أردوغان هزم المعارضة والغرب ووسائل الإعلام الدولية

الأمة برس - متابعات
2023-05-31

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (أ ف ب) 

اعتبرت الكاتبة المصرية أميرة أبو الفتوح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألحق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة الهزيمة بكل من المعارضة التركية والعواصم الغربية الداعمة لها ووسائل الإعلام الدولية الرئيسية التي أفتقرت إلى الحياد وطالبت برحيله بعد 20 عاما في الحكم فاز خلالها في انتخابات واستفتاءات عديدة.

أميرة قالت، في مقال بموقع "ميدل إيست مونيتور" (MEM) البريطاني: "لم تكن هذه الانتخابات الأمريكية التي يتابعها العالم كله عن كثب، وتهيمن على وسائل الإعلام الدولية، ويسهر الناس حتى وقت متأخر لمعرفة مَن سيحكم الولايات المتحدة ويحدد مسار العالم خلال فترة رئاسته".

وتابعت: "هذه المرة، كانت الانتخابات التركية هي التي شغلت العالم كله خلال مايو (أيار الجاري)؛ لأنها لم تهم تركيا فحسب، بل يمكن أن تغير وجه المنطقة، وهذا هو سبب أن معظم الدول الغربية شاركت ولعبت دورا رئيسيا في المعركة الانتخابية، وأعطت لنفسها حق التصويت كما لو كانوا مواطنين أتراك".

انحياز إعلامي صارخ

و"انحازت وسائل الإعلام الرئيسية بشكل صارخ إلى جانب المعارضة التركية وتخلت عن مهنيتها وحيادها، لتصبح جزءا لا يتجزأ من الفريق الإعلامي للمرشح الرئاسي (الخاسر) كمال كليتشدار أوغلو (زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض)، فقد دعموه بكل قوتهم بينما هاجموا الرئيس أردوغان بضراوة ووحشية"، بحسب أميرة.

وأوضحت أن "وسائل الإعلام وصفت أردوغان بأنه ديكتاتور مستبد يجب الإطاحة به، لدرجة أن مجلة إيكونوميست البريطانية وضعت صورته على غلافها بعنوان "يجب أن يرحل أردوغان"، وغيرت  صورة حسابها على تويتر بشعار "يجب أن يرحل أردوغان".

وأضافت: "كتبت بي بي سي (هيئة الإذاعة البريطانية) أن مستقبل تركيا سيكون أكثر إسلامية وقتامة إذا فاز أردوغان، وعرضت دير شبيجل الألمانية صورة لأردوغان جالسا على العرش على غلافها وفوقه هلال مكسور".

وأكدت أميرة أن "معظم الصحف الغربية، مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز وفاينانشيال تايمز ولو فيجارو والتليجراف وصنداي ميل وسي إن إن، سقطت في مستنقع الاحتيال وعدم الاحتراف".

وتابعت: "أصيبوا جميعا بـ"متلازمة أردوغان"، حالة من الذعر والهستيريا ضربت وسائل الإعلام الغربية دفعة واحدة، مما أدى إلى ظهور صور لأردوغان على أغلفتها مغطاة بالدماء وعلامة إكس (X)  مثبتة عليه. على الرغم من اختلاف أيديولوجياتهم، اتحدوا جميعا على هدف واحد: إسقاط الرئيس أردوغان".

واستطردت أميرة: "كانت فرصتهم الأخيرة للإطاحة بأردوغان عبر صناديق الاقتراع بعد فشل الانقلاب العسكري في 2016، الذي دبرته ومولته الإمارات. ألم يتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية بدعم المعارضة التركية وإسقاط أردوغان؟".

وزادت: "كما اعتبر العديد من القادة الغربيين أن هذه الانتخابات ستكون نهاية أردوغان، لكن الشعب التركي خيب أملهم وأعاد انتخابه لفترة رئاسية جديدة تنتهي في 2028. فما الذي يخططون للقيام به خلال هذه السنوات الخمس؟".

الأنظمة المستبدة

أميرة قالت إن "الرئيس أردوغان، الذي يصفونه بأنه ديكتاتور مستبد، وقف في طابور للإدلاء بصوته، أما في بلادنا العربية، حيث نبتلى بحكام مستبدين وديكتاتوريين، يُمد لهم سجاد أحمر عند دخولهم مراكز الاقتراع، محاطين بحراس من كل زاوية، ولا يسمح للجمهور بالدخول إلا بعد مغادرة الديكتاتور!".

وتابعت: "لم يتمكن أردوغان من تحقيق انتصاره في الجولة الأولى (في 14 مايو/ أيار الجاري) واضطر لخوص جولة إعادة (في 28 من الشهر ذاته) من أجل خمسة من عشرة بالمائة، أي ما يعادل 5000 صوت".

ومستنكرة، تساءلت:  "فماذا عن الأنظمة الاستبدادية في منطقتنا العربية التي يدعمها الغرب بقوة؟ أنظر كيف يجهزون صناديق الاقتراع ويملأونها بالبطاقات (الانتخابية) التي تحمل صورة الرئيس المحترم والقائد المحترم وكيف يغلقونها قبل يوم الاقتراع ليحصلوا على 99.999% من الأصوات".

وأضافت أن "تركيا شهدت حفل زفاف ديمقراطي رائع شارك فيه نحو 90% من الناخبين، وعلى الرغم من الاستقطاب الحاد، لم تقع حوادث عنف أو اعتداءات، وهذا يعود إلى الحكومة التي وفرت الأمن. وتستحق هذه الانتخابات أن توصف بأنها تاريخية".

أردوغان عربي

و"شاء القدر أن يتزامن اليوم التالي للانتخابات مع الذكرى 570 لفتح القسطنطينية (إسطنبول) على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، حتى يتمكن الشعب التركي من استنشاق عبير ماضيهم الجميل وهم يتذوقون حلاوة انتصارهم على كل أعداء تركيا الذين يريدونها دولة ضعيفة بدون إرادة مستقلة وأن تبقى كما كانت قبل أردوغان: تعتمد على الغرب وتدور في فلك الولايات المتحدة"، بحسب أميرة.

وقالت إن "الشعوب العربية طارت قلوبها إلى تركيا، وبقوا بروحهم مع الشعب التركي ليلة الانتخابات.. اتحدوا في قلقهم وأملهم ودعواتهم أن يفوز أردوغان. الرجل الذي حقق أحلامهم في بلد آخر، ليس فقط للهروب والتعويض عن حلمهم الضائع، ولكن أيضا على أمل العثور على أردوغان عربي في بلدهم".

وزادت بأن "أردوغان أصبح حلم كل المظلومين على وجه الأرض: ابتهجوا بانتصاره وهتفوا باسمه. ومثلما شاركوا الشعب التركي قلقه وأمله ليلة الانتخابات، شاركوه أيضا ليلة الفرح بفوزه. كانت ليلة ابتهجت فيها الشعوب العربية، بينما حزنت الأنظمة الاستبدادية التي تآمرت على أردوغان بعد أن أنفقت مئات المليارات في محاولة للإطاحة به".

واعتبرت أميرة أن "أردوغان هو الشخصية السياسية الأهم في القرن الحادي والعشرين، وستتم دراسة تجربته كواحدة من أهم التجارب السياسية في العصر الحديث، والتي لم يستطع الغرب بكل قوته إجهاضها".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي