ساينس مونتيور: زواج ولي العهد الأردني مناسبة للفرح ورسالة للشعب والجيران

2023-06-02

 حضر الزفاف الملكي شخصيات دولية وإقليمية بارزة، من السيدة الأولى الأمريكية جيل بايدن، وولي العهد البريطاني الأمير ويليام، وزوجته كيت، وولي العهد الكويتي مشعل الصباح، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد. (أ ف ب)

نشرت مجلة “كريستيان ساينس مونيتور” تقريراً لمراسلها الخاص تيلور لاك حول الزفاف الملكي في الأردن، ومعاني الفرحة فيه، ودلالاته السياسية ومستقبل المملكة.

وقال إن يوم زفاف ولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبد الله الحسين على رجوة آل سيف، المهندسة المعمارية، وابنة عمّ للعائلة الحاكمة في السعودية، كان عطلة رسمية، وشهدت حفلات موسيقية مفتوحة للجميع، واستعراضات جوية، وعازفي القِرَب وحضور قادة العالم وإغلاق العاصمة، و”لم يكن زفاف ولي العهد الأمير حسين، يوم الخميس، زواجاً ملكياً عادياً”.

وأكثر من الاحتفالات لكبار الشخصيات؛ فالاحتفالات العامة، حسب القصر الملكي، هي “حدث كبير”، وتقديم للملك القادم إلى الشعب.

ونقلت الصحيفة عن محمد صوايا، الذي كان ينتظر مع الآلاف في شوارع عمّان، لعبور الموكب الملكي: “نحن مبتهجون من أجل مستقبلنا”، وأضاف: “الأمير حسين هو في عمرنا، ويفهم مشاكل الشاب، ويستطيع السفر في العالم ويقودنا نحو المستقبل”.

ويشير الكاتب إلى أن نصف سكان الأردن في سن أقل من الثلاثين عاماً. ويعلّق بأن زواج الأمير حسين من رجوة آل سيف يعتبر خرقاً للتقاليد في الأردن، حيث ظلت احتفالات الزفاف للعائلة شأناً عائلياً، خلافاً لبريطانيا. وهي أكبر احتفالات يشهدها البلد منذ عقدين، وقد غطّت أسبوعاً، وبدأت برقصات الدبكة في الشركات والجامعات وساحات القرى. وانتشرت الرايات القرمزية واللوحات الإلكترونية التي تحمل عبارات: “نفرح بالحسين” و”الزفاف الملكي”. وحتى مطعم ماكدونالدز وضع يافطة عُلّقت على ثلاثة طوابق، مع صورة ولي العهد: “نفرح بالحسين”.

وأغلقت المدارس والمتاجر أبوابها، يوم الخميس، وأغلق ثلث شوارع العاصمة للاحتفاء بالمناسبة. وفي بلد ظل الاستقرار فيه مرتبطاً بالعائلة المالكة، كانت النقطة واضحة: “الرسالة الرئيسية من هذه الاحتفالات هي تقديم ملك المستقبل”، كما يقول المحلل السياسي عامر السبايلة. ومع أن الملك عبد الله الثاني لم يقدم أية إشارات عن تخليه عن الحكم، إلا أن الأمير، البالغ من العمر 28 عاماً، يمارس أدواراً ملكية، وبشكل متزايد. فقد فوّضَه والده لإلقاء خطاب الأردن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي القمم العربية، واستُقبل مع والده الملك في البيت الأبيض، واجتمعا مع الرئيس جو بايدن، ورغم أدواره الخارجية إلا أن ملك المستقبل لم يخرج إلى الأضواء في المملكة إلا هذا الأسبوع.

وهو متخرج من جامعة جورج تاون، ويعرف بمؤسسة ولي العهد الخيرية غير الربحية، التي تشرف على مبادرات لتقوية الشباب، وتقود جامعة تقنية تحمل اسمه، وتدرّس الهندسة التطبيقية والروبوتات، وتربط الطلاب مع شركات، مثل غوغل وناسا ومايكروسوفت.

ويعلق الكاتب بأن احتفالات الخميس كانت لحظة نادرة لعائلة مالكة تقليدية وحليف قوي للولايات المتحدة وتواجه اضطرابات جيوسياسية وإقليمية منذ خمسة أعوام.

فقد قاوم الملك عبد الله الثاني الضغوط من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وإدارة دونالد ترامب، لدعم الخطة المثيرة للجدل، التي لم تكن تضمن إلا دولة فلسطينية فاشلة وتجرد الفلسطينيين من حق العودة.

وتحركت العائلة المالكة بعيداً عن الاضطرابات داخلها، قبل عامين، في ما يعرف بـ “الفتنة”، التي اتهم بها الأخ غير الشقيق حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق، والتي قال المسؤولون إنها دُبّرت من الخارج لاستبدال الملك عبد الله.

 وحضر الزفاف الملكي شخصيات دولية وإقليمية بارزة، من السيدة الأولى الأمريكية جيل بايدن، وولي العهد البريطاني الأمير ويليام، وزوجته كيت، وولي العهد الكويتي مشعل الصباح، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد.

تقول الصحيفة إن احتفالات الزفاف الملكي هي رسالة للأردنيين والجيران، سواء الأصدقاء أو الأعداء، تقول إن المستقبل آمن مع ولي العهد الامير حسين. وكان الحضور الدولي صورة عن إغلاق فصل الخلافات الأخيرة داخل العائلة، والتأكيد على أن ولي العهد الحالي هو الملك القادم، كما يقول سبايلة.

 وفي بيان من الديوان الملكي، وُصف الزفاف بأنه محكّ في تاريخ الأردن، الممتد على قرن، ويقدم للأردنيين فرصة للاجتماع والالتمام حول مناسبة مبهجة، والتطلّع بفخر إلى مستقبل بلدهم. كما أن الزفاف يضع الأسس للجيل القادم من أبناء العائلة المالكة، ويواصل مسار العائلة الهاشمية الأردنية، التي تمتد جذورها إلى النبي محمد.

ومن جانب آخر، فقد وضعت ختماً على مرحلة التنافس السياسي، فمن خلال قرابة رجوة آل سيف للعائلة المالكة في السعودية، يُؤمل أن تؤدي مصاهرة ولي العهد الأردني مع العائلة السعودية إلى الحفاظ على مكانة المملكة في منطقة تشهد صعوداً للتأثير السعودي وتراجعاً للدور الأمريكي.

وقال الشقيقان محمد وعمر أبو عيد، اللذان كانا يراقبان الزواج الملكي على الشاشة: “نحن الأردنيين والسعوديين أقارب الآن”، و”مستقبلنا واحد”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي