البحرية الأمريكية تستهدف مواجهة أنشطة إيران في مضيق هرمز

الأمة برس - متابعات
2023-05-24

صورة مؤرخة في 30 آذار/مارس 2023 لطائرات مقاتلات أميركية من طراز "إف-16" فوق واشنطن (ا ف ب)

في أحدث علامة على تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، كثفت السفن الحربية الأمريكية المتمركزة في منطقة الخليج من دورياتها في مضيق هرمز الذي يربط بين الخليج العربي وخليج عمان؛ وذلك ردا على استيلاء إيران مؤخرا على ناقلتي نفط.

والإثنين، قال الأدميرال براد كوبر، قائد القوات الأمريكية البحرية في المنطقة، في مقابلة أجراها من القاعدة البحرية في البحرين، إن تصرفات إيران غير مقبولة.

ووفق تقرير أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد جاءت تصريحات كوبر عن إيران بعد أيام قليلة من قيادته لمدمرة صواريخ تابعة للبحرية الأمريكية عبر مضيق هرمز، بمشاركة قادة من البحرية الفرنسية والبريطانية.

وعبر القادة مضيق هرمز على متن المدمرة الأمريكية "بول هاميلتون"، حيث وقف الحراس بجانب مدافع رشاشة مكشوفة على سطحها، بينما وقف البحارة أمام المدافع.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة كانت بمثابة استعراض للقوة تستهدف إرسال رسالة موحدة إلى إيران، التي كشف مسؤولون بوزارة الدفاع هذا الشهر أنها اعترضت أو هاجمت أو استولت على 15 سفينة تجارية تحمل أعلاما دولية منذ عام 2021.

ونتيجة لذلك، أعلن مسؤولو وزارة الدفاع عن إجراء تحركات تهدف لزيادة الدوريات سواء عبر سفن البحرية الأمريكية أو الطائرات بدون طيار أو حتى من قبل حلفاء المملكة في المنطقة.

احتجزت البحرية الإيرانية سفينة "أدفانتدج سويت" التي ترفع علم جزر مارشال في المياه الدولية بخليج عمان في 27 أبريل/نيسان الماضي، وبعد 6 أيام حاصرت عشرات الزوارق السريعة التابعة للبحرية الإيرانية ناقلة النفط "نيوفي" التي ترفع علم بنما.

وكانت نيوفي متجهة إلى ميناء الفجيرة الإماراتي، من ميناء إماراتي آخر، لكن الزوارق الإيرانية أجبرتها على التوجه نحو المياه الإقليمية الإيرانية.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، عندما أعلن زيادة عدد دوريات البحرية الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر، إن "الولايات المتحدة لن تسمح للقوى الأجنبية أو الإقليمية بتعريض حرية الملاحة في الممرات المائية في الشرق الأوسط للخطر، بما في ذلك مضيق هرمز".

رسالة لإيران

وقال تيموثي هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية ومقره البحرين، إن الخطة الأمريكية، لا تهدف على الأقل حتى الآن إلى إرسال سفن بحرية أو طائرات إضافية إلى المنطقة.

وعقّب: "ولكن بدلاً من ذلك نقل تلك الموجودة بالفعل في المنطقة عبر مضيق هرمز بشكل متكرر؛ بغية إرسال إشارة إلى إيران بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يراقبونها، وأنهم على مقربة في حالة وقوع حوادث أخرى".

ووفق للصحيفة، فإن عمليات الأسطول الخامس للبحرية تتم على 2.5 مليون ميل مربع من المياه، من الخليج الفارسي إلى أجزاء من المحيط الهندي، وسيتم الآن تركيز المزيد من سفنها في المنطقة المحيطة بإيران.

وأضاف هوكينز: "الأمر يشبه إلى حد ما عندما تقوم بتدوير المزيد من سيارات الدوريات على طريق سريع.. ينزلون من المخرج ويستديرون، ويواصلون القيام بهذه الحلقات"

تجنب الصراع

هناك دائما خطر ومخاوف من أن يتحول الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران بسرعة إلى صراع، لكن كلا البلدين يريدان تجنب الوصول لمثل هذه النتيجة، كما يقول الخبراء في المنطقة.

لكن العداء بين البلدين ازداد على مدى السنوات العديدة الماضية، بعد أن قتل 2 من أفراد طاقم سفينة "ميرسر ستريت" قبالة عمان في يوليو/ تموز 2021، عندما هاجمتها طائرة بدون طيار إيرانية الصنع مسلحة بالمتفجرات، وهو حادث قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إنهم يعتقدون أن إيران تقف وراءه.

وقال جون جازفينيان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط في جامعة بنسلفانيا، إن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها البنتاجون قد تكون محاولة من الولايات المتحدة لإعادة تأكيد أهميتها في المنطقة، بعد وساطة الصين الناجحة في مارس/آذار لتطبيع العلاقات السعودية الإيرانية.

ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين في دول الخليج العربية قولهم في حينها إن الوجود الصيني المتزايد في المنطقة يشير إلى أنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان أمنهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي