نصف مليون بولندي يتظاهرون ضد الحكومة في وارسو

ا ف ب - الأمة برس
2023-06-05

من تظاهرة مناهضة للحكومة البولندية في وارسو في 4 حزيران/يونيو 2023 (ا ف ب)

وارسو - شارك نحو نصف مليون بولندي امس الأحد 2023-6-4 في تظاهرة ضد الحكومة دعت إليها المعارضة في شوارع وارسو، وفق ما أعلن المنظمون، قبل أشهر من الانتخابات التشريعية.

تدفق المحتجون من جميع أنحاء بولندا استجابة لدعوة زعيم حزب "المنصة المدنية" المعارض الوسطي، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي دونالد توسك، للاحتجاج على "غلاء المعيشة والغش والكذب ودعما للديموقراطية والانتخابات الحرة والاتحاد الأوروبي".

في تصريح لفرانس برس، قال يان غرابيك المتحدث باسم منظمي المسيرة التي يبدو أنها الأكبر في البلد منذ انهيار النظام الشيوعي عام 1989، إن "مجلس المدينة يقدر (عدد المشاركين) بـ500 ألف في الوقت الحالي".

وشجّع قادة غالبية أحزاب المعارضة أنصارهم على المشاركة في المسيرة الكبيرة ضد حزب "القانون والعدالة" القومي الشعبوي الحاكم وزعيمه ياروسلاف كاتشينسكي وحلفائه.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "يكفي!" و"لا نريد بولندا استبدادية"، ورددوا شعارات مناهضة للغالبية الحاكمة منذ نحو ثماني سنوات، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في الخريف.

وقالت الطالبة كارولينا سيمينسكا (22 عاما) لوكالة فرانس برس "حكومتنا استبدادية. تريد جعل بولندا دولة تشبه روسيا".

- "آن الأوان" -

قاد مسؤولو حزب "المنصة المدنية" المسيرة يرافقهم زعيم أول اتحاد نقابي مستقل في العالم الشيوعي في الثمانينيات ليش فاوينسا حائز جائزة نوبل للسلام عام 1983.

في خطاب افتتاحي موجز، شدد توسك على أن مهمة المعارضة "يمكن مقارنتها من حيث الأهمية" بمناهضة الشيوعية في الثمانينيات.

أما فاوينسا الغائب عن المشهد السياسي منذ فترة طويلة، فقال إنه ينتظر "بصبر" اليوم الذي سيغادر فيه الحزب القومي وزعيمه كاتشينسكي السلطة. 

وقال المسؤول النقابي السابق "كاتشينسكي، جئنا لطردك. لقد آن الأوان".

وأضاف توسك أمام الحشد "الديموقراطية تحتضر في صمت. لا صمت بعد اليوم حتى لا تموت الديموقراطية، رغم الهجمات اليومية التي يشنها كاتشينسكي وحزب القانون والعدالة ضد أسسها".

يمنح مجمل استطلاعات الرأي حزب "القانون والعدالة" حوالى 30-35% من نوايا التصويت، لكن ذلك لا يضمن له غالبية. إذا حافظت أحزاب المعارضة المختلفة على مستواها الحالي من الدعم وأثبتت أنها قادرة على التوافق، فلديها فرصة قوية لتولي السلطة.

واعتبر بيوتر مروز (62 عاما) الذي قطع نحو 600 كيلومتر للوصول إلى وارسو من مدينته شتشيتسين (شمال غرب)، "إذا لم يتغير الوضع الآن، فسوف نكون مثل المجر أو تركيا" اللتين كثيرا ما تتهمان بانتهاك القواعد الديموقراطية.

- "سيرك" -

وفي تعليق ساخر، شبّه رئيس الحكومة ماتيوش مورافيتسكي التجمّع بـ"السيرك".

ونقلت وكالة الأنباء البولندية عنه قوله "يضحكني قليلا عندما تنظم الثعالب القديمة التي تمارس السياسة منذ سنوات مسيرة مناهضة للحكومة وتقدمها على أنها احتجاج مدني عفوي".

التظاهرة التي تعتبرها المعارضة لحظة فاصلة في مسيرتها نحو الفوز في الانتخابات تتزامن مع الذكرى الرابعة والثلاثين لأول اقتراع حر جزئيًا في بولندا، والذي عجّل بسقوط الشيوعية في أوروبا.

نجحت حركة ليش فاوينسا آنذاك في إيصال 160 من مرشحيها إلى مجلس النواب، وفازت بكل المقاعد الممكنة تقريبا، أي 35% من مقاعد المجلس، و99% من مقاعد مجلس الشيوخ.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي