومع ذلك لم تنجح هذه اللغة في منع وصول القوارب، وهو فشل بات يؤثر على شعبية سوناك في الاستطلاعات. وعليه جاء حديثه المتعجل عن تراجع وصول قوارب المهاجرين بنسبة 20% مع أن النسب تتزايد في بقية دول أوروبا. ويرى سوناك أن هذا دليل على نجاح “خططه” اللاإنسانية لمنع القوارب من العوم عبر القنال الإنكليزي. ويمنع تشريع الحكومة استقبال الطلبات من الذين يصلون إلى بريطانيا عبر القوارب ومنحهم رحلة بدون عودة إلى راوندا. ولهذا السبب تم وصف الخطط بالعنصرية وغير القانونية وغير الفعالة.

وتقول الصحيفة إن الردع لن يؤدي إلى تراجع أرقام طالبي اللجوء السياسي، ويريد سوناك إعلان النصر قبل بدء معركة الرأي العام. وهناك تفسير آخر لأرقام الحكومة المتدنية كما ذكر المحامي كولين يو هو تحول المهاجرين إلى الطرق السرية لتجنب اكتشافهم أو سوء الظروف الجوية التي كانت أسوأ من العام الماضي أو لأن المغادرة من الساحل الفرنسي باتت صعبة. وتقول الصحيفة إن المشكلة هي أن حزب المحافظين يحكم بريطانيا منذ 13 عاما ولا يوجد هناك طرف يمكن أن يلقي عليه اللوم. فقد فضح الأصدقاء الأجانب عقلية “بريطانيا الصغيرة” والذين يعرفون أن التصريحات الحكومية لا تستحق سوى التعبير عن الاستغراب.

وبعد كل هذا فقد استهدفت وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان “المجرمين الألبان” واتهمتهم بـ “غزو” بريطانيا، واعتبر رئيس الوزراء الألباني تصريحات الوزيرة البريطانية “عارا”، وبخاصة أن سوناك حاول الحصول على مساعدة المسؤول الألباني لترحيل المهاجرين بسرعة. وبعد كل الحديث عن الاستقلال والسيطرة على الحدود في مرحلة ما بعد بريكسيت، كان على بريطانيا دفع نصف مليار جنيه لمنع القوارب. وكان هناك أكثر من 10.000 طلب لجوء كان على وزارة الداخلية التعامل معها قبل بدء سوناك فترة حكمه.

وربما خفض الرقم هذا من خلال الترحيب الذي منح للأوكرانيين وشمل الآخرين الذين يفرون من القنابل في أفغانستان وسوريا والسودان. لكن هذا لا يناسب هدف سوناك، فهو يتعامل مع الهجرة كتهديد يجب التعامل معه، وذلك من أجل التعتيم على فشل برامج حزب المحافظين الاقتصادية. ويقوم بدلا من ذلك بإثارة التوترات داخل المجتمعات والسخط بين طالبي اللجوء بسبب بؤسهم وفقرهم الإجباري. وتعتقد حكومة المحافظين هذه أن هذا هو الثمن الواجب دفعه، كما فعلت الحكومات السابقة والتي عبرت عن استعداد لاستخدام آلات الموج العملاقة لمنع القوارب المطاطية أو معالجة طلبات اللجوء في جزيرة سانت هيلانة في جنوب الأطلنطي. وهذا المسرح السياسي لا يمكن لأي حس من الشفقة التعبير عنه، حيث يتم بيع السياسات الوحشية ليتم التخلي عنها وتبني خطط أكثر وحشية قبل أن تفشل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي