مع تردد الآسيويين.. هل تسحب واشنطن باريس إلى المواجهة مع بكين؟

الأمة برس - متابعات
2023-06-06

العلم الفرنسي (ا ف ب)

قال المحلل السياسي بختيار أوروسوف، إنه على خلفية محاولات الولايات المتحدة "الفاشلة" لجذب الدول الآسيوية إلى فلكها، قررت واشنطن حشد دعم الأصدقاء الأوروبيين القدامى، ولاسيما فرنسا، لمواجهة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأضاف أوروسوف، في تحليل لمجلة "نيو إيسترن أوتلوك" (NEO)، أن الفرقاطة البحرية الفرنسية "برايريال" قامت بزيارة مجاملة لليابان بين 20 و27 أبريل/ نيسان الماضي، وشاركت في تدريب مشترك لقمع النشاط غير القانوني في البحر، وكان ذلك بمثابة إعلان عن مناورات عسكرية مشتركة أخرى بمشاركة أمريكية.

وتابع أنه سيتم إرسال مجموعة من طائرات "رافال" الفرنسية المقاتلة إلى جزر اليابان، وسيجري البلدان مناورات للقوات البرية في جزر كاليدونيا الفرنسية الجديدة بالمحيط الهادئ في نهاية العام الجاري، و"يقال إن كل هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان حرية الملاحة والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

ومنذ سنوات، تعمل الولايات المتحدة على تركيز جهودها لمواجهة ما تقول إنه نفوذ صيني متصاعد في آسيا والمحيطين الهندي والهادئ، ضمن منافسة استراتيجية بين البلدين.

دوافع باريس

و"بعد هزيمتها في الهند الصينية، تخلت فرنسا بشكل دائم عن طموحاتها الاستعمارية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والجزر المتبقية تحت سيطرتها بعيدة جدا عن مصادر التوتر"، بحسب أوروسوف.

وأردف أنه حتى لو كان الدافع وراء التوسع العسكري هو القلق على أقاليم ما وراء البحار، "فإن الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا هي الأكثر منطقية كحلفاء لليابان".

وزاد بقوله: "ناهيك عن المناخ الاقتصادي الصعب في فرنسا، والذي تفاقم بسبب ضرورة تقديم تبرعات مالية وتسليح شهري لدعم الحكومة الأوكرانية (في مواجهة غزو روسي مستمر منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، ومع وضع هذه الاعتبارات في الحسبان، يبدو التخطيط (الفرنسي) للتدريبات العسكرية على الجانب الآخر من الكرة الأرضية مضيعة للوقت ولا يمكن دعمه بمزاعم حماية المصالح الوطنية".

واعتبر أوروسوف أن "الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على الفرنسيين هو التفسير العقلاني الوحيد لأفعالهم، بعد أن أدركت واشنطن أنه سيتعين عليها التعامل مع طموحات الصين المتزايدة عندما قررت استعادة السيطرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تحت قيادة (الرئيس الأمريكي الأسبق بارك) أوباما (2009-2017)".

ومضى قائلا إنه "نتيجة لذلك، بُذلت في البداية جهود لكسب تأييد الدول الآسيوية الإقليمية عبر وعود بتحقيق مكاسب مالية وحل تحديات الأمن البحري والتعاون العسكري التقني، لكن لا تزال الدول الآسيوية مترددة في قبول المزاعم الأمريكية بأن بكين نظام متعطش للدماء".

وتابع: "لذلك يتعين على الولايات المتحدة سحب أتباعها المخلصين من أوروبا إلى المنطقة وإجبارهم على زيادة تعاونهم مع حلفائهم الشرقيين في وضع متسارع، وهدف واشنطن النهائي هو إعادة هيكلة (حلف شمال الأطلسي) الناتو ليصبح وحشا عالميا، نتيجة لتداخل الأدوار والمسؤوليات، لا يهتم إلا بتعزيز المصالح الأمريكية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي